مع اطلالة كل صيف تتجدد مشكلة شح المياه بمحافظة الأحساء، ويواجه الأهالي مشكلات جراء الانقطاع المتكرر للمياه عن منازلهم وتوجههم لشرائها رغم ارتفاع سعر «الوايت» الى ارقام فلكية تصل احيانا الى 400 ريال. وتواجه غالبية مدن وبلدات وهجر المحافظة شح المياه التي تتفاقم صيفا بعد آخر دون تحرك فرع مياه العمران ساكنا - حسب العديد من الأهالي- الذين لخصوا دور فرع مياه العمران بتخصيص ارقام هواتف للأهالي لمدهم بوايتات المياه بدلا من حل مشكلة المياه بشكل جذري وتوفيرها الى مساكنهم عبر الشبكة وليس عبر «الوايتات». «الوايتات» سوقها رائج في صيف الأحساء وأشار حسن السلمان من بلدة العمران الشمالية إلى أن أغلب قرى البلدة تعاني نقصا شديدا في المياه منذ أكثر من 6 سنوات مشيرا إلى أن فرع المياه بالعمران لم يحرك ساكناً تجاه مشكلتهم والتي تفاقمت بشكل كبير منذ عام ونصف تقريبا وأصبح توفير المياه للمنازل يأخذ اهتمامات يومية من قبل اهالي البلدة. وانتقد مسئولي فرع المياه بالعمران قائلاً: إن مسئولي المياه بالعمران بدلاً من أن يقوموا بحل المشكلة من جذورها فوجئنا بتخصيص أرقام للأهالي لتوفير وايت من المياه وتوصيلها للمنازل في أيام معينة من الأسبوع واضطرار الأهالي للتوجه لفرع مياه بالعمران لأخذ دور وحجز وانيت لمنازلهم . وأضاف: إذا لم أتمكن من الحصول على رقم دور أضطر لشراء وايت ماء يتراوح سعره بين 30 - 70 ريالا . وقال علي عايش الأصمخ: إن أصحاب المنازل المنخفضة لا يمكنهم الحصول على المياه عبر الشبكة فكيف بأصحاب المنازل المرتفعة منوها الى ان منزله مجاور للخزان ولا تصله المياه عبر الشبكة وتصل الانقطاعات احيانا لفترة اسبوع أو اكثر خاصة ان الشبكة تغذي المناطق البعيدة أولا. وطالب بحفر بئر وتوفير خزان جديد بالعمران منوها بأن الخزان القديم مضى عليه أكثر من 40 عاما وفرع المياه بالعمران يصر على ترميمه من وقت لآخر والوايتات تقوم بضخ المياه إلى الشبكة مباشرة دون ضخها بالخزان . مسئولو المياه بالعمران بدلاً من أن يقوموا بحل المشكلة من جذورها قامت بتخصيص أرقام للأهالي لتوفير وايت من المياه وتوصيلها للمنازل في أيام معينة من الأسبوع.ولفت عادل المريحل إلى وجود كميات من الأملاح والأوساخ بصنابير المياه عند فتحها، مشيرا إلى اصابة مواطنين بأمراض جلدية خاصة الأطفال. ويؤكد يحيى الربيح خليفة الزين من الطرف أن المياه ببلدته شحيحة منذ ما يقارب ال 3 أشهر. لافتا إلى أن الأهالي يعتمدون على شراء الوايتات مما يرهق ميزانيتهم . ويرى صالح البديوي أن كميات المياه التي يتم ضخها في الشبكة يوميا حسب المتفق عليه لافتا إلى وجود مشكلتين الأولى أن وايتات المياه الخاصة بالمتعهد غير صالحة للاستخدام الآدمي وثانياً قيام بعض المواطنين بالعبث في غطاء التحكم الخاص بضخ كميات المياه وتوزيعها لبلدة الطرف وإتلاف الغطاء مما يؤدي الى شح المياه عن بقية المناطق. وشكا عيسى الحساوي من بلدة الرميلة من تكرار انقطاع المياه منذ ما يزيد على 9 أشهر . قائلاً: إن أهالي البلدة يعانون شح المياه وخاصة خلال الشهرين الأخيرين ونقوم بتعبئة الخزانات عبر الوايتات. وأضاف رغم جهد فرع المياه بالعمران بتوفير وايتات مياه إلا أن معاناة الأهالي مستمرة خاصة عند توجههم لشراء المياه. وقال ناجي الحسن من بلدة المركز شرق الأحساء: غالبية المنازل لا تصلها مياه الشبكة والأخرى تصلها ضعيفة، منوها الى ان فرع المياه حدد مؤخراً أوقاتا معينة لضخ المياه وقيام مواطنين بوضع «دينمو» لضخ المياه الى خزانات منازلهم مما يحرم الآخرين من وصولها اليهم في أوقات الضخ وحرمانهم منها نهائيا. ويشير ماجد التركي إلى أن شح تدفق مياه الشبكة العامة إلى المنازل بات صفة دائمة بالمحافظة خاصة في أحياء جوبا والخالدية (ج) ومع دخول فصل الصيف تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في زيادة استهلاك كميات المياه ويستغل ذلك أصحاب الوايتات ويقومون برفع الأسعار. وبين أن تزايد المخططات الأهلية غير مكتملة الخدمات ضاعف من الطلب على مياه الصهاريج تزامنا مع اطلالة فصل الصيف وتفاقم الطلب على المياه النقية في أحياء الأحساء منوها الى قيام فئة باستغلال الوضع ورفع اسعار الصهاريج . وعبر عبدالرزاق المقهوي وناصر الحرشان من أحياء (المحمدية والمرقاب) عن استيائهما من تكرار انقطاع المياه في الفترة الأخيرة بشكل لافت خاصة مع قدوم فصل الصيف وفي أوقات الإجازات والأعياد لافتين إلى اضطرارهم لتعبئة الخزانات استعدادا لمواجهة هذه المشكلة .
سعر الوايت حسب مواطنين يصل الى 400 ريال
وايت في طريقه الى منزل بلا مياه (تصوير: إبراهيم السقوفي )