في ليلة السابعة والعشرين من شهر صفر لعام 1429ه فقدت أسرة آل عبدالكريم وقبائل النواشرة والجنوب بأسره رمزاً من رموز الوفاء والكرم لمجتمعه والدي الشيخ أحمد بن عبدالكريم الناشري رحمه الله. تذكرت عند نزول المصيبة وشدة البلاء والامتحان أن الأجر لي وله مقرون بالصبر عند الصدمة الأولى، فحمدت الله عز وجل ولا راد لقضائه فقدت اليد التي كنت أقبلها صباحاً ومساءً والرأس الذي أقبله كل ما كتب الله لي التوفيق في كل خطوة من خطوات حياتي أنا واخواني وأسرتي. ابتاه قد صعب عليَّ الفراق وملئ القلب إليك اشتياقاً والحزن قد لف من حولي رداءه والدمع كالنهر شلال رقراق وفي المنام أراك طيفاً فليت أني في منامي لا أفيق. أقبل رأسك واليدين وليس يشبعني حتماً عناق فكيف أسلوك وكنت لي درعاً رأته المكاره والمشاق وعزائي أنك عند رب عادل وكنت للخير فعال وسباق فأدعو ربي أن تجازى جناته وليدعو مثلي القارئ المشتاق لا يضجع الروح وينظر الفؤاد مثل الفقد أنه أكثر الأحزان والآلام إيغالاً في الروح والبدن ذلك أن طعم مرارته يغص الفؤاد ليل نهار تكون مرارة الفقد أقسى ما تكون إذا اقترنت بالشعور بالعجز وانعدام الحيلة. قد بكاك كل محب لك ودعا لك كل محب، أما نحن أسرتك فقد رضينا بما كتبه الله علينا من هذا الابتلاء وهذا الفراق الأبدي ولكننا تمسكنا بما أمرنا الله به من الصبر والاحتساب. وأن نقول: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون، وحقك علينا أن تكون في قلوبنا ما حيينا. أبتاه.. يا من صبرت على البلاء والابتلاء الذي لم يُنسِك ذكر الله على مدار الساعة حتى لقيت ربك رافعاً يديك للواحد القهار ومردداً شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حتى لقيت الرب الرحيم، فهنيئاً لك أن ألهمك الله نطق الشهادتين فهي كانت أسباب تهون فراقك علينا. لقد امتلأت الدار وانشغلت وسائل الاتصالات لخبر وفاتك. الكل يذكر محاسنك وقلبك الطيب الكبير الذي لا يكره. @ شيخ قبائل النواشرة بمحافظة القنفذة وتوابعها