تحدى الكونغرس الأمريكي تهديد البيت الأبيض باستخدام حق النقض (الفيتو) ووافق على حظر استخدام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) اسلوب الاغراق بالمحاكاة واساليب استجواب أخرى قاسية. وفي تصويت جرى بدرجة كبيرة على أساس الولاءات الحزبية وافق مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديمقراطيون باغلبية 51صوتا ضد 45صوتا على اجراء خاص بالمخابرات وافق عليه مجلس النواب من قبل في ديسمبر (كانون الأول). وبعد التمرير أرسل مجلس الشيوخ المشروع الى الرئيس الأمريكي. وقال السناتور تشاك هيغل وهو جمهوري كان من بين رعاة المشروع "يجب الا يكون هناك شك في العالم في ان هذه الأمة العظيمة لا تعذِّب". ودانت منظمات حقوق الإنسان ودول اخرى أسلوب الاغراق بالمحاكاة على انه تعذيب وغير مشروع. لكن توني فراتو المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي صرح بأن مساعدي بوش سينصحونه باستخدام الفيتو. وقال "بعض اجزاء مشروع القرار هذا تتعارض مع الأسلوب الفعال لجمع المعلومات". وصوت السناتور الجمهوري جون مكين الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية لاختيار خليفة لبوش ضد مشروع القرار الخاص بالمخابرات رغم انه شارك من قبل في صياغة تشريع سابق مناهض للتعذيب. وجاء في المادة الخاصة بالاستجواب انه على وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الالتزام بالإرشادات الميدانية للجيش الأمريكي. وقال مكين الذي يحاول كسب ود المحافظين في الحزب الجمهوري الذين يختلفون معه في قضايا عدة "أوضحت تماما اني اعتقد ان الاغراق بالمحاكاة هو غير مشروع لكني لن أقيد (السي.اي.ايه) بالارشادات الميدانية للجيش". واتخذ هذا الاجراء بعد ان كشف مايكل هايدن مدير المخابرات المركزية امام الكونغرس الأسبوع الماضي ان محققي الحكومة استخدموا اسلوب الإغراق بالمحاكاة في استجواب ثلاثة مشتبه بهم بعد هجمات 11سبتمبر (أيلول) 2001.ويطلب التشريع الجديد من (السي.اي.ايه) الاذعان الى لوائح الجيش في استجواب المحتجزين والتي تحظر استخدام اساليب منها الإغراق بالمحاكاة والتعري القسري والصدمات الكهربائية واستخدام الكلاب والإعدام الوهمي. وقال رعاة مشروع القرار ان هذه اللوائح تسمح باستخدام اساليب نفسية مثل اقناع المحتجز بان تعاونه سيقصر أمد الحرب. وقالت السناتور الديمقراطية ديان فينستاين وهي من رعاة مشروع القرار "هذا التشريع يضمن التزام الولاياتالمتحدة بالقانون.. معاهدات جنيف والمعاهدات ضد التعذيب وقانون معاملة المحتجزين". وجاء تمرير مجلس الشيوخ لمشروع القرار مفاجئا واسعد الجماعات المدافعة عن حقوق الانسان. وكان من المنتظر ان يحاول الجمهوريون في المجلس اسقاط هذه المادة لكنهم تراجعوا لقناعتهم بان بوش سيستخدم الفيتو ضد المشروع على اي حال ولن يملك الكونغرس الأصوات المطلوبة لإبطال هذا الفيتو. ورفضت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التعليق قائلة انها لا تعقب على مشروعات القرارات المطروحة امام الكونغرس.