جددت المملكة العربية السعودية دعوتها الى التضامن العربي وتوحيد المواقف لمواجهة كافة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الأمة العربية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السفير أحمد بن عبدالعزيز قطان المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية بالجامعة العربية في الجلسة الافتتاحية لاجتماع كبار المسؤولين والمندوبين الدائمين التي عقدت أمس في دمشق. وقال السفير قطان إن "حال أمتنا ليس بأفضل حالاً مما كانت عليه عندما التقينا في مثل هذه المناسبة في الرياض ولا زلنا نواجه نفس الخيارات الصعبة والقاسية بسبب التحديات الجسام التي نواجهها وان استمرارنا في حالة العجز والضعف هذه لن يقودنا إلا الى المزيد من التردي في هاوية الضعف والهوان بين الأمم ". وأضاف "لا أود أن اعود الى الماضي ولكنني سأتطلع الى المستقبل فلا بد لنا حتى نخرج من هذه الهوة السحيقة أن نتسلح بعقيدتنا الخالصة هذه العقيدة التي أضاءت لنا الطريق ومنحتنا القوة فكنا نحكم العالم ولا بد لنا من امتلاك الإرادة السياسية القوية لنحول أحلامنا وتطلعاتنا الى واقع ملموس" مؤكدا أن جامعة الدول العربية هي خير وسيلة في تحقيق هذا الهدف. وقال "لقد ان الاوان لان نستعيد تضامننا الحقيقي وأن يكون لنا موقف موحد لنتمكن من مواجهة كافة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه امتنا وان نفعل دورنا ووجودنا ومشاركتنا في النظام الدولي وذلك من أجل حماية مصالح الامة العربية والاسلامية ". ومضى يقول "علينا ان نصلح انفسنا من الداخل وان نعزز تضامننا وان نستعيد مكانتنا بين الامم لنفرض احترامنا على الآخرين حتى نحقق ما تتطلع اليه امتنا فما تكالبت علينا الامم واستبيحت مقدساتنا وقيمنا ومعتقداتنا الا من بعد أن أصيبت أمتنا بالضعف والوهن. وأوضح السفير قطان أن الاجتماع جاء بعد مرور عام على قمة الرياض والحال ليست بأفضل من العام الماضي فالقضية الفلسطينية لا زالت تراوح مكانها دون حل عادل لها بل وازداد الأمر سوءاً بالانقسام الذي حدث في الصف الفلسطيني وكان له أثر سلبي على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمحنة كبيرة من جراء السياسات الاسرائيلية العدوانية والمجازر التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ. وقال نجتمع اليوم دون رئيس للبنان جراء التأجيلات المستمرة وغير المبررة للاستحقاق الدستوري اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية وندعو الجميع إلى تدارك هذا الفراغ الخطير بالإسراع بانتخاب رئيس للبنان ونشيد في هذا المجال بالجهود الحثيثة التي تبذلها الجامعة العربية لحل هذه الازمة وقد كلف مجلس الجامعة مؤخراً معالي الامين العام السيد عمرو موسى مواصلة اتصالاته مع الاطراف اللبنانية في اطار المبادرة العربية مع ايلاء موضوع العلاقات اللبنانية السورية اهتماما خاصا باعتباره وثيق الصلة بالازمة اللبنانية ونتطلع الى دور سوري فاعل لتحقيق وفاق وطني لبناني استنادا الى المبادرة العربية وذلك في اطار الالتزام العربي الشامل ببذل الجهود الحثيثة لحل الازمة اللبنانية. وفي الشأن العراقي قال المندوب الدائم للمملكة بالجامعة العربية إنه "بالرغم من التحسين النسبي على الصعيد الامني الا ان ذلك التحسين لم يواكبه التقدم المنشود على صعيد الترتيبات السياسية والدستورية التي من شأنها ان تحقق المصالحة الوطنية والاستقرار والعدل والمساوة في الحقوق والواجبات لكافة أطياف الشعب العراقي والحكومة العراقية تتحمل مسؤولية تحقيق الوفاق الوطني وفقا لاعتبارات وطنية بحته وبمنأى عن اي تدخلات خارجية".