تحت شعار "مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم" تقدم مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية خدماتها التي تشمل الرعاية الصحية والخدمات التعليمية والأكاديمية والبحثية والاجتماعية. "الرياض" تستعرض تقريراً لانجازات المؤسسة التي يزخر سجلها الحافل بدعم الأعمال الخيرية والإنسانية عامة وفق التقرير الذي أصدرته المؤسسة وتضمن في مقدمته كلمة لسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى للمؤسسة جاء فيها: إنني وأبنائي أعضاء مجلس الأمناء ومنسوبي المؤسسة وفروعها، نحتسب إلى المولى عز وجل كل جهد نقوم به، ومهما بذلنا من جهد فإننا نتطلع الى المزيد تجاه المجتمع بكافة شرائحه، حتى تؤدي هذه المؤسسة رسالتها السامية مع صادق الدعوات أن يوفقنا المولى عز وجل جميعاً لما يحبه ويرضاه والله الموفق. وتضمن التقرير كلمة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام للمؤسسة: يسعدني أن أقدم هذا التقرير الذي يلقي الضوء على ما تحقق من انجازات، وما تم تبنيه من خطط وبرامج في بداية العقد الثاني من عمر المؤسسة. وإذا كان العقد الأول هو بمثابة مرحلة التأسيس والبدايات، فإن العقد الثاني هو بمشيئة الله مرحلة قطف الثمار والانطلاق المدروس لمجالات أرحب في العمل الخيري والإنساني، لقد جسد أداء المؤسسة تلك الحقبة وعكس منهجية العمل وفق الرؤية التي تبناها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرئيس الأعلى للمؤسسة أن تكون صرحاً رائداً في تقديم خدمات إنسانية متميزة للمجتمع". فقد كثفت فروع المؤسسة ومراكزها جهودها ليس فقط لخدمة المجتمع بل لتنميته، عبر توفير وتطوير مقومات تلك التنمية (الصحة، التقنية، التعليم، الإسكان) في إطار خيري إنساني متفرد. وبتوفيق من الله تمكنت المؤسسة من تحقيق العديد من الإنجازات والتي تم القاء الضوء عليها من خلال هذا التقرير والتي شملت الرعاية الصحية والخدمات التعليمية والأكاديمية والبحثية والاجتماعية، وكل ذلك في إطار رسالتها المتميزة "مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم". مدينة سلطان للخدمات الإنسانية استطاعت مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية في عامها الرابع أن تعزز من تواجدها كأحد المراكز المتميزة المتخصصة في مجال التأهيل بشهادة كبريات المؤسسات المعنية، وخلال العام المنصرم وحده بلغ عدد المستفيدين من خدمات الرعاية العلاجية والتأهيلية في المدينة (49430) مريضاً بزيادة تصل نسبتها إلى نحو (55%) عن عام 2005م، وهو الأمر الذي يعكس تضاعف ثقة المجتمع بخدمات المدينة، والدور الذي تقوم به، وقد تبلورت أبرز إنجازات المدينة فيما يلي: التوسع في الخدمات العلاجية والتأهيلية مع اكتمال منظومة الخدمات في المدينة، ومضاعفة حجم الإمكانات البشرية والفنية ذات الكفاءة، وتنفيذ البرامج المصممة خصيصاً للتأهيل، تزايدت بشكل غير مسبوق أعداد المرضى المترددين على المدينة، سواء في أقسام التنويم، أو عيادات التأهيل أو العيادات الخارجية ومركز تنمية الطفل، والرعاية الصحية المنزلية، وعيادة الجبائر والأطراف الصناعية، وقد تم تحقيق زيادة بمعدل 115% في عام 2006م من عام 2004م، ووصل عدد المستفيدين خلال السندات الثلاث الأخيرة (104.356) مريضاً. شمولية خدمات المدينة أدى تضاعف ثقة