تشهد فترة الشتاء نوعاً من الركود في سوق السفر والسياحة بالمملكة، حيث يتجه الكثير من الناس في المدن الرئيسة بالمملكة للتمتع بأجواء المناطق المحيطة بهم، وتكون حركة التنقلات بمثابة "نزهات" برية قريبة من المدينة لا تجاوز 72ساعة عادة، ولا تقل عن 8ساعات كحد أدنى، وتتمحور اهتمامات الكثير من الناس في مناطق الوسطى والشمالية والشرقية على سبيل المثال للتوجه للبر، حيث يمكث الكثير منهم في مخيمات برية للتمتع بأجواء الشتاء، وخاصة عندما تكون درجات الحرارة معتدلة وليست منخفضة جداً كما حدث الأسبوع الماضي في الكثير من مناطق المملكة. الرياض استطلعت رؤية عدد من المواطنين عن السفر في فترة الشتاء، حيث أكد الكثير منهم أن حركة السفر في فترة الدراسة والشتاء تقل عن الصيف بكثير، وحتى في نهاية الأسبوع حيث تعتبر قصيرة جداً ولا تناسب السفر الخارجي أو الداخلي، إضافة الى أن تقلبات أجواء الشتاء تعتبر عائقاً للسفر بمختلف الوسائل، وحدث مع الكثير مواقف محرجة بسبب العواصف أو الأمطار أو حتى الثلوج في بعض المدن الداخلية والخارجية مما تسبب في تأجيل السفر، أو حتى إلغائه حيث لا يشجع الوضع على حركة التنقلات داخلياً أو خارجياً. محمد المحيمدي يقول إن أغلب فترة الشتاء الطويلة تناسب للسفر داخلياً بواسطة البر حيث يمكن التوجه للصحراء والاستمتاع بأجوائها الجميلة سواء مع العائلات أو حتى مع الشباب، وبالطبع عندما تكون عائلية يكون الحذر طاغياً على حركة التنقل وبالتالي قد لا يستطيع المستمتع بأجواء الطبيعة البقاء لفترة طويلة أو البعد مسافات طويلة عن المدينة التي يسكن بها، وعلى العكس عندما تكون "الطلعة" شبابية يمكن أن يكون فيها نوع من المغامرة والتعرف على مواقع جديدة والبحث عن الصيد إذا وجد في بعض الأحيان. عبدالعزيز السحمي يقول إنه يحرص على السفر في فترة الشتاء يكون اقل من الفترات الأخرى على مدار العام، ولكن هواة التنقل والسفر يحرصون على تجربة متعة السفر في كل حين، ومنها فترة موسم الشتاء حيث إن من أهم مميزات سفر الشتاء انخفاض التكلفة بنسبة قد تصل الى النصف مقارنة بفترة الصيف، حيث تحرص الكثير من شركات الطيران والفنادق، والمنتجعات السياحية على وضع خصومات جيدة، إضافة الى أن تجربة السفر شتاء ممتعة جداً، وتتعرف على مناخات جديدة، فهناك مناطق جبلية ثلجية جميلة جداً، وهناك منتجعات ساحلية مبهرة في أجواء الشتاء، وكذلك عدد السياح يكون اقل في المناطق التي تشهد عدد سواح أكبر كما يحدث لعواصم ومدن سياحية مشهور بالزحام في فترة الصيف مثل القاهرة وبيروت وعمان ودمشق وغيرها. احمد الحسني يؤكد أن السفر بالبر في الشتاء بين دول الخليج يعد تجربة فريدة ومميزة في فترة الشتاء حيث سبق أن جربها، ووجد أنها أفضل من الشتاء بكثير، وخاصة بالنسبة للأسعار التي تكون مضاعفة في فترات الموسم السياحي، والذي لا يرتبط بموسم الدراسة، أوجه له نصيحة بالسفر في فترة الشتاء سواء للداخل أو للخارج اذا سنحت له الفرصة واستطاع الحصول على إجازة حتى لو كانت قصيرة، فلو كان يحرص على السفر في كل صيف، فعليه أن يجرب أن يغير للسفر في فصل الشتاء، وسيجد نوعاً من المتعة والتميز مما سيجعله يفكر في التغير للسفر شتاء، رغم بعض الصعوبات الطبيعية بسبب الطقس أحياناً. الحركة داخلية الدكتور ناصر الطيار الرئيس التنفيذي لمجموعة الرئيس التنفيذي لمجموعة الطيار للسفر والسياحة يؤكد أن حركة السفر في المملكة في موسم الشتاء تعتبر داخلية بالدرجة الأولى، حيث يحرص الكثير من العائلات على التوجه للمخيمات في نهاية الأسبوع وخاصة عندما تكون الأجواء معتدلة، ويعتبر الإقبال على السفر في إجازة نهاية الأسبوع متوسط سواء للمنطقة الغربية أو الى منطقة أخرى بالمملكة، كما أن حركة السفر الخارجية للسياحة ضعيفة جداً في هذه الفترة حيث تعتبر فترة ركود تام للسياحة الخارجية، ويقتصر البعض على السفر للحضور أعمال أو مناسبات من مؤتمرات وغيرها. وأضاف الطيار بالرغم من حرصنا على تنظيم برامج قصيرة للسفر للداخل في فترة الشتاء، حيث تشمل هذه البرامج رحلات الطيران والتنقل والسكن، إلا أن الإقبال عليها متوسط، بسبب ثقافة المجتمع نحو هذه البرامج، التي هي في الحقيقة أفضل لهم من ناحية التوفير أو من ناحية مساعدتهم على الاستفادة من سفرهم بشكل كامل ومما يوفر عليهم الوقت والجهد، والكثير ممن جرب هذه البرامج يحرص على السفر من خلالها والاستفادة منها، ونوه الى أن وجود شركتي طيران جديدة في السوق السعودي للحركة الداخلية قد يسهم في زيادة الوعي ببرامج السفر والسياحة الشاملة للمسافر وعائلته، ووما قد يجعل البعض يفكر بتوفير ماله وجهد ويحسب ويخطط لسفره بشكل مثالي، يسهم في تحقيق الهدف من سفر بتكلفة توازي ما يحصل عليه من الخدمة الشاملة، مشيراً في هذا الصدد الى أن حركة السفر في المملكة بشكل عام دون المتوقع لعوائق متعددة سواء في الشتاء أو الصيف، حيث يمكن ان تتسع المملكة على اقل تقدير لخمس شركات طيران، ووفقاً لاحصائية رسمية من الهيئة العليا للسياحة فهناك 13مليون رحلة داخلية، والسوق الداخلي للسفر ممكن أن يتسع حتى يشمل ما يقارب 70مليون رحلة داخلية.