اتهمت الولاياتالمتحدة قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش في السودان منذ عام 2023، بارتكاب "إبادة جماعية" في إقليم دارفور، وفرضت عقوبات على قائدها. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان إن القرار استند إلى معلومات حول عمليات القتل "المنهجية" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد رجال وفتيان واغتصاب نساء وفتيات من مجموعات إتنية معيّنة. وأعلنت واشنطن فرض عقوبات على قائد قوات الدعم محمد حمدان دقلو المعروف ب"حميدتي" وذلك لدوره في الفظائع الممنهجة بحق الشعب السوداني. وتعرّف اتفاقية الأممالمتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، المعتمدة بعد الحرب العالمية الثانية، الإبادة الجماعية بأنها "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اتنية أو عنصرية أو دينية". ويشهد السودان حربا مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 دفعت سكانه نحو المجاعة، وقُتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزح أكثر من ثمانية ملايين داخليا، مما جعل البلاد مسرحا لأكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 30 مليون سوداني، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحاجة إلى المساعدة بعد 20 شهرا من الحرب. وكانت الأممالمتحدة وجهت نداء لجمع 4,2 مليارات دولار لتوفير المساعدات إلى 20,9 مليون شخص داخل السودان من إجمالي 30,4 مليون شخص قالت إنهم في حاجة إلى المساعدة في ما أسمته "أزمة إنسانية غير مسبوقة". ويضاف إلى تداعيات هذا النزاع شبح المجاعة التي تتفشى في خمس مناطق على الأقل في السودان، ومن المتوقع أن تواجه خمس مناطق إضافية المجاعة بحلول مايو. ويتهم الجيش وقوات الدعم السريع باستخدام "أساليب التجويع" كسلاح حرب. كما أعلنت مسؤولة حكومية سودانية توثيق تعرض أكثر من 550 امرأة للاغتصاب من عناصر في قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب مع الجيش في أبريل 2023. وتأتي المعلومات التي كشفتها سليمة إسحق محمد الخليفة المسؤولة عن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، بعد أن اتهمت الولاياتالمتحدة قوات الدعم السريع بارتكاب "عمليات اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي الوحشي" خلال الحرب. كما وثّقت بعثة تابعة للأمم المتحدة أدلة على "انتشار العنف الجنسي والعنف القائم على أساس الجنس" في السودان. وقالت خليفة إنها وثّقت 554 حالة اغتصاب ارتكبها مقاتلون في قوات الدعم السريع بين أبريل 2023 وديسمبر 2024. وأضافت المسؤولة أن هذا الرقم يستند إلى تقارير لأخصائيين في الصحة النفسية ساعدوا الناجيات من الاغتصاب في المرافق الطبية، وبالتالي يمثل جزءا صغيرا من العدد الفعلي للهجمات على النساء خلال تلك الفترة.