انغمس السودان في حالة من الفوضى عندما اندلعت التوترات بين الجيش بقيادة الجنرال عبدالفتاح برهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، في قتال مفتوح بالخرطوم وأماكن أخرى في أبريل الماضي، ومنذ ذلك الحين يتبادل الطرفان اللوم، وآخرها ما ذكره البرهان، في خطاب متلفز نادر، حيث اتهم القوات شبه العسكرية المنافسة بارتكاب جرائم حرب، وأن الحرب الأهلية الشاملة تهدد بابتلاع الدولة الواقعة شمال شرق إفريقيا. وقال: «كيف يمكنك تحقيق الديمقراطية بارتكاب جرائم حرب؟». بينما اتهمت منظمة العفو الدولية الحقوقية الطرفين المتحاربين بارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق، بما في ذلك القتل العمد للمدنيين والاعتداء الجنسي الجماعي. مسرح الإبادة وفي دارفور، مسرح حرب الإبادة الجماعية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تحول الصراع إلى عنف عرقي. كما تصاعدت أعمال العنف الأسبوع الماضي في ولاية جنوب دارفور، مما أسفر عن مقتل العشرات. وقالت نقابة المحامين في دارفور، وهي جماعة قانونية سودانية تركز على حقوق الإنسان في إقليم دارفور الغربي، إن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا في تبادل لإطلاق النار خلال اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيالا، عاصمة جنوب دارفور. وفي الشهر الماضي، أخبر كريم خان، المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، الأممالمتحدة أنه سيحقق في جرائم حرب وجرائم جديدة مزعومة ضد الإنسانية ارتكبت في دارفور. ساحة حرب كما أدى الصراع المستمر منذ أربعة أشهر إلى تحول العاصمة الخرطوم لساحة معركة حضرية. ففي جميع أنحاء المدينة، استولت قوات الدعم السريع على المنازل، وحولتها إلى قواعد عمليات، بحسب ما قاله السكان والأطباء. وقصف الجيش بدوره مناطق سكنية من الجو وبنيران المدفعية. ووفقًا لبيانات الأممالمتحدة، فر أكثر من 2.15 مليون شخص من ولاية الخرطوم منذ ذلك الحين. وقال وزير الصحة في البلاد، هيثم محمد إبراهيم، في يونيو، إن الصراع أسفر عن مقتل ما يزيد على 3000 شخص. لكن لم يحدث أي تحديث منذ ذلك الحين، ومن المحتمل أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير، كما يقول أطباء ونشطاء محليون.