جرت تظاهرات جديدة يقودها رهبان بوذيون السبت في محافظة غانسو شمال غرب الصين، وفق ما افادت مجموعات مدافعة عن الالتيبتيين. وقالت كايت سوندرز من "الحملة الدولية من اجل التيبت" لوكالة فرانس برس "تلقينا تأكيداً على حصول تظاهرات في دير لابرانغ في تشياهي وبأن قوات الامن تدخلت بواسطة الغازات المسيلة للدموع". واوضحت سوندرز انه "استناداً إلى مصدرين فقد تظاهر عدد من الاشخاص يصل إلى خمسة آلاف في لابرانغ". ولابرانغ هي من اكبر اديرة البوذية الالتيبتية خارج منطقة التيبت الادارية. وكان آلاف الالتيبتيين تظاهروا الجمعة في تشياهي. وافادت منظمة "حملة تحرير التيبت" ايضاً عن حصول تظاهرات السبت. وقال مات ويتيكايس المتحدث باسم المنظمة لفرانس برس "تم تدمير مبان رسمية والقيت قنابل مسيلة للدموع واعتقل حوالى عشرين شخصاً". وبحسب معلومات جمعتها حملة تحرير التيبت، فإن تظاهرات جرت في مدينتين اخريين على الاقل في هذه المحافظة التي تكثر فيها الاديرة، في بورا حيث احرقت سيارات وتاكتشانغ. وتسببت المواجهات واعمال الشغب في لاسا في التيبت الجمعة بمقتل حوالي مئة شخص، بحسب "معلومات غير مؤكدة" تلقتها حكومة التيبت الموجودة في المنفى. وقالت الحكومة في بيان في شمال الهند "لدينا معلومات غير مؤكدة تشير إلى مقتل مئة شخص وتطبيق القانون العرفي في لاسا". وعبرت الحكومة عن "القلق الشديد" ازاء معلومات "مصدرها ثلاث مناطق في التيبت تتحدث عن مقتل اشخاص بطريقة عشوائية وعن توقيف آلاف الالتيبتيين الذين كانوا يتظاهرون سلمياً ضد السياسة الصينية". وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة الجمعة ان التظاهرات المناهضة للصين في لاسا، تسببت بمقتل عشرة اشخاص على الاقل وجرح العديدين، وهي المواجهات الاكثر عنفاً منذ 1989في التيبت. وطوق الجيش مدينة لاسا منذ الجمعة. وقال مسؤول محلي في التيبت ان "كل الضحايا مدنيون ابرياء وقتلوا حرقاً". وبين القتلى تاجران وموظفان في فندق. واحرق عدد كبير من المحلات التجارية في قلب العاصمة التاريخي في تظاهرات نظمها كهنة بوذيون في الذكرى التاسعة والاربعين لتمرد لاسا الذي ادى إلى ابعاد الدالاي لاما. وسجل وقوع اكثر من 160حريقاً بينها 45حريقاً كبيراً. وتحدثت السلطات الصينية عن "ممارسات" قام بها "مخربون". وصرح تاجر صيني في لاسا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس السبت ان اشخاصاً "شاهدوا كهنة يهاجمون بسكاكين افراداً من الهان" الاتنية الصينية. واكد ان "رجال شرطة جرحوا لكن الكهنة هاجموا ايضاً عدداً من المارة في الشوارع". واوضحت الحكومة المحلية ان قوى الامن لم تطلق النار على المتظاهرين لكنها اطلقت عيارات تحذيرية، مؤكدة انه لم يجرح اي اجنبي خلال التظاهرات التي "دبرها الدالاي لاما وعصابته". واكد رئيس المنطقة التي تخضع لسلطة الصين منذ 1951ان "مؤامرة الانفصاليين ستفشل". واضاف "سنقاتل الانفصاليين بحزم وحسب القانون". وساد الهدوء صباح السبت في لاسا التي تطوقها قوات الامن. وقال شهود عيان ان دبابات وآليات عسكرية تجوب في شوارع المدينة. وقال صيني يقيم في المدينة طالباً عدم كشف هويته "هناك عدد كبير من رجال الشرطة المسلحين والجنود في الشوارع وشاهدت