في إطار إحدى الحملات الدعائية التي قامت بها جهة معينة، تم استقطاب مجموعة من الضيوف لمشروعها، ووضعت تصنيفًا لزوارها بعنوان "نجوم المجتمع" إلا أن اللافت للنظر هو أن النجم الوحيد الظاهر في اللقطات كان أحد لاعبي كرة القدم، مما يوحي -سواءً كان ذلك بقصد أو دون قصد- بأن النجومية الوطنية محصورة في الرياضيين، متجاهلة بذلك التنوع الغني في أوساط مجتمعنا. بينما تعتبر الرياضة وسيلة فعالة لجذب الجمهور، فإن حصر النجومية في الرياضيين فقط يعكس نقصا في فهم واقع المجتمع وتعدديته، يمكن لهذه الجهة وغيرها استضافة الرياضيين، إلا أن العبارة الأكثر دقة، والحالة هذه، ستكون "نجوم الرياضة". وعند رغبة المنشأة لاستخدام مصطلح "نجوم المجتمع" ينبغي استضافة نجم أو أكثر من كل فئة مجتمعية. نجوم المجتمع يتواجدون في مجالات متعددة، تشمل: الفنون، التكنولوجيا، الإعلام، الأدب، الثقافة، الطب، والعلوم، بالإضافة إلى العمل الاجتماعي. هؤلاء الأفراد وغيرهم يسهمون بشكل كبير في تطوير المجتمع وتحسين جودة الحياة، ويستحقون تسليط الضوء عليهم. ومع ذلك نجد أن بعض المؤسسات تفضل استقطاب أشخاص تضعهم على هرمها الإعلامي يركزون بشكل أساسي على الرياضة، مما يؤدي إلى تعزيز صورة ضيقة عن المجتمع. هؤلاء الإعلاميون غالبًا ما يأتون من خلفيات رياضية، ويفتقرون -في كثير من الأحيان- إلى العمق الثقافي، مما يروج لمفاهيم محدودة تعكس اهتمامات رياضية بحتة، ويخدم مصالح ألوان أنديتهم المفضلة. هذا التركيز يمكن أن يخلق انطباعًا خاطئًا بأن نجاحات الوطن وتميزه محصورة في عالم الرياضة فقط، مما يؤثر سلبا على طموحات الأجيال الجديدة. لذا من الضروري أن تتبنى الحملات الدعائية رؤية أكثر شمولية، تعكس التنوع الغني في بلدنا المتعدد المواهب، وبالتالي يتطلب من المؤسسات أن تسعى لتضمين شخصيات من مختلف المجالات، مما يسهم في بناء صورة متكاملة تعكس الحياة الاجتماعية والثقافية، وتنصف وطننا المتألق بتعدد مكوناته النخبوية. بصيرة يتطلب منا توسعًا في إعادة تعريف "نجوم المجتمع"، والتركيز على التنوع الذي يعكس حقيقة المجتمع ويعزز من التواصل الفعال مع جميع فئاته، فتجاهل المنشآت لمجموعة واسعة من الشخصيات التي تسهم في تشكيل الثقافة والفكر والفنون هو أمر مجحف، وينقص من تقدير وطن يبرز في مجالات عديدة نفخر بها. وعندما يتم التركيز فقط على فئة دون أخرى، فإننا نغفل الأدوار الحيوية التي تلعبها فئات وطنية أخرى تستحق الاحترام والتقدير.