كشفت مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري (مكتب مهرجان دبي للتسوق سابقاً)، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية، عن نتائج الدورة الماضية من المهرجان، التي أظهرت ارتفاعاً في عدد الزوار بنسبة 4.6 في المئة مقارنة بالدورة الماضية من 3.2 مليون زائر إلى 3.35 مليون زائر، فيما شهد حجم الإنفاق انخفاضا بنسبة 2 في المئة (من 10 بلايين درهم إلى 9.8 بلايين). وأكد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، رئيس اللجنة العليا لمهرجان دبي للتسوق أن النتائج التي حققها المهرجان في نسخة 2009 تعد إيجابية جداً في ظل المناخ الاقتصادي العالمي المتقلب الذي أحاط الدورة الماضية من الحدث، وهو إن دل على شيء، فهو يدل على مدى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها المهرجان محلياً وعالمياً، كما أن هذه النتائج تؤكد على جاذبية دبي كوجهة عالمية للتسوق والسياحة على رغم التحديات والمعوقات. وأشار إلى أن «تضافر جهود الجهات الحكومية في دبي ودعم القطاع الخاص كانا عاملين حاسمين في تحقيق هذه النتائج، ما يجعل المهرجان قابلاً للتطور والتوسع في الدورات المقبلة». وشدد الشيخ أحمد على أن لمهرجان دبي تأثيراً اجتماعياً لا يقل أهمية عن تأثيره الإقتصادي الكبير، إذ استطاع الحدث وبنجاح كبير أن ينشر الأجواء الاحتفالية في أنحاء المدينة، وأن يرسم الابتسامات على وجوه الزوار والمقيمين من مختلف الجنسيات على رغم حالة الفتور التي سادت الأجواء العامة وقتذاك. واعتبر البنية التحتية المتطورة لدبي، والمرافق الترفيهية والسياحية ذات المستوى العالمي التي تزخر بها الإمارة، «من أهم عناصر نجاح أي حدث بهذه الضخامة، ومن هذا المنطلق، نتطلّع إلى مستقبل واعد ومليء بالإنجازات للمهرجان، خصوصاً لا يزال لدى دبي الكثير لتقدمه في السنوات المقبلة، وسيستمر المهرجان بالعزيمة والإصرار ذاتهما ليواكب المستقبل ويحافظ على مكانة دبي كوجهة رائدة على خريطة السياحة العالمية». وأشادت ليلى سهيل، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، بالنتائج التي حققها الحدث في دورته الماضية، مؤكدة على أنه استطاع تحقيق الأهداف التي أقيم من أجلها، وخصوصاً ما يتعلق بتنشيط قطاعي السياحة والتجزئة بما يحقق عوائد اقتصادية مجزية للمشاركين. وأوضحت سهيل أن العروض الترويجية المغرية التي صاحبت المهرجان في دورته الماضية كانت عامل جذب للمتسوقين، ما أدى إلى الإقبال على شراء البضائع المتنوعة التي قدمتها المحلات التجارية المشاركة وبأسعار لافتة خلال العروض الترويجية التي أطلقتها، كما أسهمت هذه العروض على أنواعها في جذب شرائح مختلفة من السياح الذين وجدوا في الأسعار المخفضة والعروض الترويجية عناصر جذب لهم لاقتناص فرصة زيارة دبي والمكوث بها فترة كافية من الزمن، والاستمتاع بالفعاليات الرائعة وتجربة التسوق التي تنفرد بها عن مثيلاتها من مدن العالم. وعزت سهيل سبب انخفاض الإنفاق بنسبة طفيفة إلى حصول المتسوقين على فوائد كثيرة من العروض الترويجية ة التي قدمتها مختلف القطاعات، مستغلين الفارق في أسعار السلع والخدمات خلال العام 2009 بالمقارنة مع 2008 والتي شهدت تراجعاً واضحاً، خصوصاً مع تراجع نسبة التضخم في الدولة 3.5-4 في المئة في النصف الأول من عام 2009 مقارنة بالفترة ذاتها منعام 2008، فضلاً عن ترشيد الإنفاق لدى عائلات وتغير نمط الشراء لديها بحيث أصبح أفرادها يشترون بترشيد أكبر. وأوضحت سهيل أن مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري تدرس إعتماد معايير حديثة في الدورات المقبلة تعتمد على قياس رضا الزوار والمتعاملين مع المهرجان كمعيار أساس لنجاح الحدث وتلبيته لتطلعات زواره من داخل الدولة وخارجها، مشيرة إلى أن عدد الزوار وحجم الإنفاق ليسا المقياسين الوحيدين لنجاح الحدث، بل وسيلتين لقياس تطور الحدث عبر السنوات. وأكدت سهيل أنه مع قرب إطلاق الدورة ال15 من المهرجان (من 28 الجاري إلى 28 شباط/فبراير المقبل)، فإن «السبل كلها مهيأة لتحقيق إنجاز آخر يضاف إلى نجاحاتنا السابقة مع حرص الجهات الحكومية وكذلك القطاع الخاص على تنظيم الحدث ليضيف قيمة حقيقية لمختلف القطاعات وليجدد الدماء في عروق القطاعات التجارية بشتى أنواعها». وشدّدت سهيل على أن المهرجان اكتسب شهرة إقليمية وعالمية، وأسهم في شكل كبير في وضع دبي على خريطة السياحة العالمية، كما أصبح يحظى بتغطية إعلامية واسعة لما يتضمنه من فعاليات وأنشطة متنوعة، واستطاع أن يستقطب في الوقت ذاته السياح من مختلف بلدان العالم، فضلاً عن أنه المهرجان من المهرجانات العالمية التي يضعها السائح على رأس قائمة خياراته عندما يفكر في قضاء إجازة ما، لما يتضمنه من مزيج فريد من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والتراثية والرياضية والثقافية والترفيهية. وقالت: «إنه مع انطلاق فعاليات مهرجان دبي للتسوق 2010، فإن العديد من العروض الترويجية والجوائز والمحفزات الكثيرة على الشراء ستكون متاحة للجميع، وتعد فرصة كبيرة لزوار إمارة دبي لشراء أفضل الماركات العالمية من شتى البضائع والمنتجات بأسعار تنافسية هائلة، علاوة على ذلك يمكن ربح الكثير من الجوائز القيمة التي اشتهرت بها دبي منذ الدورة الأولى لمهرجان دبي للتسوق». وفي النسخة المقبلة من المهرجان ستعود الفعاليات الخارجية إلى الشوارع الرئيسة في شكل قوي، لا سيما بعد إنجاز مراحل متقدمة من المشاريع التطويرية بما فيها «مترو دبي»، الذي سيسهم في سهولة وصول الزوار إلى مواقع الحدث، خصوصاً تلك المقررة في مراكز التسوق الكبرى، إضافة إلى البنى التحتية المميزة في شوارع رئيسة.