لم يكن من المتوقع أن نشاهد شجرة الزعفران على الطبيعة بمنطقة الجوف، بل إنه لم يخطر على بال الكثير من المزارعين تجربة ذلك أو كيفية الحصول على بذور الزعفران لصناعته. حيث كان من المستحيل لدى مزارع الجوف أن يقوم بزراعة الزعفران هذا المنتج الذي تتحكم بزراعته وتصديره كل من إيران وأسبانيا . يقول د. نواف الراشد: كان الآباء والأجداد يقولون لنا في التسعينات عندما ذهب الناس للمزارع خارج النطاق العمراني وتركوا بساتين المدينة :(عن أي مزارع تتحدثون والله لو تزرعون زعفران) وهذه «كناية عن استحالة زراعة الزعفران بالمملكة بشكل عام والجوف بشكل خاص، ويضيف د.الراشد: ومنذ ذلك التاريخ وأنا أحلم بزراعة الزعفران بالجوف حتى جاورني صاحب السمو الأمير منصور بن عبدالله بن عبدالرحمن ، وكنا نتحدث عن ضرورة زراعة أي شي يخطر على البال في الجوف . ويضيف : طلبت من سموه احضار بذور(بصيلات) الزعفران وقد أهداني مجموعة من البذور (بصيلات) وزرعتها بمزرعتي في 1|12|1432ه وقد بدأت بالإزهار خلال أسبوعين حيث تنبت الزهرة وفيها ثلاث شعيرات زعفران وعملية الجني أن تقطف الزهرة ثم تستخرج منها شعيرات الزعفران وبعد فترة وجيزه تنبت مكانها زهرة أخرى وهكذا . وأكد د. الراشد أنه وبهذه التجربة ثبت أن منطقة الجوف صالحة لزراعة الزعفران، داعياً المزارعين إلى التوجه لزراعة هذه النبتة الثمينة وجعلها مصدر مالي واتجاه اقتصادي تتحول بها الزراعة بمنطقة الجوف إلى نجاح لا محدود .وكانت (الجزيرة ) قد حضرت لمزرعة د.الراشد ، و تذوقت أول فنجان من القهوة بنكهة زعفران الجوف .