سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة "الناتو" تبدأ أعمالها في بوخارست وتوسيع الحلف والدور في أفغانستان أهم ملفاتها بوش يعتزم إقامة تعاون غير مسبوق مع روسيا.. وموسكو تتعهد برد عملي على توسعة (الأطلسي)
افتتحت مساء أمس الأربعاء في بوخارست العاصمة الرومانية قمة يشارك فيها زعماء الدول الأعضاء في حلف "الناتو" وعدة دول ترغب في الانضمام إلى الحلف ومن بينها أساسا كرواتيا وألبانيا ومقدونيا وأوكرانيا وجيورجيا. وبدا واضحا من خلال التصريحات والمواقف الصادرة في الأسابيع الأخيرة حول الموضوع أن ملفي ألبانيا وكرواتيا لايطرحان أي مشكلة باعتبار أن كل الدول الحالية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لاتعترض على انضمام هذين البلدين إليه. وأما بشأن طلب مقدونيا فثمة اعتراض عليه من قبل اليونان التي تعد إحدى دول الحلف الرئيسية في أوروبا. ويرى المسؤولون اليونانيون أنه لايمكنهم القبول بطلب مقدونيا طالما لم تغير اسمها نظرا لأنها تسمى اليوم باسم مقاطعة يونانية تقع عند حدود هذا البلد الذي كان من قبل تابعا للفدرالية اليوغسلافية. ويقول المراقبون إن الجدل الأساسي الذي سيطغى على القمة التي تنتهي أعمالها غدا الجمعة سيتركز على طلب أوكرانيا وجيورجيا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وإذا كان الرئيس الأمريكي جورج بوش من كبار المتحمسين لهذين الطلبين فإن روسيا تعترض عليهما اعتراضا كليا مخافة أن تصبح مطوقة من كل مكان بالحلف. وتعول روسيا على عدد من الدول الأوروبية منها أساسا فرنسا وألمانيا للدفاع عن موقفها هذا. ولكن ثمة قناعة اليوم لدى كل دول الحلف بأن مسألة انضمام أوكرانيا وجيورجيا إليها مسألة توقيت. أما بشأن الملف الأفغاني فينتظر أن يعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن عدد الجنود الإضافيين الذين سترسلهم بلاده إلى أفغانستان عما قريب. وكان ساركوزي قد أكد قبل أيام خلال زيارته إلى بريطانيا أنه سيرسل جنودا إلى أفغانستان قالت بعض الصحف إن عددهم يساوي ألفا وأكد رئيس الوزراء الفرنسي قبل ثلاثة أيام أن العدد يقدر بالمئات. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء انه يعتزم نقل التعاون الاستراتيجي بين روسيا والحلف الاطلسي "إلى مستوى غير مسبوق" من خلال اشراك مواقع في الاتحاد السوفياتي السابق في نظام الدفاع المضاد للصواريخ في اوروبا. وفي خطاب القاه في بوخارست قبل افتتاح قمة حلف شمال الاطلسي مساء الاربعاء "دعا" بوش روسيا إلى الانضمام إلى "الجهد الجماعي" في اطار الدفاع المضاد للصواريخ في اوروبا. وتحدث عن اقتراح نظيره الروسي فلاديمير بوتين لوضع موقع رادار في اذربيجان في التصرف. وقال بوش "نعتبر ان هذه المواقع يمكن ان يتم اشراكها في نظام اوسع لرصد التهديدات" الامر "الذي يمكن ان يفضي إلى مستوى تعاون استراتيجي لا سابق له بين روسيا وحلف" شمال الاطلسي. ودعا الرئيس الاميركي دول الحلف الاطلسي إلى ارسال المزيد من القوات إلى افغانستان، مؤكدا ضرورة ان يجعل الحلف من هذه المهمة ابرز اولوياته. واشار بوش إلى القرار الاميركي بارسال اكثر من ثلاثة الاف عنصر اضافي من المارينز إلى افغانستان اضافة إلى ما اعلنته فرنسا لتعزيز وجودها في هذا البلد. وقال "نطلب من دول اخرى ارسال قوات اضافية ايضا". من جهته طالب وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين بتوضيحات حول دور الحلف الاطلسي قبل تعزيز القوات الفرنسية المنتشرة في افغانستان، وذلك في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" امس الاربعاء. واعتبر الوزير الفرنسي السابق (من الحزب الاشتراكي) انه "ينبغي دراسة ما اصبح عليه الحلف الاطلسي". واضاف "بقدر ما جرى التوسع على الصعيد الجغرافي وفي المهمات، لم نعد نعرف حقيقة ما هو دور الحلف الاطلسي". واوضح فيدرين "ان هذا الالتباس في مهمات الحلف الاطلسي - مكافحة الارهاب او اعمار الدولة - يسهم في جعله من دون فعالية في افغانستان". ورأى هوبير فيدرين انه "يتعين ان تجري مناقشة حول سير عمل الحلف الاطلسي ودوره ومهماته في كل من الدول ال 26الاعضاء ثم في داخل الحلف نفسه". إلى ذلك اعتبرت الصحافة الروسية انه لن تحصل "مواجهة سياسية" بين الحلف الاطلسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجلس الحلف الاطلسي-روسيا المتوقع عقده بعد قمة الحلف. وتنتظر روسيا "من قمة الحلف الاطلسي في بوخارست حوارا جديا (...) وتامل ان تحصل على براهين بطريقة صريحة وصادقة تشرح لماذا يواصل الحلف الاطلسي انتهاج سياسة توسيع نحو الشرق"، كما ذكرت عن الممثل الروسي لدى الحلف ديمتري روغوزين. ونقلت وكالات انباء روسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله الأربعاء إن روسيا سترد بشكل عملي على اي توسعة أخرى لحلف شمال الأطلسي بتعزيز دفاعاتها وقوتها الاقتصادية. وتقلت وكالة ايتار-تاس الروسية للانباء عن لافروف قوله لمجلس النواب (الدوما) "توسعة حلف شمال الأطلسي لن تمر دون رد... لكننا سنرد بشكل عملي." ونقلت تاس عنه قوله كذلك أن الرد سيكون على شكل زيادة القدرات الاقتصادية والدفاعية لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل. وتعارض موسكو بشدة ضم تفليس وكييف إلى عضوية الحلف على أساس ان الحلف يتعدى على دائرة نفوذها.