اغتال الجيش الاسرائيلي احد ابرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في وسط قطاع غزة، كما قتل طفلة رضيعة لا تتجاوز العشرين يوما من عمرها واصيب ثمانية آخرون خلال توغل اسرائيلي في قرية القرارة شرق خانيونس جنوب القطاع. وتوغلت عشرات الآليات الإسرائيلية من موقع "كيسوفيم" العسكري شمال شرق خانيونس بصورة مفاجئة باتجاه بلدة القرارة وبتغطية جوية من الطائرات المروحية حيث حاصرت منزل يوسف السميري أحد قادة سرايا القدس وطالبته بتسليم نفسه والذي بدوره اشتبك معهم. واطلقت قوات الاحتلال القذائف المدفعية والنيران من الاسلحة الرشاشة بصورة مكثفة باتجاه منزل السميري من جميع الجهات مما ادى الى استشهاد الطفلة اميرة خالد ابو عكر ( 20يوما) جراء اصابتها برصاصة في الرأس اثناء زيارة مع عائلتها الى منزل والدة الشهيد السميري الى جانب اصابة والدتها بجراح متوسطة و 8مواطنين آخرين. وخلال عملية التوغل وقعت اشتباكات مسلحة عنيفة بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع مع الدبابات والجيبات العسكرية بين قوات الاحتلال ونشطاء من سرايا القدس وكتائب الشهيد عز الدين القسام، حيث اطلق رجال المقاومة عددا من قذائف "الأر بي جي" تجاه الدبابات الإسرائيلية التي حاصرت منزل السميري، فيما أكد شهود عيان أن طائرات مروحية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه المقاومين مما أدى إلى إصابة عدد منهم. وأكدت مصادر في السرايا أن السميري المطلوب لقوات الاحتلال كان في زيارة والدته حين حاصرته الدبابات الإسرائيلية، وأوضحت المصادر أن جنود الاحتلال اعتقلوا أفراد أسرته في حين انقطع الاتصال بالسميري ولم يعرف مصيره. وفي وقت لاحق انسحبت الدبابات الإسرائيلية من المكان في حين أكد شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتقلت نجل السميري "معاذ" ووالد الطفلة أبو عكر. وفي ساعات فجر الاربعاء عثرت الطواقم الطبية على جثمان يوسف سليمان السميري ( 47عاما) على بعد عدة كيلو مترات من منزل والدته وقد أصيب بالرصاص في كافة أنحاء جسده وخاصة في الرأس. وذكر موقع يشع نيوز الاسرائيلي ان قوة من وحدة "ايغوز" طوقت منزل يوسف السميري الذي قام بدوره بإطلاق النار تجاه القوة التي قامت بتصفيته على الفور مع آخرين. وأفادت مصادر طبية في مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح انه وصل اليها عدد من المصابين من أطفال ونساء، حيث عرف منهم: الطفل إياد سميري ( 10أعوام)، والطفل نادر أبو عكر ( 4سنوات)، والمسنة عليا السميري (70عاما)، ونادية بركة ( 30عاما)، وغادة السميري ( 19عاما) ووصفت جراحهم بالمتوسطة. من ناحية ثانية قرر المجلس الوزاري للشؤون الامنية والسياسية الإسرائيلي امس إصدار الأوامر الى الجيش والدوائر الامنية لتعمل على وقف اطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ من الأراضي الفلسطينية باتجاه المستعمرات اليهودية المحاذية لقطاع غزة. وكان المجلس عقد في وقت سابق أمس جلسة لمناقشة تصاعد العنف في قطاع غزة الذي أسفر عن استشهاد حوالي 122فلسطينيا ومقتل اثنين من الجنود الاسرائيليين المعتدين في ما سمي بعملية "الشتاء الحار". ونقلت الإذاعة الاسرائيلية عن رئيس الوزراء ايهود اولمرت قوله خلال الجلسة "إن نشاط الجيش الاسرائيلي سيستمر طالما استمر اطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الأراضي الاسرائيلية من القطاع". - على حد تعبيره -. وأشارت الإذاعة إلى إشادة المجلس الوزاري ب" الانجازات التي حققها الجيش الاسرائيلي في محاربة الفلسطينيين". وناقش المجلس خلال جلسته بدائل عرضتها الدوائر الامنية لمواصلة عملية الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة.