كطبيعة جمالية, ثقافية , أدبية ؛ تتمحور حول الشعر بجانب مناشطها الأخرى الفرعية كان كذلك سوق عكاظ الخامس, فقد ظهر الشعر العربي يجمع بين الأصالة والحداثة ليكون رمز بروح التاريخ يتنفسه الجمال والطبيعة ,ليجمع بين الأزمان. فقد استنطق معرض المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية التابع للهيئة السعودية للحياة الفطرية ما كان كامن في تاريخ الشعر العربي امام انشغال الكثير بالرموز المصطنعة , فقد كان الشعر العربي يقوم على الغزل و الوصف والمدح والتشبيه لعدد من الثديات الجميلة والطيور والتي من خلالها انطلقت المعلقات . فنجد غزل الشعراء بجمالها , وتشبيه محبوباتهم بالمها العربية , أو البعض الّف الكتب في ذكر الحيوان التي استنطقت قصائد الشعراء ؛ فهناك فئة الثديات التي منها : المها العربية او الشادن كما كنت تسمى "الغزال" , والمارية , الأدمي , ومنها فصيلة الظبي الصحراوي ؛ ومسمياتها تختلف بإختلاف البيئات . وقد ذكرت المها العربية كثيرا في اللغة العربية لتميزها بجمال عينها السوداء , وقدها , وكيف أنها كانت ملهمة وكيف انها بدأت بالانقراض ما لم تجد من يحافظ عليها . فقد ظهر في شخصية سوق عكاظ لهذا العام"زهير بن أبي سلمى " بقولة في وصف الوجه: ينازعها المها شبها ودرُ النحور وشاكهت فيه الظباء فأمّا ما فويق العقد منها فمن أدماء مرتعها الكلاء وأمّا المقلتان فمن مهاةٍ وللدرّ الملاحة والصفاء أما ماقيل في الجبين والحاجب : لها من ظبياء الرمل عينٌ مريضةٌ...... ومن ناظر الريحان خضرةُ حاجب أيضا قيل : جرحن بأعناق الظباء وأعين الجاذرِ وقول آخر : سقى الله روضا قد تبدِّي لناظرٍ به شادنٌ كالغصن يلهو ويمرحُ وقول المعتز: ريم يتيه بحسن صورته عبث النعاس بلحظ مقلتهِ وكأن عقرب صدغِهَ وقفت لما دنت من ورد وجنتِهِ ومنها ماكان يصيب قلب المحب من الوجد ما اصاب مجنون ليلى في قوله : كأن القلب ليلة قبل يغدى بليلى العامرية أو يراح قطاة عزها شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح لها فرخان قد تركا بقفر وعشهما تصفقه الرياح والعديد منها ما جاء على لسان الشعراء في الثديات . وحين ننظر ما جاء في الطيور المقيم منها أو المهاجر بسوق عكاظ وما كان منها رمز للصلح والسلام او القوة نجد منها قول ابن الرومي: تتداعى بها حمائم شتى كالبواكي وكالقيان الشوادي وكذلك سجل سوق عكاظ القطا الكستنائي البطن أحد الطيور المحلية وذكر في الجاهلية في مواقع كثيرة ماذكره زهير بن أبي سلمى كذلك حين شبه سرعة فرسه بقطا مران حين قال : كأنها من قطا مران جانئه فالجد منها امام السرب و السرع وما كان من الطيور للصيد او للرمز او للإشارة للسعادة أو الحزن , بتناغم أصواتها , وألوانها , أو نعومة ريشها , كما في اليمام أو الحمام والهدهد والقمري و المرعة الصغيرة والحوام والعوسق أيضا هناك النسور بأنواعها والصقور والباز والصفيان وكيف يجيد الشاعر الجاهلي استخدامها في شعره وتخيلاته, كقول ابي حميد الهلالي: وماهاج هذا الشوق إلا حمامة دعت ساق حُر ترحه وترنما تبكي على فرخ لها ثم تغتدي مولهة تبغي له الدهر مطعما أتيح له صقر مسف فلم يدع لها ولدا إلا رميما وأعظما وقول ابي فراس: هذا ولولا الذي في قلب صاحبه من البلابل لم تقلق به فرس وقول طرفة ابن العبد: لنا يوم وللكروان يوم تطير البائسات ولا نطير فأما يومهن فيوم نحسن تطاردهن بالحدب الصقور فقد سجل السوق من الصقور نوعان منها :الحوام طويل الساق , والعوسق , ومن النسور نوع واحد أما ماجاء في البلابل أو كما تسمى بالعندليب سجل منها نوع واحد , ومنها العصافير او الكروان وهي كثر ومِن مَن تغنى بها كوكبة الشرق في قول مجنون ليلى : فبعد ووجد واشتياق و رجفة فلا أنت تدنيني و لا أنا أقرب كعصفورة في كف طفل يزمها تذوق حياض الموت والطفل يلعب فلا الطفل ذو عقل يرق لما بها ولا الطير ذو ريش يطير فيذهب ** من خلال تلك القدرة الكامنة في الوقوف على النواحي الجمالية للشعر العربي بعرض حياتي طبيعي حسي وصوتي لبعض القصائد قدمها ببراعة الباحث والشاعرأ.أحمد البوق مدير المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية وباحساس الشاعر المتذوق يقول البوق: أن انعكاس الحياة الفطرية في الشعر العربي لم يقتصر على ثراء اللغة أو المعاني فقط , ولكنه عبر العصور في عهود الشعر المختلفة شكل جزء من التراث الجمالي والثقافي , والمشاركة كانت كفكرة قديمة تنتظر الإشارة في البدء ولله الحمد تم ذلك ولكننا نسعى للمزيد دون الوقوف عند حد معين او طريقة معينة , فاحساس المسؤولين والزوار بالجانب الحسي ينبغي أن لا يهمل فمنه نستمد العديد من اللغات والثقافات الجميلة والمركبة فسييجعل القادم مذهل متى ما وجدت الامكانات المناسبة والمكان الخاص بالمعرض سيتم توسيعه كواقع موجود وليس فقط ثديات محنطة او طيور بل ستكون ثديات حيه داخل منطقة مسيجة بسوق عكاظ لتعريف الزائر عليها جماليا وكيف تغنى بها كبار الشعراء بجميع العصور وهذا طموح قادم نضع مشيئة الرب امامه .