من العوائق التي تقف في وجه النقد أياً كان مجاله التفسير الخاطئ لمدلولاته بل وإيجاد اهداف للناقد تدفعها عاطفة الكُره أو الحقد بل وربما يغلو أصحابها إلى أكبر من ذلك ليدخلوا عالم (الغيبيات) ويفسروا النوايا على حسب ما يناسبهم ويشبع أفكارهم المريضة ووصل هذا لمرحلة النسق الثقافي المتوارث. ولو كان هذا (التوجه) صحيحاً لأصبح النقاد من مرتادي المصحات النفسية ولما أصبح النقد ذاته علماً يدرس في أرقى جامعات العالم ولما ساهم في رقي العلم والإبداع الأدبي منذ بداية عصر التدوين إلى يومنا الحاضر. هذه المقدمة أسوقها لمن اتهمني سابقاً بكُره فريق الاتحاد مع أن هذه المفردة ليست موجودة في قاموسي (العاطفي) ودائماً استبدلها ب(عدم المحبة) بل إن الأشخاص أنفسهم لا يدخلون ضمن القائمة وتنحصر فقط في الأفعال ويحتجون بالهجوم المتواصل الذي مارسناه إبان فترة الرئيس السابق منصور البلوي. وكانت الانتقادات تصب لمصلحة الاتحاد على المنظور المستقبلي في حين يرى أصحاب النظرات الضيقة - إن كانت هناك نظرات أصلاً - على أن ذلك مرده أمور كثيرة هم يعرفونها جيداً ولا أجيد منها شيئاً. حتى أن تلك الأبواق أطلقت العنان للحناجر والمحابر على (الطروس) أو المنابر وهاجمت كل من ينتقد (الريس) الذي كان يمارس الخطأ (القاتل) للاتحاد والباعث لمزيد من (النشوة) لإرضاء غرور النفس غير اللوامة. مع إن انتقاداتنا كان دافعها (المصلحة العامة) في حين كانوا هم يمارسون التضليل على أوجه متعددة بالدفاع من أجل الدفاع وهو دفاع عن مصالحهم الشخصية ليأتي الاتحاد (ككيان) في المرتبة الثانية فمن الضرر ان تغفل النظر عن الخطأ ومن الظلم ان تصور هذا الخطأ على أن عين الصواب وقد استمات اولئك في الدفاع عن (قضية ديمبا) وعن تأكيد إقامة (إتي إيتو) وأكاديمية (إتي برشا) وحضور لويس فيجو ومهرجان اعتزال جميل وعن (المحترفين الثلاثة) والاستثمارات (الوهمية) وقضية "الزايري" هذا عدا الكثير مما يحدث خلف الأبواب المغلقة كالزيارة التي قام بها الأمين العام لمنزله (الفخم). وتحول النقد (النزيه) في نظر أولئك إلى كُره للاتحاد وهم الذين نالوا منه وأشبعوه رفساً ووصل بهم الحال إلى محاولة (تشويه) كل من يخالف رأي (الريس) ولا يقره على العبث الممارس وهو الذي بحث عن (الوهج) الإعلامي وأدمنه بالمؤتمرات التي تقام بمناسبة وبدونها حتى أنه جند لهذا الغرض من يجيدون (التضليل) ووصل الحال به وبهم لافتعال المشاكل مع الأطراف الأخرى من أجل ذلك ولم يجد ويجدوا من الهلال أفضل وسيلة للهالة الإعلامية والجماهيرية الكبيرة التي يحظى بها وسحبوا معهم الساحة برمتها إلى (دهاليز) مظلمة كادت أن تحدث (شرخاً) في البناء الاجتماعي الرصين بمن في ذلك (البيت الاتحادي) حين شنوا حرباً ضروساً على رجاله الذين أثبت التاريخ حبهم وولاءهم لعميد الاندية منذ عقود من الزمان. والآن شاهدوا بأعينكم إلى أين وصل الاتحاد فما يعانيه جاء بأثر رجعي ومن مخلفات الإدارة السابقة حيث يهدد بإسقاطه إلى الدرجة الأولى أو على أقل تقدير خصم نقاط من رصيده كما حدث مع (السيدة العجوز) ولتكونوا (شهود عيان للتاريخ) فأصحاب التوجه النقدي الذي وقف وحارب الممارسات (الخاطئة) لإدارة الاتحاد السابقة هو من كسب الجولة وهم من كانوا (يحبونه) حتى ولو ركبوا القسوة في سبيل شفائه من أسقامه كما يفعل الطبيب مع مريضه حين يحتاج (لبتر) أحد أعضائه حتى ولو كان العضو مهماً. في حين سقط بالضربة القاضية (النزيهة) من حاول أن يثبت الداء العضال في أوصال الاتحاد تماشياً مع مصالحهم الشخصية. @ فاصلة أخيرة @ لأن الحياة مؤلمة جداً حضرنا إليها ونحن نبكي