@@ لولا المبادرة التي أقدمت عليها الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتعيين الفارسة السعودية أروى مطبقاني عضوا في الاتحاد السعودي للفروسية لما تجرأ أحد بالمناداة بالفكرة فضلا عن تبنيها، وهي التي بلغت حد المفاجأة للبعض إن لم تكن قد جاوزتها لتصل لحافة الصدمة للبعض الآخر. @@ دخول الفارسة أروى في الاتحادات الرياضية هو استحقاق طبيعي للمرأة السعودية يفرضه الواقع ويقره المنطق ولا يخالف الدين ولا يتعارض مع العادات، بل هو خطوة على الطريق الصحيح وتعليق للجرس من أهم مؤسسة حكومية تعنى بشؤون الشباب من الجنسين وليس لجنس الذكور كما يخال البعض. @@ يخطئ من يظن أن دخول أروى مطبقاني من البوابة الرسمية الكبرى للرياضة السعودية الهدف منه مجرد كسر لتابو اجتماعي أو غير ذلك من التابوهات، إنما الأمر لا يبتعد عن مسألة إعطاء المرأة السعودية حقها الطبيعي في المشاركة الفاعلة في كافة شؤون الحياة كشريك أساسي فيها، ومنها الرياضة لاسيما وأن تكريس ذكورية الرياضة ليس سوى لغة خشبية لا حياة فيها. @@ مشكلتنا حقاً أن البعض منا دأب على صنع (تابوهات) أو محظورات وهمية ليضيفها الى تلك التابوهات التي تكبل أي مجتمع تقليدي، بل ويسعى لفرضها كأمر واقع، ويكون مستعدا للتصادم مع كل من يذهب باتجاه كسرها بل واستعداء الآخرين ضده. @@ استحضر هنا ما حدث معي في العام الماضي عبر لقاء تلفزيوني شاركني فيه زميل عزيز طرح خلاله موضوع يتعلق بسعي اللجنة الأولمبية الدولية إلزام كل اللجان الأولمبية الأهلية بالمشاركة النسوية فقلت حينها: أن مشاركة المرأة السعودية رياضيا في الدورات الأولمبية قد يكون متاحا خصوصا وأن ثمة رياضات أولمبية لا تتعارض مع حشمة المرأة وعفتها، واستشهدت آنذاك برياضة الرماية، وذهبت أبعد من ذلك بقولي أن ثمة فارسات سعوديات يشاركن في مسابقات رياضية دولية وإن من خلال جهات غير رسمية، وهو ما يدل على وجود حضور نسوي رياضي سعودي بطريقة أو بأخرى. @@ في الأثناء باغتني زميلي برأي معاكس لرأيي، وليته فعل ذلك وحسب، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حينما ألمح بكلمات رنانة وعبارات مجلجلة أنني قد خرقت ما لا يجب أن يخرق، وتجاوزت الخطوط الحمراء، ما جعلني لحظتها أظن أنني قد دخلت - فعلا - في عش الدبابير!!. @@ دخول المرأة في صلب العمل الرياضي الرسمي في المملكة أصبح أمرا واقعا عبر الفارسة أروى مطبقاني، وهو وإن كان استحقاقا للمرأة السعودية إلا أنه يظل حتى اللحظة اختبارا عسيرا لأروى نفسها ولقريناتها ممن يقفن في الطابور، وكلنا ثقة بنجاحهن طالما بقين متسلحات بعلمهن وثقافتهن ودينهن ولا مزايدة عليهن في شيء من ذلك.