أعاد قسم إحياء التراث بمركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي والتابع للجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة الروح لماضينا ليوشحه برداء الحضارة فازداد رونقاً وجمالاً وذلك من خلال الحرف اليدوية التي اتقنتها المتدربات فربطن الماضي بالحاضر و أبدعن في الأعمال اليدوية ك(السف والسدو) وغيرها فأنتجن الروائع التي يشهد لهم بها مرتادو المعارض وذلك بعد ان احتضنهم القسم وهيأ لهم كافة السبل لتنمية مواهبهن والوصول بهن إلى أعلى المستويات وتسخيرها لخدمتهن وخدمة المجتمع. من خلال تشجيعهن للدخول في سلك العمل وتكوين نشاطات اقتصادية ذات مردود مادي جيد وفتح لهن باباً للتدريب للتمكن من إتقان فنون الحرفة وتأهيلهن وتشجيعهن على الإنتاج فأتاح لهن العمل بالمنزل للاستمرار في الإنتاج وشرائه وإدخال حرف أخرى مساندة تساعد على تطوير المنتج وعرضه من خلال المعارض الداخلية والخارجية وفي المهرجانات. سنة تأسيسية على يد خبيرات تراث وعن نشأة هذا القسم تحدثت ل"الرياض" مديرة المركز المهندسة ندى النزهة حيث قالت: لقد مر قسم إحياء التراث بمرحلة تأسيسية تدريبية على يد خبيرة تراث لمدة سنة كاملة تم خلاله التدريب الفني على النسيج والغزل والصباغة والسف والتدريب الإداري حيث شكل كادر وظيفي مكون من مشرفة القسم ومشرفة إنتاج حرفية سدو وحرفية سف. وفي الوقت الحالي ولغرض تطوير الإنتاج أضيفت مصممة وخياطة. وفَّر فرص عمل للسعوديات والقسم يهدف لإحياء التراث السعودي ويحافظ عليه وحول أبرز الأهداف لقسم إحياء التراث قالت: إن من أهم الأهداف التي أنشئ من أجلها هذا القسم هو إحياء التراث والمحافظة على تراثنا السعودي وزيادة فرص العمل للنساء في القصيم بالإضافة إلى زيادة دخل الأسرة وإيجاد مجالات عمل جديدة للنساء ولتطوير الحرف التراثية لتتناسب مع متطلبات الحياة العصرية. كما يعمل على تنمية الوعي والثقافة بالتراث والحرف التراثية عن طريق إقامة المعارض أو المشاركة في المناسبات المختلفة.حيث تشارك الحرفيات في جميع العروض التراثية والمهرجانات والأنشطة التي يقيمها المركز بعوائد مادية. مشاركات متميزة في المعارض والمهرجانات الداخلية والدولية وعن أهم المشاركات الداخلية والخارجية للقسم فقد أوجزتها الأستاذة ندى قائلة: لقد أقمنا معرضا تراثيا في القسم يتزامن مع معرض الكتاب السنوي في مقر المركز وذلك لغرض التثقيف وكذلك معرضا تراثيا من خلال مهرجان الأميرة نورة للتراث والثقافة في سياحي عنيزة عام 26ه إضافة إلى المشاركة في سوق رمضان حيث تم خلاله عرض وتسويق منتجات القسم كذلك المشاركة في المهرجانات المقامة سنوياً في المملكة مثل مهرجان الجنادرية للثقافة والفنون بالرياض ومشاركات أخرى في معرض المنتجات التراثية في مؤتمر الهيئة العليا للسياحة والحرف اليدوية للدول الإسلامية. ومعارض أخرى كمعرض برج المملكة بالرياض واستمر لمدة عشرة أيام ومهرجان ملتقى سيدات الأعمال الأول في فندق الفورسيزن في الرياض ولمدة ثلاثة أيام.كما شارك القسم في معرض تراثي وذلك في مهرجان بساط الريح في جده ومدته خمسة أيام.