ليلة رائعة، تحقق فيها الوفاء والجمال والإثارة والمتعة في مهرجان رياضي تاريخي تكريماً لأبرز نجم على الإطلاق في تاريخ نادي الهلال المليء بالنجوم والمواهب غير أن صفة التكامل في النجم التي تصنع الإبهار والعطاء المتقد الذي تتوافر فيه الاستمرارية لا يمكنُ لأيِّ لاعبٍ هلالي أن ينافس ابنَ الجابر عليه وهو الذي يُعدُّ أكثر لاعبٍ ساهم بصورة مباشرة في الإنجازات والبطولات الداخلية والخارجية التي تحقَّقت للفريق الأزرق منذ العام 1990م فضلاً عن حضوره اللافت مع المنتخب الوطني وتميُّزه دوناً عمَّن سبقه من زملائه النجوم بالحضور لأربع دورات متتالية في مونديال كأس العالم الحدث الكروي الأهم. سامي من اللاعبين القلائل الذين عانوا كثيراً في حياتهم الرياضية خاصةً من بعض الأقلام التي تحارب النجوم ولا تقدِّر عطاء الرجال لأوطانهم وأنديتهم وإثرائهم للمتعة الكروية، ولا أخفيك سراً عزيزي القارئ أن أشمئز كثيراً من الأطروحات الخارجة عن النَّص التي تهدف لإحباط النجوم والتقليل من شأنهم؛ فمثلما استأت سابقاً لما تعرض له النجم التاريخي ماجد عبد الله من هجومٍ شخصي لا يَمُتُّ للنقد الهادف البنَّاء بصلة؛ أخجلُ كذلك مما كان يطرحه بعض الزملاء ضِدَّ سامي الجابر، وفي الصورتين يطغى التعصُّب، وتغيب المصلحة العامة، ونتعمَّد نسيان تقديرَ الرجال. سامي نجمٌ كبير لن يعوضَه ناديه، ولا منتخب بلاده بسهوله، وهي حقيقةٌ أتذكرها في هذه اللحظة باستعادة ذكريات عطائه المتَّقد في بداياته المثيرة، ثمَّ قمَّة نضجِه الكروي، وعنفوانه التهديفي، ونشاطه اللافت للأنظار . الهلاليون أوفياء بمعنى الكلمة ليس اليوم فقط بل منذ العام 1393ه حين كرَّموا أهمَّ لاعب في تلك الحِقبة النجم مبارك عبد الكريم بمشاركة مختلط فريقي الشباب والهلال الذَّين سبق للاعب تمثيلَهما أمام فريق يمني، واللافتُ أن الهلال كرَّم بعد ذلك النجوم صالح النعيمة وحسين البيشي ويوسف الثنيان ثمَّ سامي الجابر وهم الذين تتوافر فيهم مزايا النجومية، والإخلاص، والأخلاق الرياضية العالية، والعطاء المستمر. غير أنَّ توافر كلِّ ذلك لا يكون شافعاً في أندية أخرى لتكريم نجومٍ دولية أكثر أهمية في تاريخ الكرة السعودية. كثيرةٌ هي الفوائد التي جنيناها من مهرجان تكريم (سامي) الذي أعتبره الأفضل على الإطلاق فقد حضر لبلادنا أشهر فريق إنجليزي واستمتع الجمهور الرياضي بنجومه المشاهير، واستفاد الهلال المطعَّم ببعض نجوم الأندية بالاحتكاك مع مشاهير الكرة الأوروبية؛ بل والخروج فائزاً بالمباراة الحبِّية، بأداء جميل جعل الإعلام الإنجليزي يتحدث عن الهلال والكرة السعودية وتُجيب صحيفة (ذا صن) على تساؤل طرحته يقول.. تعرَّف أعضاءُ (ما نشيستر يونايتد) على عاصمة مملكتنا الحبيبة، واطلعوا على النهضة التي شهدتها، وتشهدها البلاد، وأدركوا أن الرياضة السعودية تحظى باهتمامٍ حكومي بالغ، ومتابعة جماهيرية شهد على حقيقتها الاستاد الدولي. شكراً لسامي وللهلايين الأوفياء وللجماهير التي تقدِّر عطاء النجوم المخلصين وتتذكر دوماً لحظات الفرح التي صنعوها.