المجتمع بخدمات المدينة إلى زيادة المترددين عليها تطلعاً للحصول على برامج تأهيل ورعاية متميزة، ولكن الاستراتيجية التي تبنتها المؤسسة في امكانية التوسع في الخدمات وتطويرها، أسهمت في استيعاب تلك الزيادة مع نهاية 2006م، وإذا قامت المدينة بتطبيق خطة طموحة تضمنت عدة محاور شملت تطوير وتحسين إجراءات وخدمات التنويم، واستقطاب كفاءات بشرية جديدة، وزيادة عدد الأسر في وحدتي تأهيل الأطفال والنساء حتى بلغ عددها (157) سريراً. مذكرات تفاهم نجحت المدينة في إطار خططها لإيصال خدماتها إلى أكبر قطاع ممكن، وأيضاً تطوير برامج الرعاية بالتعاون مع أكاديميات ومراكز علاجية عالمية. تنمية الكوادر واكب التوسع في خدمات المدينة وتطوير الأداء جهوداً مضاعفة في تنمية الكوادر البشرية، واستقطاب كفاءات متخصصة تلبي احتياجات وتطلعات المدينة، وخلال عام 2006م تمكنت المدينة من ضم (329) موظفاً جديداً يمثلون نخبة من المتخصصين في مجالات عديدة، ليصل حجم القوى العاملة في المدينة إلى (1236) موظفاً. تحسين بيئة العمل أولت إدارة المدينة برامج تحسين بيئة العمل وتطوير الأداء من حيث تنفيذ نظام شبكة الربط اللاسلكية، وتطبيق نظام المعلومات المطور للمستشفى، انسيابية تقسيم العمل، توفير خدمات جديدة في قسم التأهيل، اعتماد برنامج العلاج بركوب الخيل، إعادة تنظيم العيادات الخارجية، تطوير مهارات الموظفين في أساليب رعاية المرضى. قصص النجاح وتضمن التقرير قصصاً لبعض الذين تعالجوا في المدينة واستطاعوا العودة إلى أعمالهم بعد خضوعهم لبرامج تأهيلية اشتمل على قصة الطيار البحريني الذي بترت ساقه بسبب حادث، ومعوق من فلسطين، ومواطن صنع له طرفاً صناعياً ونجح في تحقيق المركز الأول في بطولة اختراق الضاحية. واشتمل التقرير على شهادات، شهاهدة من قبل الملكة صوفيا ملكة اسبانيا والأميرة هيا بنت الحسين تحدثا فيها عن العمل الرائع والفريد الذي حققته المؤسسة في الأعمال الخيرية، بالإضافة إلى كلمة للسفير البريطاني والسفير الأسترالي. صندوق معالجة المرضى وقد وجه سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة بإنشاء الصندوق الخيري لمعالجة المرضى بمدينة الأمير سلطان يهدف إلى علاج وتأهيل الفقراء والمساكين وغير القادرين، ودفع التكاليف عنهم، وتم علاج ما يقارب (990) حالة بتكلفة إجمالية تبلغ (45) مليون ريال. وقد وافق سماحة مفتي عام المملكة على جواز صرف الزكاة للصندوق. برنامج الإسكان الخيري ويتضمن برنامج مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للإسكان إقامة نحو (671) وحدة سكنية مؤثثة مع المرافق العامة، ويقام البرنامج في ست مناطق ومدن هي: عسير، تبوك، نجران، حائل، مكةالمكرمة، والرياض، وقد تم الانتهاء من تنفيذ خمسة مجمعات تضم (600) متر مؤثث، ووزعت على المستحقين، وفي محافظة الغاط بمنطقة الرياض تم انجاز نحو (75%) من أعمال المشروع حتى نهاية العام 2006.