كما جهز القسم ركنا تراثيا وذلك لزيارة الوفد الأمريكي للروضة النموذجية في عنيزة ومعرضا آخر تراثيا ببريدة في ملتقى البيئة لنا ولأجيالنا القادمة كما أقام المركز معرضا آخر في سياحي عنيزة بمنتجع آسيا ومنتجع جرين لاند.وكذلك في مهرجان قرية المراجيح بالرس.كما شارك القسم مؤخراً بعرض منتوجاته من خلال المعرض الذي أقامته لجنة الحرف اليدوية في (قاعة نيارة) بالرياض على شرف صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت سلطان بن عبدالعزيز وقد لاقى إعجاباً ونجاحاً منقطع النظير.. ومن منطلق حرص المركز على التواصل مع المحافظات الأخرى في منطقة القصيم وتقديراً لأهمية التكاتف والتعاون لإظهار وإحياء تراث عنيزة العريق، إنضم قسم التراث إلى أنشطة لجنة الحرف اليدوية في القصيم والتي ترأسها صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد والتي تهدف إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والحرفي في القصيم. دورات تدريبية وفيما يخص الدورات التي يقيمها قسم إحياء التراث قالت: إن المركز يقيم دورات مستمرة على يد مدربات متمرسات وتدريب كوادر شابة على الحرف التراثية وخلق الفرص المهنية لهم ومن هذه الدورات ذكرت الدورة التدريبية في حرفة السف بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة كذلك دورات حرفية للسدو وبمكافأة رمزية تدفع لكل متدربة نهاية التدريب.وقد أقبل عليها عدد لابأس به من الفتيات السعوديات وأضافت قائلة نحن لانقف عند حد التدريب بل نستمر في التواصل مع المتدربات لضمان استمرارية عطائهن. وقالت معتزة بمايتم تقديمه بالقسم: إن من الإنجازات التي نفتخر بها نجاح القسم بتطوير حرفة السف والسدو لتواكب الذوق الحديث ولتصبح منتجات متقنة فنيا ومناسبة لمتطلبات العصر كالأواني والإكسسوارات وغيرها. حرف وأعمال يدوية بأيدٍ سعودية والتقت ال(الرياض) بمشرفة القسم الأستاذة حصة الدحسنة التي ألقت الضوء في البداية على أقسام هذه الوحدة وهي قسم السف وأعمال النخيل والتي تمر بمراحل تحضير للخوص والصباغة والتصميم والسف وإنهاء القطعة وينتج هذا القسم صواني ضيافة تراثية وحقائب وكؤوس خاصة بالشموع والأباجورات وغيرها. وقسم الغزل والنسيج (السدو)ويتم فيه تنظيف الصوف ونفشه وغزله وبرمه ومن ثم تشليله وتجهيزه للصباغة التي يتم من خلالها وزن الصوف وتحديد اللون المطلوب ووضع الألوان المثبتة ثم ألوان الصباغة للصوف المراد صبغه ليغسل ثم يجفف ويعاد للبرم من أجل تدجيجه للنسيج ويتم مد خيوط الصوف وعمل النسيج لتكوين (البسط) (والمخدات)وغيرها من أعمال السدو والتي تحمل غرزاً مختلفة لها أسماء معينة متعارف عليها في الحرف التراثية وقسم الخياطة.ويتم في هذا القسم تطوير المنتج التراثي عن طريق إضافة خامات مستحدثة وكذلك إنهاء القطعة بطريقة فنية جديدة. مساعدات ودعم كبير للمتدربات في منازلهن وعن مراحل التدريب والتأهيل التي تمر بها المتدربة قالت: في البداية يتم التدريب فنياً ومدته ثلاثة أشهر وذلك من خلال الدورات في السدو حيث أقيمت دورات في الغزل والصباغة والنسيج.