القصف يصل عكار ويردي تسعة قتلى استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية ضاحية بيروتالجنوبية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بعد تعليمات أصدرها الجيش الإسرائيلي لإخلاء أربعة أحياء فيها، وشوهدت أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من الأحياء المستهدفة المتاخمة لبيروت، فيما تردّد صدى الانفجارات في العاصمة. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن أكثر من 10 «غارات عنيفة» على الضاحية الجنوبية. وقبل تنفيذ الغارات، قال المتحدث باللغة العربية باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة (إكس) «من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء المباني وتلك المجاورة لها فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر»، مشيرا إلى أربعة أحياء سيتم استهدافها. وفي أحياء الضاحية التي غادرها معظم سكانها بعد تصعيد الحرب بين «حزب لله» وإسرائيل، سُمعت أصوات إطلاق نار كثيف في الهواء بهدف التنبيه إلى ضرورة الإخلاء، وفقا لشهود عيان. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن غارة إسرائيلية الاثنين على بلدة في منطقة عكار في أقصى شمال البلاد أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل في هجوم يعد واحدا من الأكثر بعدا من الحدود اللبنانية- الإسرائيلية منذ بدء الحرب بين إسرائيل و»حزب لله». وأفاد مصدر أمني بأن المبنى الذي دمّرته الغارة كانت تقطنه عائلة نازحة من جنوبلبنان، مشيرا إلى أن الشخص المستهدف هو أحد أفرادها وعضو في «حزب لله». وجاء في بيان وزارة الصحة اللبنانية أن «غارة العدو الإسرائيلي على عين يعقوب - عكار أدت في حصيلة أولية إلى سقوط ثمانية قتلى وإصابة أربعة عشر آخرين بجروح». وردا على سؤال، قال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت «إرهابيا في حزب الله» وإن الصاروخ المستخدم فيها إنما كان الهدف منه تجنّب إلحاق الضرر بمدنيين. وأكّد رئيس اتحاد بلديات المنطقة التي تتبع إليها القرية روني الحاج أن الغارة استهدفت «منزلا من طابقين يقطنه نازحون»، مضيفا أن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة البعيدة أكثر من مئة كيلومتر عن حدود لبنانالجنوبية. وقال المسؤول المحليّ إن «عملية رفع الأنقاض لا تزال مستمرة». كما قالت الصحة اللبنانية أن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أودت بحياة 3243 وأصابت 14134 منذ 7 أكتوبر 2023. من جانبه قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في تصريح لصحيفة «الجمهورية» المحلية، نشرته الثلاثاء، إن موقف لبنان من أي تسوية هو «وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بلا حرف زائد أو حرف ناقص». وفي معرض رده على سؤال للصحيفة بشأن ما تطرحه إسرائيل «من حل بشروطها وتسوية لمصلحتها»، قال بري: «موقفنا واضح؛ وقف إطلاق نار وتطبيق القرار 1701. ثمّ هل من عاقل يعتقد أننا سنوافق على تسوية أو حل يحقق مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته؟». وأضاف: «في سبتمبر الماضي طرح الفرنسيون مبادرة مشى فيها الأميركيون ووقّعت عليها مجموعة كبيرة من الدول، وتمّ إطلاقها على شكل نداء لإنهاء الحرب، والجميع استجابوا لهذا النداء باستثناء أسرائيل التي وحدها لم تستجب لذلك ونسفت هذا المسعى. والآن هذا النداء أصبح وراءنا ولا عودة له، حيث أنّ المطلوب هو وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بلا حرف زائد أو حرف ناقص. وهذا ما اتفقنا عليه مع هوكشتاين». ورداً على سؤال عن إعلان وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس أنّ إسرائيل انتصرت على «حزب لله»، أوضح بري «عن أي انتصار يتحدثون، هل انتصروا في غزة، 13 شهراً من الحرب على القطاع، ولم يتمكنوا من إعادة الأسرى، ولم يتمكنوا من حماس، بالعكس فإنّ حماس ما زالت تقاتل وتقاوم بشراسة، والأسرى الاسرائيليون ما يزالون لديها.» وأشار إلى أنه « في لبنان قاموا باغتيالات لقيادات «حزب لله» ودمّروا البيوت وهدّموا الأبنية المدنية وقتلوا المدنيين، فهل هذا انتصار، وهل انتصروا على أرض الواقع، وهل مكّنتهم هذه الاغتيالات وكل هذا التدمير والقتل من الانتصار؟» ورداً على سؤال عمّا يُحكى عن قلق إسرائيل من صدور قرار ضدّها في مجلس الأمن الدولي، قال بري «ومتى احترمت إسرائيل قرارات مجلس الأمن، ومتى أقامت وزناً لها، ولو أنّها تحترمها وتقلق منها لكانت طبّقت سلسلة القرارات التي صدرت، ولاسيما القرار 242 و338، ولكانت احترمت القرار 1701 الذي خرقته لما يزيد عن 30 ألف مرة». يذكر أنه تم اعتماد القرار 1701 في عام 2006، بهدف وقف الأعمال العدائية بين «حزب لله» وإسرائيل. ولطالما أعلنت الحكومة اللبنانية الالتزام والاستعداد لتطبيق القرار 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني فور وقف إطلاق النار. من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء إنه أكد مجددا خلال اجتماع مع قادة الجيش أن إسرائيل ستواصل ضرب جماعة «حزب لله» اللبنانية بكل قوتها وأنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وقال في منشور على منصة إكس «في لبنان لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، سنواصل ضرب حزب الله بكل قوتنا». سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة تهز ضاحية بيروت (رويترز) مبانٍ متضررة من الغارات الإسرائيلية جنوببيروت (ا ف ب) مبنى دمرته غارات الاحتلال في منطقة الرويس (ا ف ب)