يعابثني صديقي من باب (المناكفة)، يقول: - تتحدث عن الحُب كثيراً.. زوّدتها! - وماذا في ذلك؟! - ألا تعتقد أنها راحت عليك.. (واستدرك) أقصد راحت علينا، و(يا الله حسن الختام)!! - وهل (حسن الختام) مشروط (بالكراهية)؟! الحب (يا صاحبي) لا علاقة له بالسِّن ولا (بالضّروس)! إنَّ أكثر الذين قالوا (كلاماً جميلاً) عن الحب، أو غنّوا له، (شيبان)، أكبر مني ومنك.. ألم تسمع (الأخطل الصغير) الذي (ظل صغيراً) زمناً طويلاً يقول: قل لمنء لامَ في الهوى هكذا الحُسن قد أمرء إنء عشقنا فعُذرنا أنَّ في عيننا نظرء! قال: لا.. ما سمعت ولا شفت، وأخذ يراقب (المؤشِّر).! قلت: العيب من أذنك.. والعتب على النظر.! أخذ يعبث بشاربه سارحاً، وكأنه يُحصي الأيَّام التي تبددت في الشركات والمؤسسات.. والأسهم والسندات، فانفلتت - في غفلة من حرصه - شهقة لا إرادية.. لا بدَّ أن (حمامةَ) قلبه بدأت تخفق بجناحيها في هذه اللحظات (التاريخية).! ضحكت وقلت: ياذا الحمام اللي سجع بلحون ويشبك على عيني تبكِّيها.. قال: إيش جاب (سيرة) الحمام؟! قلت: الحمام يُلقط الحب.! قال: الحب (بالفتحة) ما هو (بالضمة).! قلت: أنت (مسكين).. بالنون الساكنة و(بالتنوين).! قال: عااااد .. لا تقعد (تونءون) على رأسي.! قلت: (الونَّان) في راسك .. أنا (بس) ضغطت على (الزر).! أطلِق هذه (الحمامة) من القفص الصدري.. فلا يمكن أن يعيش (الصقر) والحمام في قفص واحد..! نفض يديه.. و(هرش) رأسه من الخلف مُتململاً.. قلت: سبحان مغيِّر الأحوال.. جيت (تناكفني) فانقلب السحر على الساحر.! اتَّسعت عيونه (فجأة).. وركض قلبه مع (المؤشر)، ونظر إليَّ وهو يردد بما يشبه الهذيان: الله أكبر يا حمام.. من صلاة العصر ناح.. وانشغل فكري معاه لا جزاه الله بخير.! قلت: يعني ما قدرت تتشطَّر إلا على الحمام؟! قال: أسكت عني.. كُلُّه طار.. ما بقى لي لا (صقر) ولا (حمام).!