تستضيف منطقة الحدود الشمالية "عرعر" اليوم الثلاثاء وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل والأستاذ عبدالرحمن الحميد مدير عام الأندية الأدبية بالمملكة في لقاء ثقافي مفتوح مع أدباء منطقة الحدود الشمالية يتعلق بالشأن والحراك الثقافي بالمنطقة، ومن المتوقع أن يتناول اللقاء المحور الثقافي الذي تفتقر إليه المنطقة وهو النادي الأدبي، وكيفية اختيار أعضائه. ولأجل تسليط الضوء على أهمية هذا اللقاء للمنطقة وما يتمخض منه من أمور انتظرها الأديب الشمالي على مدى خمسين عاما مضت قامت (الرياض) باستضافة عدد من الأدباء لأخذ آرائهم حول أهمية وجود النادي الأدبي في المنطقة لما تزخر به المنطقة من مثقفين وأدباء وتراث ثقافي هائل، حيث أوضح في البداية الدكتور محمد قياض الشليخي عميد الكلية التقنية بعرعر عن ذلك بقوله: النادي الأدبي يعتبر مطلباً أساسياً لمثقفي وأدباء المنطقة فهو يساعد على نشر الثقافة في المنطقة واطلاعهم على كل ما هو جديد وما يخدم المجتمع، والنادي الأدبي يعتبر منبراً حراً تُتناول فيه جميع القضايا التي تهم المجتمع وهو أحد الروافد الرئيسة ضمن المؤسسات التربوية والثقافية ولذا أرى أن المنطقة بحاجة ماسة لهذا النوع من المؤسسات الثقافية ويفترض أنه أنشئ منذ عشرات السنين. كما تحدث الدكتور عبدالله بن عثمان اليوسف أستاذ اللغة العربية في جامعة الحدود الشمالية قائلا: تعيش منطقة الحدود الشمالية منذ عقد من الزمان تطورا فكريا وثقافيا لدى شباب هذه المنطقة، ولا أدل على ذلك من الاهتمام الكبير الذي وجهه هؤلاء الشباب لتطوير دراساتهم وقراءاتهم، فولد ذلك رغبة كبيرة لديهم بالتقدم في نيل الدرجات العليا واكتساب المزيد من الثقافة والفكر؛ فذهبوا داخليا وخارجيا للارتقاء بأنفسهم ثقافيا وعلميا، لذا فلا أقل من نادٍ أدبي في المنطقة يرعى مواهبهم وما اكتسبوه، علاوة على أن في المنطقة رعيلاً قديماً يحمل طاقات كامنة تنتظر من هذا النادي (المأمول) أن يظهرها لتعود بالنفع على ثقافة هذه المنطقة وتراثها - وهي عريقة بذلك - فتبرز للآخرين بصورة أوضح، وليت الأمر توقف على عدم وجود ناد أدبي بل إن المدينة تفتقر إلى مكتبة عامة جيدة تعين الباحث على وفرة مادته لأن المكتبة الحالية تعتبر فقيرة جدا وكذلك لا يوجد أي مركز ثقافي يستوعب طاقات شباب المنطقة الإبداعية. من جهته تحدث الدكتور جاسر جريد عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية حول أهمية النوادي الأدبية قائلاً: إننا بأمس الحاجة لناد أدبي لتدارس ما يهم الساحة الأدبية بالمنطقة وغيرها. وأضاف: باعتقادي أن افتتاح ناد أدبي يضم الجميع من المهتمين بالثقافة والأدب لهو أمر ملح وحان الوقت لذلك، كما أوضح أن المنطقة قد اتسعت عمرانياً وازدادت سكانياً قائلاً: المنطقة تحوي عقولاً أدبية ناضجة وحاجة المنطقة بمختلف محافظاتها إلى وجود ناد أدبي للاستفادة منه كمركز إشعاع ينشر إشعاعه وثقافاته لأبناء المنطقة ولجميع المهتمين بالمعارف لذا نرى أبناء المنطقة يتطلعون لتحقيق طموحاتهم من قبل المسؤولين ولنا أمل كبير بوجود هذا النادي. ورأى الأستاذ عوض إبراهيم عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية حاجة المنطقة للنادي الأدبي بقوله: نحن بحاجة إلى النادي الأدبي لاستقطاب المبدعين والمبدعات حيث يسهم النادي الأدبي بحراك ثقافي واجتماعي للمنطقة ويثري الأعمال الأدبية المتميزة لأبناء المنطقة وكذلك دعوة الأدباء من خارج المنطقة للاستفادة من إنتاجهم الفكري والأدبي والإبداعي فهو يؤصل تاريخ المنطقة الثقافي والأدبي والإبداعي، ورأى أيضا ضرورة اختيار عدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وضمهم لعضوية هذا النادي لما يملكونه من فكر وخبرة يدعمان مسيرة الثقافة في المنطقة كما هي حال سائر الأندية بمختلف مناطق المملكة. أما الدكتور خالد فارس أعرج أستاذ نقد النقد في جامعة حلب وعضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية فيرى أن افتتاح النادي الأدبي سيحدث نقلة كبرى في الحركة الثقافية بالمنطقة وأن هذا الحلم الثقافي انتظرناه بشغف مدة طويلة وحان الوقت للاستفادة المأمولة منه.