وتبلغ تكاليف البرنامج نحو (168) مليون ريال، وتتراوح مساحة الوحدات السكنية لكل مشروع بين (123) و(250) متراً مربعاً بمتوسط (160) متراً للوحدة السكنية، وقد روعي في تصميمها خصوصية الأسرة والعادات والتقاليد السعودية إلى جانب توفر كل الخدمات فالوحدة تشمل (3) غرف نوم، مجلساً، صالة طعام، صالة معيشة، مطبخاً، ثلاث دورات مياه ومدارس للبنين والبنات ومراكز اجتماعية ومكتبية وصالة ألعاب أطفال. برنامج الاتصالات الطبية والتعليمية (مديونت) تأسس برنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية "ميديونت" عام 1997م ليكون ضمن منظومة مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية كبرنامج رائد وفريد في مجال تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي داخل المملكة العربية السعودية وربطهما بمراكز الأبحاث والتعليم الداخلية والعالمية، حيث يقدم البرنامج خدمات الطب الاتصالي وخدمات الاتصال المرئي والمؤتمرات متعددة الأطراف وأنظمة المعلومات الصحية المتكاملة HIS والتعليم عن بعد وتصميم وتجهيز الشبكات وتصميم وتطبيق الشبكات الافتراضية الآمنة وقام البرنامج بتنفيذ وتشغيل العديد من المشاريع والبرامج التقنية وتقديم مبادرات تقنية للمدن الاقتصادية والتعليمية الجديدة. مركز سلطان للعلوم والتقنية (سايتك) أهدى سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وقد نجح في جذب الآلاف من المهتمين والدارسين للاستفادة من برامجه التي تستهدف طرح منهجية أسلوب التعليم بالترفيه والتعليم بالتجربة، والمشاهدة، وبلغت تكلفة المركز (262) مليون ريال. الأرشيف الإنساني لسمو ولي العهد ويحتوي الموقع على رصد لمساهمات وتبرعات الأمير سلطان بن عبدالعزيز في المجالات الإنسانية الثمانية (الطبي، ذوو الاحتياجات الخاصة، الجهود الخيرية، الإغاثة، التعليم، الثقافة، الطفولة، المرأة، والبيئة) كما يحتوي الموقع على رصد لكلمات سمو ولي العهد. التواصل الثقافي قطعت المؤسسة شوطاً كبيراً على صعيد تنفذ استراتيجيتها الهادفة إلى تطوير التعليم ودعم النهضة الثقافية في المملكة عبر عدة محاور منها: إنشاء المراكز العلمية المتطورة، وإقامة جسور تعاون مع الأكاديميات العلمية العالمية، وتبني برنامج لدعم المنح الدراسية الأكاديمية، هذا إلى جانب نشاط موسع في مجال الإصدارات الثقافية. دعم برامج التربية الخاصة يهدف هذا البرنامج إلى تطوير منظمة التربية الخاصة في المملكة من خلال تحديد احتياجات وبرامج وأقسام التربية الخاصة في الكليات والجامعات، ايجاد قنوات للتواصل والتنسيق والتكامل بين برامج التربية الخاصة، انشاء قاعدة بيانات وموقع الكتروني، كما يمنح البرنامج منحاً دراسية ووصل عددها إلى (629) منحة للمتفوقين. وأصدرت المؤسسة العديد من الموسوعات التي أثرت المكتبة العربية، كما أن لديها مشروعات إنسانية حالية هي: مشروع مركز الأمير سلطان لمعالجة وجراحة القلب بمحافظة الهفوف في الأحساء بتكلفة (54.5) مليون ريال، مشروع مركز التأهيل الشامل بحفر الباطن بتكلفة (18.9) مليون ريال، مقر جمعية الجمعية الخيرية بالحائط بتكلفة (2.8) مليون ريال. وتقوم المؤسسة بدعم مؤسسات إنسانية خارج المملكة في باكستان، المغرب، البحرين، كوسوفا، عمان، أمريكا، الهند، كازاخستان، الهند، اليابان، سويسرا. عطء بلا حدود ركزت المؤسسة جهودها في المشاريع والبرامج التي تساهم في تقديم الخدمات الإنسانية المتميزة للمجتمع، وبلغ اجمالي ما قدمته المؤسسة للمشاريع الطبية، والتعليمية، والتقنية، والاسكان الخيري والمساعدات الإنسانية منذ تأسيسها قبل (14) عاماً أكثر من (ثلاثة) مليارات ريال. وقد وجه سمو الرئيس الأعلى للمؤسسة بتأسيس مؤسسة "بازل الخير" لتكون ذراعاً استثمارياً للمؤسسة ولتمويل أنشطتها.