لا بد من الاعتراف بأن زمننا هذا هو زمن "الإثارة" في كل شيء.. زمن مغنيات الإثارة وممثلات الإثارة .. و"مذيعات" الإثارة أيضاً.. وأقصد بالإثارة هنا الحالة التي تتحول بها عيون المشاهدين البريئة إلى عيون الذئاب، والحالة التي لا نفرق عندها بين المذيعة والراقصة!. أقول هذا الكلام بعد ما فازت المذيعة الدلوعة الأمورة "حليمة بولند" بجائزة غريبة هي ملكة جمال المذيعات! والغريب في أمر هذه الجائزة أننا لم نسمع بأمرها إلا عندما أعلنت النتيجة الغريبة بفوز حليمة. والذي يزيد الأمر ريبة وشكاً هو من هنّ المرشحات الأخريات اللاتي نافسن بنت بولند على تاج الجمال؟ ومن هي الوصيفة الأولى والوصيفة الثانية للملكة كما جرت العادة في مسابقات ملكات الجمال الاحترافية؟! ثم ما هي حقيقة الشائعة التي تقول بشراء الملكة حليمة بولند لتاجها الذهبي؟!. وأهم من كل هذه الأسئلة.. تساؤل لا بد منه هل نحن بحاجة لانحطاط آخر؟!. وهل نحن بحاجة إلى لفت الأنظار إلى مذيعات الإثارة الجنسية؟! وهل سيصبح مفهوم الإغراء والمياعة بديلاً للثقافة والوعي لدى مذيعاتنا في زمننا الأغبر هذا؟. شيء آخر مهم وأخير.. وهو تتبع تاريخي لمفهوم "المذيعة المثيرة"، فكما هو معروف أنه بدأ مع مذيعات الربط بين البرامج في القنوات اللبنانية، حيث لم نكن نشاهدهن إلا لثوان معدودة أثناء تقديمهن لبرنامج طبخ أو نشرة أخبار إلخ.. لكنهن الآن اكتسحن البرامج بكافة أنواعها بصورة مخيفة، ولم يبق حصن أخير محصن من مفاتنهن إلا نشرات الأخبار والبرامج الدينية!.. والله يستر!.