* يلاحظ العديد من الناس أن هناك قلة في معدلات النشاط والحيوية عند بعض افراد المجتمع وخاصة من تعدى الأربعين عاما حيث تكثر الشكوى من أن هناك خمولا وتعبا وإرهاقا وقلة في الذاكرة وقلة في النشاط وقد يعود ذلك للعديد من العوامل الخارجية وكذلك الأمور النفسية إلا إن للغذاء دورا أساسيا في المحافظة على القمة بشكل عام وعلى النشاط والحيوية بشكل خاص. السموم والنشاط: إن هناك العديد من السموم الخارجية والتي قد تدخل الجسم عن طريق الطعام أو الشراب أو الهواء وتلعب دورا كبيرا واضحا في تنشيط النشاط والحد من الحيوية ومنها زيادة تركيز الرصاص (lead) في الجسم وخاصة في العظام والدم والأنسجة والأعضاء مثل الكبد والكلى وللأسف الشديد ان أجسامنا تتعرض للعديد من مصادر التلوث المختلفة مثل الرصاص والذي له العديد من المشاكل الصحية التي قد تؤدي إلى العديد من الأمراض البسيطة وكذلك الخطيرة في بعض الأحيان. مصادر التلوث بالرصاص: هناك العديد من المصادر التي تؤدي إلي حدوث تلوث وتسمم بمعدن الرصاص ومنها استخدام الأغذية المعلبة والتي في الغالب يتم استخدام الرصاص في عملية اللحام كما ان من أهم وسائل أو طرق التلوث بالرصاص هو تلوث الجو بهذا العنصر مثل تلوث الجو بعوادم السيارات خاصة عند استخدام البنزين المحتوي علي الرصاص كما ان للتدخين دورا بزيادة تلوث الجو بالرصاص وقد يؤدي استخدام بعض المواد الكيميائية المصنعة مثل صبغات الشعر والتي أوضحت الدراسات العلمية أنها تعتبر مصدرا للتلوث بهذا العنصر كما إن للغذاء مثل الخضار والفواكه والأسماك التي قد تنتقل عن طريق تلوث التربة أو الأنهار أو البحار بمخلفات المصانع والتي في الغالب تعتبر مصدرا مخيفا في عملية انتقال الرصاص إلي الأكل ثم إلي الإنسان بعد تناوله، كما انه يجب الحذر ان هناك بعض الخزانات التي يخزن فيها الماء والتي تكون مبطنة بالرصاص احد المصادر التي قد تؤدي للتلوث. تركيز الرصاص والحيوية والخمول: من أهم أعراض ارتفاع تركيز الرصاص في جسم الإنسان هو الخمول والتعب وضعف في العضلات وكذلك فقدان الشهية وله دور في حدوث الأرق والتهاب المفاصل ويرجع ذلك إلا ان للرصاص دورا مهما في عملية تثبط مجموعة كبيرة من الإنزيمات والتي تلعب دورا مهما في عملية النشاط الفسيولوجي للإنسان مما يجعل هناك خمولا وقلة في النشاط والحيوية لذلك فانه يجب الحرص علي تنقية الجسم من التلوث بالرصاص والذي يلعب دورا مهما في عملية النشاط والحيوية والقدرة علي حركة العضلات كما ان لزيادة تركيز الرصاص دور في الحد من عملية نقل الأوكسجين في الجسم مما يجعل هناك نقصا في النشاط والحيوية حيث ان زيادة الرصاص سوف تؤدي إلي حدوث الأنيميا وذلك ناتج عن اتحاد وارتباط الرصاص مع الحديد الموجود في الهيموجلوبين المسؤول عن نشاط كريات الدم الحمراء التي تنقل الأوكسجين. الأطفال والرصاص: يجب الحرص علي الحد من زيادة تركيز الرصاص في أجسام الأطفال لان ضرره يكون مضاعفا مقارنة بالإنسان البالغ حيث يؤدي ذلك إلي بعض الاعراض منها الصرع وقد يؤدي إلي حدوث فقدان الذاكرة ويحد من ذكاء الأطفال وقد يؤثر ذلك علي الكلي لذلك يجب الحذر من الأمور التي يحتك بها الأطفال مثل الألعاب والتي قد تكون مصدرا للتلوث بالرصاص وكذلك أقلام الرصاص والتي قد يلهون بها ويتم إدخالها في الفم وهي مصدر خطير وعموماً تأتي أهمية غسل الأيدي والتأكد من نظافتها قبل تناول الطعام للجميع ومنهم الأطفال لأنها قد تكون مصدرا رئيسيا للتلوث بالرصاص وخطرا كبيرا عليهم. الوقاية من تلوث الرصاص: من خلال ما يسبب التلوث بالرصاص علي مشاكل صحية للإنسان سواء الصغير والكبير فانه يجب الحرص علي الابتعاد عن أماكن تواجد وتلوث الرصاص والحد منه كما ان لبعض الأغذية الغنية بالكالسيوم دور مهم في الحد من التلوث بالرصاص وخاصة عند الأطفال كما ان للألياف دور مهم جدا في الحد من التلوث بالرصاص وخاصة الألياف الذائبة في الماء مثل البكتين والذي يتواجد بشكل كبير في التفاح. وللثوم دور مهم في الحد من التلوث بالرصاص وعموماً يجب علي الجميع الابتعاد عن التدخين والحرص علي الابتعاد عن لف الأغذية بأوراق الصحف حيث انها تحتوي علي نسبة عالية من الرصاص قد تنتقل إلي الغذاء. قياس الرصاص في الجسم: إن الاعراض السابقة التي ذكرناها قد لا يكون المسبب الرئيسي لها هو الرصاص ولكن للتأكد من ذلك فانه ينصح بإجراء تحاليل خاصة بذلك اما عن طريق الشعر أو الدم أو البول الا ان استخدام البول هو أكثر الطرق دقة وفاعلية في قياس نسبة الرصاص بالدم حيث انه في حالة زيادة تركيز الرصاص في الجسم (الدم) فانه يتحول بكثافته العالية إلي الكلي والمسالك البولية علي مدار اليوم. ويتم إجراء الاختبار بتجميع البول خلال ال 24ساعة وبعد ذلك يتم قراءة النتائج بأجهزة متقدمة. عموما هذه الطرق تم تطويرها واستخدامها بشكل جيد لان التلوث بالمعادن الثقيلة وخاصة الرصاص له دور كبير في الصحة ومشاكل كثيرة تنتج منه.