حذّر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه المسؤولين اللبنانيين من أن إسرائيل قد تشنّ حرباً على لبنان من أجل إعادة عشرات الآلاف من مواطنيها الى المنطقة الحدودية، وفق ما أعلن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب. وقال بو حبيب خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه نظيره الفرنسي في إطار جولة في المنطقة شملت إسرائيل "حذرنا (سيجورنيه) من أن الإسرائيليين قد يقومون بحرب، يعتبرون أنها لإعادة (سكان المنطقة الشمالية)" إلى منازلهم. وتابع "قلنا للفرنسيين إننا لا نريد حرباً" مع إسرائيل، بل "نريد اتفاقاً بواسطة الأممالمتحدة والفرنسيين والأميركيين.. نريد اتفاقاً معهم على (ترسيم) الحدود". ونبّه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين خلال لقائه سيجورنيه من أن "الوقت ينفد" للتوصل إلى حل دبلوماسي في جنوبلبنان، وأن "إسرائيل ستتحرك عسكريا لإعادة المواطنين الذين تم إخلاؤهم من منازلهم" إلى منطقتها الشمالية. ودعت جهات محلية ودولية عدة، أبرزها واشنطن، إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الذي عزز انتشار قوة اليونيفيل في جنوبلبنان إثر انتهاء حرب يوليو 2006 بين حزب الله وإسرائيل. وحظر القرار أي انتشار مسلح في المنطقة الحدودية خارج قوات الجيش واليونيفيل. وكرّر بو حبيب موقف السلطات اللبنانية لناحية التمسّك بالتطبيق الكامل للقرار 1701. وقال رداً على سؤال حول مطالب الجانب اللبناني "نقول ساعدونا لنجنّد حوالى ستة الى سبعة آلاف" شخص في صفوف الجيش. وتابع "نحن نطلبها ونجد ترحيباً" موضحاً "نريد عديداً إضافياً من أجل وضعهم في الجنوب والفرنسيون مهتمون بالأمر كثيراً"، نافياً أن يكون لذلك علاقة بمطلب إسرائيل انسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية. وشملت لقاءات الوزير الفرنسي كلاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وقائد الجيش جوزاف عون. وجاءت زيارته إلى بيروت في إطار جولته الأولى في المنطقة منذ تعيينه في منصبه والتي بدأها الاثنين من القاهرة، وشملت اسرائيل ورام الله والأردن. ويزور في الفترة الأخيرة مسؤولون غربيون لبنان، يحضون على ضبط النفس وتجنّب حصول تصعيد إضافي عند الحدود، والدفع باتجاه إيجاد حلول دبلوماسية. ومنذ بدء التصعيد، قتل 226 شخصاً في لبنان بينهم 166 مسلحا من حزب الله و26 مدنياً، ضمنهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل تسعة جنود وستة مدنيين. إلى ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي ، إصابة اثنين من جنوده بجروج طفيفة جراء قذائف أُطلقت من جنوبلبنان . وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان صحفي أوردته قناة "أي 24 نيوز" الإسرائيلية، إن "مسلحين أطلقوا عدة قذائف باتجاه مارجاليوت في شمال إسرائيل. وبعد الهجوم، انطلقت صفارات الإنذار لتحذير السكان من التهديد الوشيك، وردت مدفعية الجيش الإسرائيلي وأصابت مصادر النيران". وتابع البيان"نتيجة للهجوم، أصيب جنديان من الجيش الإسرائيلي بجروح طفيفة وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي وقد تم إخطار عائلاتهم". ووفق القناة، "استهدفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش الإسرائيلي قاعدة عسكرية لحزب الله بالقرب من مروحين في جنوبلبنان، كما هاجمت طائرات الجيش الإسرائيلي خلال الليل منشآت عملياتية لحزب الله بالقرب من ميس الجبل، في جنوبلبنان أيضًا، كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي عدة مواقع في جنوبلبنان ". من جهته أعلن حزب الله في بيان أن عناصره استهدفوا التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة بالأسلحة المناسبة. واستهدف الطيران الحربي والمدفعية الإسرائيلية عددا من المناطق جنوبلبنان. وكان "حزب الله" قد أعلن في بيانات منفصلة سابقة أن عناصره استهدفوا "ثكنة راميم" الإسرائيلية بصاروخي بركان، واستهدفوا جنوداً إسرائيليين في محيط موقع "جل العلام" الإسرائيلي بصاروخ فلق واحد. كما استهدفوا تجمعاً للجنود الإسرائيليين في محيط "ثكنة راميم" الإسرائيلية بالأسلحة الصاروخية. وبعد ظهر الثلاثاء استهدف عناصر "حزب الله" موقع "المرج" الإسرائيلي وانتشارا للجنود الإسرائيليين في محيطه بالقذائف المدفعيّة. كما استهدفوا مقر قيادة كتيبة "بيت هلل" الإسرائيلية التابع للواء الإقليمي الشرقي 769 بالأسلحة المناسبة. وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي بعد ظهر امس غارة جوية استهدفت بلدة "حولا" جنوبلبنان، بحسب ما أعلنت " الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية. ونفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي امس غارتين بالصواريخ استهدفتا منطقة "اللبونة" جنوبي بلدة "الناقورة" وأطراف بلدة "رامية - جبل بلاط" جنوبلبنان، كما نفّذ غارة استهدفت بلدة "طير حرفا" جنوبيلبنان. يذكر أن المناطق الحدودية جنوبلبنان تشهد توترا أمنيا، وتبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله وعناصر تابعة للفصائل الفلسطينية في لبنان، منذ الثامن من إكتوبر الماضي بعد العدوان الإسرائيلي على غزة.