قرأت تحذيراً لوزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين من تعرض المنطقة العربية بما فيها السعودية لمشاكل مائية، وأن السعودية تقع ضمن دول الفئة الأولى الأكثر شحا في المياه على مستوى العالم, مشيراً إلى أن الاستهلاك العالمي في تزايد، لتزايد عدد السكان. وآخر للدكتور عادل بشناق من أن حجم الهدر في قطاع المياه في المملكة يصل إلى 100 في المائة، سواء في قطاع التوزيع أو القطاع الزراعي. وقال إن هذا الهدر يكلف الاقتصاد الوطني مليارات الريالات سنويا، مضيفا أننا يمكن أن نستهلك ربع الاستهلاك الحالي إذا كان هناك ترشيد صحيح للمياه. ولفت إلى أن نظام الترشيد غير مطبق وأن هناك تحايلا على أنظمة الترشيد .. من واقع هذا التصريحات فإن المسؤولية الكبرى في الحفاظ على ما هو متاح من مياه وترشيده تقع على عاتقنا كمسؤولين ومواطنين ومقيمين ، لكون حصولنا على الماء هو الأصعب، بسبب ظروفنا الجغرافية، وتباعد مدننا عن السواحل. ومما يضاعف هذه المسؤولية هو الدعم السخي واللا محدود من ولاة الأمر يحفظهم الله لهذا المجال الحيوي الهام الذي يرتبط بالحياة اليومية. لذا فإن الحفاظ على هذه الثروة مهمة لابد أن يتصدى لها الجميع. وفي المقابل فإن فئات من المواطنين والمقيمين لا يعون أن إهدار هذه الثروة يعود إليهم بالضرر عليهم وعلى اقتصادهم لذا نحن بحاجة على ما يبدو إلى تفعيل الرقابة وتشديد العقوبة على المتسببين والمسيبين. كما انه على وزارة المياه والكهرباء كجهة مسؤولة أن تعمل على علاج التسربات التي تحدث من حين لآخر في شبكات المياه وإمداداتها من جهة وتفعيل توعية المستفيدين بخطورة هدر المياه عن طريق وسائل الترشيد التي تسهم في توفير استهلاك المياه. سمعت أن هناك أدوات وأجهزة وتقنيات حديثة تقلل من استهلاك المياه متوفرة بالمملكة مثل صناديق الطرد ذات السعة القليلة وصناديق الطرد المزدوجة والصنابير المهواه والصنابير ذات التدفق الضعيف والصنابير التي تغلق تلقائيا. كما توجد أجهزة منزلية تسهم في تقليل استهلاك المياه.. لماذا لا يتم توعية المواطنين والمقيمين بأهمية فاعليتها لدى الخدم والسائقين، باستخدام هذه الأدوات والأجهزة إضافة إلى تشجيعهم على الصيانة الدورية لخزان المياه وشبكة المياه بالمنزل، وتوعية أفراد الأسرة للحد من استهلاك المياه في الاستعمالات اليومية، وتركيب عدادات مياه مستقلة للشقق في العمارات السكنية، وإعادة النظر في شرائح أسعار المياه وتكثيف الرقابة وتطبيق الأنظمة على من يسيء استخدام المياه. رأيت أنهاراً متدفقة من المياه في أحد الشوارع بحي من أحياء العاصمة الرياض اتضح أنها لخزان مياه يقع بمبنى سكني.. إضافة إلى تدفق آخر يعود لغسيل فناء إحدى البنايات السكنية.. وهذا ما يعكس سلوكيات متكررة من المواطنين والمقيمين تؤدي إلى هدر يومي ومتكرر للمياه. نتطلع من الجهات المسؤولة تطبيق حزمة من الإجراءات الرقابية الحكومية الصارمة والتعامل الجدي مع مظاهر الإسراف أو سوء استخدام المياه والتي يمكن ملاحظتها بسهولة مثل غسيل أفنية المنازل وغسيل السيارات باستخدام الخرطوم ورش المياه أمام المنازل , كما أمل من المواطن الكريم تغيير النمط الاستهلاكي للمياه المنزلية من خلال استخدام وسائل وإجراءات فنية وتقنية تقنن استخدام الماء.