انطلقت في إمارة دبي في الرابع والعشرين من يناير الجاري فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمهرجان دبي للتسوق الذي حرصت امارة دبي على اجرائه في مثل هذا الوقت من كل عام، وبدأ بفكرة بسيطة وتطورت شيئا فشيئا فأصبحت ظاهرة لافتة للانتباه من حيث العمل والتطبيق، في اطار خطة ترويجية متكاملة ومدروسة جيداً، أسهمت بشكل كبير في تسويق دبي عالمياً، وساهمت في دعم الاقتصاد الوطني الإماراتي بشكل لافت. وكما هو الحال في كل عام لاقى المهرجان اقبالاً كبيراً، وأدهش حفل افتتاح مهرجان دبي للتسوق 2008الذي أقيم أمام الواجهة المائية في "دبي فيستيفال سيتي" كافة الحضور الذين استمتعوا باللوحات الاستعراضية والألعاب النارية والعروض المائية وعروض الليزر الشيقة حيث شكلت هذه العروض لوحة فنية استحوذت على اعجاب واستحسان الجمهور في أجواء ربيعية ممطرة هذا العام، ويهتم مهرجان دبي للتسوق كعادته بإحياء التراث والفلكلورالإماراتي الغني والمفعم بالعادات والتقاليد التراثية الأصيلة التي كانت الأساس في النهضة الشاملة التي تشهدها الامارات العربية المتحدة. والحقيقة ان ما دفعنا الى التوقف عند هذا الحدث ليس كونه مهرجانا ناجحا حمل صورة دبي الى العالم، بالشكل اللائق فقط،وانما للاجابة على بضع تساؤلات قد يفرضها هذا الحدث الاحتفالي والاقتصادي الكبيرعلى المراقب او المهتم، ومن بين هذه التساؤلات بل أكثرها حضورا هو لماذا ينجح مهرجان دبي للتسوق هنا بهذا الشكل الرائع والمذهل، ويجتذب هذا العدد الكبير من الجمهور والمهتمين من عرب وأجانب، فيما تخفق مهرجانات أخرى مماثلة تقوم في أقطار عربية أخرى علما بأن الكثير من القائمين على المهرجان سواء العاملين أو البائعة ربما يكونون من هذه الاقطار العربية وربما تجدهم في بلدانهم (يتسولون ولايتسوقون) التي لاتستطيع مهرجاناتها اجتياز الحيز المحلي احيانا فما بالك بالحيز الاقليمي او العالمي. اما السؤال الاخر الذي يفرض ذاته هنا فهو هل تستطيع فعلا المهرجانات والفعاليات الاحتفالية هذه ان تسوق بلادنا عالميا وكيف؟ وما هي النتائج الاقتصادية التي يمكن ان تنتج عن هكذا فعاليات ناجحة؟ وللاجابة على مثل هذه التساؤلات وغيرها لابد بداية ان نشير الى ان الدور الكبير الذي يلعبه الاعلام (المرئي والمسموع والمطبوع)، في تسويق مهرجان دبي يساهم بشكل كبير في انجاح هذه التظاهرة الترفيهية الكبيرة التي تستقطب اهتمام الكثير من الناس سواء على مستوى المنطقة او خارجها، وقد استقطب هذا المهرجان آلاف العائلات الخليجية والعربية وملايين السواح الأجانب، ففي تصريحات على هامش افتتاح فعاليات المهرجان توقعت المدير التنفيذي لمهرجان دبي للتسوق ليلي سهيل قبيل افتتاح فعاليات المهرجان ان يصل عدد زوار المهرجان خلال دورته الثالثة الى حوالي7ر3ملايين زائر بزيادة نسبتها15بالمائة مقارنة مع السنوات السابقة. وهو رقم يدل بالتاكيد على حجم الاهتمام الكبير الذي يحظى به المهرجان، كما أنه يمكن أن يكون مؤشرا قويا لمستوى الفائدة الاقتصادية الكبيرة التي تعود على دبي بشكل خاص والامارات العربية المتحدة عامة، بسبب هذه التظاهرة الاقتصادية والتراثية والثقافية الترفيهية المميزة، وعليه لابد ان نشير هنا الى اهمية الترويج لمثل هذه الظاهرة إعلاميا بالشكل المناسب حتى تؤتي أكلها، وهو أمر اعتادته امارة دبي وتعمل في اطاره بالشكل المناسب، زد على ذلك ان الاهتمام الملحوظ الذي تبديه الحكومة بهذه التظاهرة الاحتفالية يعطيها زخما قويا، وإمكانات كبيرة، تصب في نهاية المطاف في إنجاحها وتحقيق الاهداف المرجوة منها، من خلال توفير التسهيلات لفعاليات المهرجان بدون عوائق أو روتين، لاسيما وان مناسبات كهذه تجتذب في العادة الكثير من الشركات والمؤسسات على اختلافها بالإضافة الى رجال الأعمال، الذين يرون فيها مناسبة لزيادة أنشطتهم التجارية المختلفة، وباختصار شديد يمكن القول ان مثل هذه الفعاليات من شأنها إن خطط لها وأديرت بشكل جيد ومدروس ومتقن أن تحقق فوائد اقتصادية كبيرة، تضاف إلى فوائدها الترويجية التي تسوق البلدان التي تقيمها سياحيا في العالم وأخيرا وليس آخرا يمكن القول أن مهرجان دبي للتسوق يمثل تجربة ناجحة يحتذى بها، حبذا لو تستفيد منها الدول العربية الأخرى، لاسيما وان هذا المهرجان ينقل في كل عام دبي الى قلب الحدث وينقل العالم إليها! @ المدير الإقليمي لمكتب دبي