الاحياء الفطرية التي عاشت على ارض الجزيرة العربية مثل الغزال والوضيحي لهما جماليات خاصة تميزت بها فكانت موضعاً للجمال ورمزاً للرشاقة ومثالاً لجمال العين. واذا بحث الشاعر في تلك الحقبة الزمنية عن مصدر للتشبيه يريد منه ابراز الجمال الفطري فلن يجد في بيئتها المحيطة اجمل من خطوة الريم ولاعيون المها يقول الشاعر محمد السديري: يا غزال الريم ياظبي الفلا ارحم اللي منك عينه ما تنام ويقول ايضاً يصف عين العنود: الزين في وجهه قرينا حروفه مكمل ما شفت مثله بالاوصاف عين العنود اللي تقدم خشوفه ان نارها وسط الخلاحس واشواف ويتيمز غزال الريم بالرشاقة وخفة الحركة وتناسق الجسم وطول العنق وهذه الجماليات الفطرية تكتمل صورتها عندما يتخطى ذلك الجميل في الصحراء المخضرة فيلتفت يميناً أو شمالاً. يرى المتذوق لهذا الجمال صورة رائعة لهذا الكائن: غزال ضيعت عقلي وروحي رمت قلبي وقلبي مارماها ويقول مناحي بن فالح السبيعي يصف حركة الريم وجمال عنقه: عليها ملاميح من الريم لاقادي صفق فيه ريح يوم هبت هبايبها ولم يقتصر التشبيه على هذه الكائنات الفطرية الجميلة على وصف جمال المرأة فحسب بل تعداه الى وصف اشياء اخرى محببة للانسان ومنها القهوة يقول الشاعر صلاح بن قبلان: لاضاق صدري قلت شبوالي النار سويت كيف ما يسوي مثيله يشبه لدم غزيل يرعى الاقفار عقب الصواب جافل من مقيله وللاحياء الفطرية بما فيها الريم سلوكيات جميلة اثناء تجوالها في الصحراء فهي تتوزع في صورة قطعان يقودها احد الافراد وتنفرد احدى الاناثي احياناً بقيادة الصيد وسرعة تحركها فهي بذلك تتعب القناص بالمسير خلفها وقد يكون في هذا التعب لذة للقناص نظراً لصعوبة الحصول عليها يقول ضويحي الهرشاني: عنز ريم تقود الصيد دقه وجله عذبت ناقل البندق سريع الولام ماتجي في ملاقيفه ولامدهل له حذرة الصيد ما تصطي عليها المرامي وغالباً ما يتغزل الشعراء بالقايدة وهم لهم الحق في ذلك فهي ذات مواصفات ومقومات جسمانية تؤهلها للقيادة والسير بالقطعان حسب الاتجاه الذي تريد فهي لا سلوك قد ينجى بقية الافراد من عطب القناص او الاماكن التي يتواجد بها يقول غازي بن عون: كن حلياها من الريم قايدة الوحوش ربعت في المستوى بين الارخم والخويش ويقول الشاعر عبدالعزيز العبيدي يصف مراتع الريم وجمال المكان الذي يتجول به مجسداً صورة رائعة لجمال الصحراء بفطرياته وعناصر المكان: شبه خلي خشيف والحجر مدهل له خشف ريم رتع بقفور خد وسام ولقد اصبح اسم الغزال من حق ذلك الجميل الذي يتمتع بمواصفاته من جمال العين والعنق ورشاقة الجسم وجمال الخطوة عندماتتخطى على رمال النفود او بين زهور النفل والشيح والشمطري والخزامى يقول فهد بورسلي: عين الظبي والهدب مكحول موت حمر نهضة الحجان ويقول سالم اللهيفي: يا غزال نطحني ما لزينه تهايا واحلالاه يالاماه والعمر فاني اخيراً تبقى المفردة الجميلة سيدة البيت ويبقى البيت المستقى من عناصر المكان هو نجم القصيدة.