قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: ان التجارة تتضمن مصالح ومنافع للناس وليست منافعها قاصرة على التاجر فحسب لذلك أوجب الله تعالى مراعاة مصالح المسلمين في المعاملات الخاصة والعامة وأوجب الرب تبارك وتعالى التراحم والتعاون. وأضاف (إن إدخال التاجر المشقة على المسلمين تعرضه لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم التي قال فيها اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم اللهم فاشقق عليه) . ورفع أسعار السلع والأرزاق من غير الموجب ولا حاجة مشقة على المسلمين واستغلال لضروراتهم حيث قال المحققون من أهل العلم يجوز للإمام أن يُحدد الأسعار إذا اقتضت المصلحة العامة هذا التحديد. وولاة الأمر وضعوا حداً للمتسبب في الأضرار بأرزاق المسلمين وحاجاتهم كما هي سيرتهم ولكن نحب أن يكون كل من هو على مرفق من مرافق المسلمين ومن هو على حاجة من حوائجهم أن يتقي الله في أمر الناس وأن يرفق بالمسلمين من تلقاء نفسه وأن يحذر عاقبة الاستغلال والجشع والظلم والتهاون بالمسؤولية فإن كلاً عليه واجب في حدود مسؤوليته. وأردف فضيلته يقول (والله تبارك وتعالى قائم على كل نفس بما كسبت يسأل الله العبد يوم القيامة عن أعماله وعن أفعاله وهو مطلع على ما في قلبه ، فعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: يا معشر التجار فاستجابوا ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال: (إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى الله وبر وصدق).