ودورة للسف وقد عقدت دورة لتدريب النساء على جميع مراحل الإنتاج (تحضير الخوص - السف - الخياطة -إنهاء القطع ثم التدريب إداريا وعقدت دورة حضرها 13متدربة ومن خلالها تم تدريب بديلات للخبيرة.. وبعد ذلكً التدريب أثناء الإنتاج ومدتها سنة.. فبعد أن تم التدريب في المركز سمح للمتدربات ممارسة الحرفة في المنزل وتزويدهن بجميع المواد والأدوات التي تساعدهن على الإنتاج ثم تطوير التصاميم وتطوير الألوان لتأتي مرحلة التسويق وقد تمت المشاركة في بعض المعارض الخيرية إضافة إلى معرض دائم للمشغولات التراثية داخل المركز وقد تم تصميم استمارة لدراسة السوق وتأتي بعد ذلك مرحلة إيجاد التمويل للمنتج وتبني رجال الأعمال لمثل هذا المشروع.والبدء بفتح أسواق جديدة خارج منطقة القصيم وتعريف المجتمع بهذا المنتوجات عن طريق النشرات والمعارض. دليل مفهرس للحرفيات بعنيزة وعن كيفية وصول أفراد المجتمع لتلك الموهوبات أجابت الأستاذة حصة قائلة: أن العمل جارٍ على إعداد دليل مفهرس يتضمن جميع أسماء الحرفيات ونوع الحرف التي تجيدها وطرق الوصول إليها وقد فتح المجال أمام كل من تمتلك الموهبة في هذا المجال وترغب في التعريف بها... أما المدربة خزنة المطيري والتي سبق لها أن تدربت في نفس القسم حيث التحقت بإحدى الدورات وكانت متميزة ومبدعه في الأعمال الحرفية التي تجيدها وتتقنها بشكل فريد فقد تم ترشيحها لتنخرط في سلك التدريب لتتدرب على يديها الكثيرات ولمدة تجاوزت السبع سنوات ولازالت تعطي في هذا المجال. التقتها الرياض لتتحدث عن تلك الحرفة فقالت: كان لدي ميول واهتمام بكل مايتعلق بحرفة السدو والصباغة فبعد أن أعلن المركز عن انعقاد الدورات وكان من ضمنها تعليم السدو التحقت بالدورة وبعد إنهائها تم ترشيحي للعمل كمدربة. عنيزةوالرياض زبائن منتجات المركز وعن إقبال الناس على منتوجات المركز للحرف اليدوية القديمة قالت: اقبال الناس رائع وبشكل كبير وبالذات في السنوات الأخيرة على منتوجاتنا الحرفية ونستقبل طلبات كثيرة وبشكل يومي على منتوجاتنا ولا يقتصر الطلب على أهالي عنيزة فقط بل ازداد الطلب من الرياض بعد مشاركاتنا في مهرجان الجنادرية لقد شاركت في مهرجان الجنادرية للتراث ففي الجناح الخاص بنا قمنا بعرض حي للحرف وتجهيز جلسات شعبية متكاملة وكذلك عرض المنتوجات ولم يكن في حسباني بأني سأجد ذلك الحرص والاهتمام فقد كان الناس شغوفين لمعرفة كل مايخص منتوجاتنا الإقبال والطلب يفوق الوصف وفيما يخص بيع المنتوجات قالت: لقدتم بيع جميع أنواع القطع التراثية في السدو والسف.. وأضافت إن مما لفت أنظار الناس في مهرجان الجنادرية وخصوصاً الفتيات طريقة صنع الإكسسوارات المختلفة والأباجورات وصواني التقديم وقد تم بيع جميع القطع بالكامل وكثرت الطلبات عليها بشكل يفوق الوصف. تعاون مع المدارس والجامعات وعن تعاون المركز مع جهات أخرى لتعليم تلك الحرف قالت: لقد تمت المشاركة في البرامج التراثية التثقيفية المقامة في مدارس تعليم البنات. كماتم التعاون مع هذه المدارس من خلال إقامة ورش العمل للطالبات ممن يمتلكن الموهبة في مجال الحرف اليدوية القديمة بطابع حضاري. وعمل معارض وأركان تراثية داخل المدارس والجامعات.