دبابات وآليات عسكرية تقوم بدوريات". واوضح موظف في مدرسة ثانوية في اتصال هاتفي ان "قوات الامن تغلق الشوارع وتدقق في الآليات لكن السيارات نادرة جداً وسيارات الاجرة شبه غائبة". وتابع الموظف ان "السكان الصينيين لا يجرؤون على الخروج وكل المحلات التجارية مغلقة والشوارع شبه مقفرة". وقال عامل استقبال في احد فنادق المدينة ان الموظفين والنزلاء ممنوعون من الخروج والشرطة تغلق كل المداخل. وتابع "منذ امس قالت لنا الشرطة اننا لا نستطيع مغادرة المكان". واوضح انه "من نوافذ الفندق يمكننا مشاهدة عدد كبير من آليات الشرطة والدبابات". من جانبها، اكدت السلطات الصينية انها لا تطبق حالة الطوارئ في لاسا. واكدت وكالات صينية للسفر ان وصول سياح اجانب إلى التيبت بات مستحيلا. ودعت السلطات الامنية والقضائية في التيبت السبت إلى وقف الاضطرابات ووعدت بالرأفة بمسببي اعمال الشغب اذا استسلموا قبل منتصف ليل الاثنين ( 16.00تغ). وقالت السلطات الامنية والقضائية في اعلان ان "الذين يستسلمون للشرطة قبل منتصف ليل الاثنين ستفرض عليهم عقوبات خفيفة او مخففة، حسب القانون". واضافت ان "الجانحين الذين لا يحترمون هذا التاريخ سيعاقبون بقسوة". ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة عن مسؤول كبير في التيبت قوله ان قوات الامن لم تطلق النار على المتظاهرين الجمعة في لاسا. وقال رئيس منطقة التيبت للحكم الذاتي التي تتولى الصين ادارتها كيان با: "لم نطلق اعيرة نارية". الدالاي لاما ينأى بنفسه من جهة اخرى اعتبر احد الناطقين باسم الدالاي لاما مساء الجمعة في تصريح لوكالة فرانس برس، ان الاتهامات الصينية ومفادها ان الزعيم الروحي للتيبت دبر التظاهرات العنيفة في لاسا "لا اساس لها اطلاقاً". وقال شيمي شوكيابا "نؤكد بشكل قاطع ان هذه الاتهامات لا اساس لها اطلاقاً وعارية عن الصحة". واوضح الناطق باسم الدالاي لاما الذي يعيش في المنفى في الهند ان "هذا النوع من الاتهامات سيق في السابق ولا صحة فيه".. موضحاً ان التظاهرات كانت "عفوية". ومن دهارامسالا في شمال الهند التي لجأ اليها الدالاي لاما واعضاء حكومته في المنفى، دعا المتحدث الصين والتيبتيين من جديد إلى وقف اعمال العنف. وقال "صدر نداء واضح إلى نبذ العنف. والعنف لن يوفر حلاً لأي شيء". على صعيد آخر، اقتحم مواطنون من التيبت امس السبت القنصلية الصينية في سيدني لاظهار التضامن مع المتظاهرين في إقليم التيبت. واعتقل سبعة أشخاص في مصادمات مع الشرطة عندما اعتلى المتظاهرون سوراً ارتفاعه ثلاثة امتار يحيط بالمجمع الدبلوماسي. وفاق المتظاهرون وعددهم 50فرداً أعداد قوات الشرطة التي حاولت السيطرة عليهم باستخدام الهراوات ورش مسحوق الفلفل. تايوان تدين من جهة ثانية، دانت تايوان امس السبت الصين من أجل القمع المسلح للحركة المنادية بالديمقراطية في التيبت وقالت إن هذا يثبت أن ما يسمى بالنمو الصيني المسالم هو مجرد وعد زائف. وقال مجلس شئون البر الرئيسي في بيان "استخدمت الصين القوات العسكرية والشرطة والدبابات من أجل قمع مظاهرة سلمية لشعب التيبت مما أدى إلى مصادمات خطيرة وخسائر كبيرة". وقال البيان "يشير هذا مجدداً إلى سجل الصين سيئ السمعة في مجال حقوق الإنسان".