شهدت مكة في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فترة من الاستقرار الإداري والنمو، حيث حرص الخليفة على تعيين ولاة أكفاء لإدارة شؤون المدينة المقدسة. وقد عُرف عثمان بسياسته الحكيمة في اختيار القادة، إذ اعتمد على أشخاص يتمتعون بالخبرة والولاء لضمان استمرارية النظام الإسلامي في مكة، التي كانت مركزًا دينيًا مهمًا لجميع المسلمين. الولاة الذين حكموا مكة في عهد عثمان تولى إمارة مكة خلال خلافة عثمان عدد من القادة البارزين، من بينهم عبدالله بن خالد بن أسيد، الذي كان أحد أوائل الولاة في عهده، حيث عمل على تنظيم شؤون الحج والإدارة العامة للمدينة، كما عُيّن عبد الله بن عامر الحضرمي ونافع بن الحارث الخزاعي، وكان لكل منهم دور في الحفاظ على استقرار مكة وتأمين سُبل الراحة للحجاج والمعتمرين. حرص عثمان على إدارة مكة بطريقة تتماشى مع تطور الدولة الإسلامية واتساع رقعتها، حيث سعى إلى ضمان توفير الخدمات الأساسية للمقيمين والزوار، وعمل على تعيين ولاة يطبقون الشريعة الإسلامية ويحرصون على تحقيق العدالة بين الناس. السياسة الإدارية لعثمان في مكة اعتمد عثمان سياسة قائمة على تعزيز الأمن والاستقرار في مكة، حيث وُضعت قوانين تنظم دخول الحجاج وخروجهم، كما تم تحسين بعض المرافق العامة لضمان توفير الراحة لهم. وقد شهدت مكة في عهده اهتمامًا خاصًا بتطوير نظامها الإداري، بحيث يسهل على الوالي التحكم في الأمور اليومية وإدارة شؤون الناس بفعالية. إلى جانب ذلك، حرص عثمان على تعيين ولاة لديهم دراية واسعة بأحكام الإسلام، لضمان إدارة مكة وفق المبادئ الإسلامية، وكانت هذه السياسة سببًا في استقرار المدينة خلال سنوات حكمه الطويلة، التي امتدت نحو 12 عامًا، من سنة 23 ه حتى 35 ه. التحديات التي واجهتها مكة في نهاية عهد عثمان مع نهاية حكم عثمان، بدأت بعض الاضطرابات السياسية بالظهور، نتيجة النزاعات التي نشأت في أجزاء من الدولة الإسلامية، والتي انتهت باستشهاد عثمان -رضي الله عنه- في المدينةالمنورة. أثرت هذه التغيرات على مكة، لكنها ظلت مستقرة إلى حد كبير بفضل الأسس التي وضعها عثمان في تعيين ولاة قادرين على إدارة الأوضاع بحكمة. أثر إدارة عثمان على مكة أسهمت سياسة عثمان في الحفاظ على استقرار مكة وتعزيز مكانتها كمركز ديني رئيس للمسلمين، حيث استمرت المدينة في أداء دورها المحوري في العالم الإسلامي. كما أن اهتمامه بإدارة مكة وتنظيم شؤونها ساعد في ترسيخ نظام إداري قوي استمر حتى بعد وفاته، مما جعل المدينة قادرة على مواجهة التحديات التي طرأت في العهود اللاحقة. المصادر: --كتاب أمراء مكة عبر عصور الإسلام، مكتبة المعارف، عبدالفتاح رواه