انتهت أمس الجمعة في باريس فعاليات أول مؤتمر عالمي عقد طوال يومين اثنين بشأن آفاق استخدام الفحم المسال لتلبية الحاجات المتزايدة لمصادر الطاقة. وقد شاركت في هذا المؤتمر كبار البلدان المنتجة للفحم ومنها أساسا الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا والصين الشعبية والهند وأستراليا وإفريقيا الجنوبية. وتملك هذه البلدان لوحدها مايزيد عن ثمانين بالمائة من احتياطي هذا المصدر من مصادر الطاقة الأحفورية. وتمثلت أهم نتيجة من نتائج المؤتمر في إجماع المشاركين فيه على ضرورة تكثيف الجهود والأبحاث الرامية إلى تخفيف كميات ثاني أكسيد الكربون المتواجدة في الفحم الحجري حتى يتسنى له أن يكون بعد تذويبه وقودا يستخدم أساسا في مجال النقل البري. وتطرق المشاركون في المؤتمر إلى علاقة استخدام الفحم الحجري المسال وغير المسال المستخدم لتلبية حاجات العالم من الطاقة بالبيئة فأجمعوا على أنها سيئة جدا وذكروا مجددا بأن الفحم الحجري هو أكثر مصادر الطاقة الأحفورية ضررا على البيئة وأكثرها إسهاما في تغذية ظاهرة الاحتباس الحراري. ولكن كثيرا من الباحثين والصناعيين المهتمين بالفحم الحجري أكدوا في مداخلاتهم أنه بالإمكان في مستقبل قريب التخلص من جزء هام من ثاني أكسيد الكربون المتواجد فيه خلال عملية تذويبه وتحويله إلى وقود وذلك عبر حبس هذا الجزء تحت الأرض. ومن ثم فإن هناك اليوم فرضية جادة في أن تنفث السيارات التي ستشغل في المستقبل بواسطة الفحم المسال كميات من ثاني أكسيد الكربون تقل بنسبة ثلاثين بالمائة عما هو عليه الأمر لدى السيارات العاملة بالبنزين.