انس زاهد - المدينة السعودية لا أدري ما هي علاقة شهر رمضان المبارك بالست حليمة بولند، التي أصبحت هي ولازمتها المشهورة (هيّاااااااااا) واحدة من العلامات الإعلامية الفارقة للشهر الفضيل، مثلها في ذلك مثل المسلسلات التلفزيونية، التاريخية منها والمعاصرة. الست حليمة التي (تبربش) بعينيها ورموشها الاصطناعية بمناسبة وبدون مناسبة، لا تصلح أن تكون وجهًا تلفزيونيًّا في رمضان، ولا حتى في غير رمضان. فهي ببساطة لا تملك من مقومات التقديم شيئًا يُذكر، اللهمّ إلاّ إذا اعتبرنا أن الابتذال، والدلال المصطنع الذي يتخطى مرحلة الغنج، ويصل إلى مرحلة (المياعة)، و(المرقعة)، هو أحد العناصر المطلوب توفرها لدى مقدمات البرامج التلفزيونية! المثير للانتباه والاستنكار معًا، هو عدم إحساس الست حليمة بنت بولند، بالخجل من الظهور خلال شهر رمضان المبارك بملابس أقل ما يُقال عنها إنها بعيدة عن الاحتشام. ولعلّ ما يثير الخجل أكثر هو أسلوب أداء نابغة الإعلام العربي الست حليمة، الذي يتّسم بالإغراق في الإغراء الممجوج حد الابتذال. وهي مواصفات للشكل والأداء، من الصعب تقبّلها في الأيام العادية، فما بالك بأيام شهر الصيام الذي أُنزل فيه القرآن؟! وإذا كنا نتفهم -على مضض- أن الدافع الذي يحرّك معظم المحطات التلفزيونية في عصرنا هذا هو الربح المادي، فإنني لا أتفهّم -ومعي الكثيرون- استغلال شهر رمضان المبارك لتسويق الإغراء في أكثر صوره مباشرة، وفجاجة، أعتقد أنها وصلت إلى مرحلة الوقاحة! لقد تجاوزت الأستاذة حليمة كل الحدود، ونسيت، أو تناست أنها تمارس الظهور عبر قناة متخصصة في بث البرامج التي تناسب الأسرة. كما أنها وصلت إلى مرحلة استفزاز مشاعر الصائمين، وتعكير الأجواء الروحانية التي يتميّز بها شهر رمضان الفضيل. وكأن الشهر الكريم بحاجة إلى مَن يعكّر أجواءه أكثر ممّا تفعله كثير من مسلسلات رمضان التي تتّسم بهشاشة بنائها الدرامي، وبسطحية طرحها الفكري. أخشى أن نفقد ما تبقّى لنا من حلم بسبب حليمة.