نجح أحد المواطنين في منطقة القصيم وتحديدًا في محافظة الأسياح بمركز "قبة" في تدشين أول وأكبر مزرعة على مستوى المملكة لزراعة الزعفران بكميات تجارية، وهي التجربة التي أشاد بها وباركها أمير منطقة القصيم وحظيت باهتمام ومتابعة من سموه الذي وجه أيضاً أن يهتم بها إعلامياً. "الرياض" التقت صالح بن حمد الصعب -صاحب المزرعة- الذي ذكر أنه بناء على المعطيات فمن المحتمل أن يتجاوز إنتاج مزرعته 15 طن بصيلة -كرمة- في العام المقبلة، متطلعاً مع نجاح تجربته التي بدأها بثلاثة أطنان ونصف -ما يعادل 350 ألف بصيلة- أن تصل معها المملكة في غضون خمسة إلى ستة أعوام إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، بل التصدير. توفر بصيلات وأكد الصعب على أن العائق الوحيد في زراعة الزعفران بالمملكة توفر بصيلات الزراعة فقط، مضيفاً أنها أكبر كمية تزرع على مستوى المملكة، حيث لم تتجاوز كل التجارب السابقة ومن واقع متابعته المئة كيلو جرام فقط من البصيلات، مفيداً أن البصيلات -الكرمات- التي تبقى منتجة في التربة عندما تزيد على خمسة أعوام تتضاعف، حيث تفرّخ البصيلة الواحدة داخل التربة ما بين ثلاثة إلى سبعة بصيلات في العام الواحد، لتشكل بعد خمس سنوات كتل وحزم ضخمة تحتاج الى تفكيكها وزراعتها من جديد، مشيراً إلى أن لبصيلة الزعفران أهميتين اقتصاديتين الأولى والأهم على الإطلاق توفر البصيلة نفسها التي تباع كبذرة، خاصةً مع ندرتها، بعد قيام دول تعد من أكبر الدول في إنتاج الزعفران مثل إيران والمغرب بمنع تصدير البصيلات، حيث تصدر بكميات قليلة جداً من أسبانيا، أمّا الأهمية الأخرى فهي إنتاج الزعفران الأحمر الخام الذي تنتجه البصيلة، متطلعاً أن تتجاوز كمية الزعفران الخام من مزرعته الحالية بنفس العدد الحالي من البصيلات 20 كيلوجرامًا خلال عامين. ليست مستحيلة وعن فكرة المشروع أوضح الصعب أنه عمل أبحاث ودراسات مستفيضة استمرت لأعوام وسافر لعدد من الدول التي تشتهر بزراعة الزعفران، فاكتشف أن زراعته ليست مستحيلة لدينا، بل إنه من أسهل المنتجات الزراعية، وأرضنا وأجواؤنا خاصةً المنطقة الوسطى من أكثرها ملاءمة لزراعته، وأن كل ما يعيق زراعته هيبته وقلّة المعلومات لدينا، ورسوخ فكرة خاطئة في أذهان البعض أن الزعفران لا يزرع إلاّ في أجواء وأنواع من التربة في الدول الباردة أو المطيرة، مؤكداً على أن زراعة الزعفران سهلة جداً ومن الزراعات سريعة الاستجابة والمقاومة للأجواء والمناخات المتقلبة، بل ومن أقل المزروعات استهلاكاً للمياه مما يتوافق مع رؤية المملكة، بل إنه يوقف عنه الماء ستة أشهر متواصلة بشكل نهائي، وفي عز أشهر الصيف، بحيث توقف عنه السقيا نهائياً من بداية أبريل إلى نهاية شهر سبتمبر وبداية أكتوبر ليبقى على شكل بصيلات في حالة بيات تحت التربة تستعيد حياتها مع بداية الموسم ومن أول سقيا. ثالث دولة وقال الصعب: إنه متى ما توفر الدعم ونشر ثقافة زراعة الزعفران، واستطعنا المضي في توفير بصيلات الزراعة -التي تعد العائق الوحيد- ستصبح المملكة واحدة من أهم البلدان المنتجة للزعفران، إذا ما علمنا أن المملكة تُعد ثالث دولة بعد الصين والهند في استيراد هذا النوع من التوابل، حيث نستورد ما قيمته مئة مليون ريال سنوياً، مضيفاً أن الصعوبة الوحيدة في التعامل مع الزعفران تتمثل في فترة القطف المحدد في فترة زمنية وساعات محددة دقيقة جداً، فالزهرة التي تظهر في موسم معين ولها فترة محددة يجب أن تقطف يومياً في الفترة ما بين ظهور نور الصباح إلى الساعة السابعة صباحاً قبل أن تتفتح الزهرة وترتفع عليها الشمس، والتي تسبب تبخر الغازات الطيارة التي يعتمد عليها الزعفران طعماً ورائحة ولون، لافتاً إلى أنه بعد القطف يبدأ استخراج المياسم -خيوط- الزعفران الحمراء مباشرة، ذاكراً أنه تنتج الزهرة الواحدة ثلاث مياسم فقط تجمع وتوضع في فرن التجفيف لمدة 20 دقيقة فقط، يعبأ بعد ذلك في عبوات زجاجية تغلق بشكل جيد ويترك لمدة تتراوح من 45 إلى 60 يوماً ليكتسب الرائحة والطعم، ويكون جاهزاً، حيث يقطف بلون فقط دون رائحة ولا طعم. 50 عاملاً وذكر الصعب أن فترة القطف تتطلب عددًا كافيًا من العمال ويحتاج على سبيل المثال الخمسة هكتارات إلى 50 عامل قطف وخمسة عمال لجمع وفصل خيوط الزعفران من الزهرة ونشرها، وذلك من أجل إنجاز العمل في الوقت المحدد، متفائلاً بقوله: قادرون بمشيئة الله بهمة السعوديين على وصول مملكتنا إلى مرحلة الاكتفاء، ونتطلع قريباً إلى جعل المملكة من الدول المصدرة له لا المستوردة، خاصةً أن مشكلتنا تكمن في توافر "كرمات" الزراعة والتي سنتجاوزها قريباً، خاصةً أن الكرمة وكما قلنا تتضاعف في العام إلى سبعة أضعاف بل أكثر. عينات الزعفران الخام صالح الصعب بصيلة جاهزة للزراعة