مع قرب قدوم فصل الصيف وتعاظم الحاجة إلى المياه الصالحة للاستخدامات اليومية في ضوء تفاقم أزمة مصادر المياه العذبة على المستويين الإقليمي والدولي تنحى المملكة وبكل طاقتها لمواجهة شح مصادر المياه من خلال الحث على ترشيد الاستهلاك.. والتحرك سريعا نحو تأمين احتياجاتها المائية من مصادر مختلفة ابتداء بفكرة تحلية المياه المالحة من البحر ونقلها إلى المدن المتضررة عبر أنابيب يصل طولها إلى مئات الكيلومترات.. مرورا بحفر الآبار العميقة طلبا لتوفير هذا العنصر الرئيس في حياة الخليقة على سطح الأرض.. علاوة على تنفيذ مشاريع طموحة لربط المناطق شحيحة المصادر المائية ومنها منطقة حائل بشبكة مشروع المياه الشامل الذي جاء ليواكب الطلب المتنامي على المياه لسد حاجة السكان المتزايدة للمياه. ومع كل ذلك يظهر على السطح من لا يعير هذا الأمر الاهتمام الكافي ابتداء بناقلي المياه من أصحاب الصهاريج وصولا إلى شريحة غير قليلة من المواطنين ممن لا يتحلون بروح المسؤولية الأخلاقية إزاء سلعة وطنية استراتيجية باتت أهم من النفط. يؤكد محمد فريحان أن بعض الأحياء في حائل يهمل ساكنوها وضع الصمامات الخاصة بتقنين تأمين المياه من الشبكة العامة إلى خزانات منازلهم الأرضية.. ظنا منهم أن ذلك من أجل الحصول على نسب أعلى من المياه رخيصة الكلفة. في حين شدد عوض الحربي على ضرورة ترشيد الاستهلاك وتكثيف الحملات الرامية لمتابعة المخالفين ومعاقبتهم وبالأخص في هذا الموسم الذي بدأت فيه معالم أزمة شح المياه تتشكل بوضوح مع نقص تدفق المياه إلى المنازل بشكل ملحوظ.. مما اضطر أصحاب المنازل إلى الاستعانة بصهاريج المياه التي استغل صاحبوها الوضع لرفع الأسعار، فيما مضى. ويشير سليمان العنزي إلى أنه بات المستهلكون في الأحياء القديمة الأكثر تضررا من هدر المياه نتيجة شح المصادر وضعف تدفق المياه إلى منازلهم من الشبكة العامة مع صغر حجم خزانات المنازل التي يقطنونها منذ عدة عقود. مؤكدا على أن بعض المواطنين لم يعد يكترث بتدفق مئات الأمتار المكعبة من منزله إلى الشوارع من جراء فيض بعض خزانات المنازل الأرضية صغيرة السعة من دون أن يكلف صاحب المنزل نفسه عناء إغلاق المحبس عند الاكتفاء من حاجته من مياه الشبكة. ورأى محمد عواد أن بعضا من أصحاب الصهاريج يفرغ ما تبقى لديه من مياه في وسط الطريق على اعتبار أنه فائض.. مؤكدا على وجوب الحزم في معاقبة مثل هؤلاء وتطبيق أشد العقوبات بحقهم.. مايضمن المحافظة ما أمكن على هذه الثروة الحيوية الناضبة. لذا يتعين على الجهات المعنية الاحتراز لمواجهة ذلك التهاون من قبل بعض المواطنين في هدر المياه قبل دخول فصل الصيف عبر تكثيف الحملات الميدانية لحصر حجم المشكلة والتعاطي معها بما يكفل الحفاظ على هذه المادة الأساسية ذات التماس بحياة المواطن اليومية.