كان يتعامل "موسيقار الأجيال" مع الفن بكبرياء أنيق وقيمة مأخوذة من الأساطير، لذلك جاءت ليلة روائع الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، بتلك الكرم في العبقرية، كانت ليلة مترفة بالنغم الشرقي الأصيل. برعاية الهيئة العامة للترفيه، وتنظيم «بنش مارك» على مسرح «أبو بكر سالم بلفقيه»، وذلك بحضور عدد من نجوم الفن والإعلام وسفراء ومسؤولين ومثقفين وفنانين من الوطن العربي، إضافة إلى الجمهور الغفير الذي ملأ جنبات المسرح وساهم في كمالية نجاح الحفل. الذي شارك فيه أيضاً، أبرز الأصوات العربية، بينهم ماجد المهندس وصابر الرباعي وميَ فاروق ونور المهنا ومحمد ثروت. ذاكرة محمد عبدالوهاب لم تتلخص في التلحين والغناء لمصر، لكنها ساهمت بفعالية في بناء الأرضية الفنية والتنوع الراقي على مستوى الفن العربي، حيث كانت ثقافة عامرة بالنجاح. جاءت بها الهيئة العامة للترفيه، لتحتضن من خلالها عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، ذكريات الأوائل وعبقرية السمع، عندما قدمت إرثاً ضخماً من الألحان والموسيقات التي تغنى فيها خمسة فنانين، بحفلة تاريخية تميزت بالاحترافية والدقة، بمشاركة فرقة أوركسترالية شارك فيها "150" عازفاً بقيادة المايسترو الكبير وليد فايد، والتي قدمت عددًا من المقطوعات الموسيقية الوجدانية، بينها موسيقى الأخبار السعودية، مسترجعاً ذكريات غارقة في الوجدان. وديكورات أخذت طابعاً كلاسيكياً ينتمي في تصميمه إلى حضارة مصرية قديمة، ليتمكن الجمهور من المواءمة بين الذائقتين السمعية والبصرية. وكان المايسترو وليد فايد، قد افتتاح الحفل بموسيقى مقدمة "عاشق الروح"، قبل أن يفتتح الغناء الفنان التونسي صابر الرباعي بأغنية "يا مسافر وحدك"، ليردفها بأغنية "كل ده كان ليه"، ثم الفنان القدير محمد ثروت، مقدماً "لما أنت ناوي تغيب على طول"، "أمتى الزمان يسمح يا جميل"، "خايف أقول اللي في قلبي" وأغنية "أهواك"، قبل دخول الفنانة ميّ فاروق لتقدم، "أغدًا ألقاك"، بعدها جاءت فكرة الاستراحة والتي هيجت ذاكرة الجمهور بعرض موسيقي لشارة الأخبار السعودية قبل أكثر من "45" عاماً.. محمد زكي حسنين: لولا اهتمام تركي آل الشيخ لما وصلنا لهذا النجاح والصدى الواسع الفنان السوري نور مهنا، عبقري الأداء، قدم وصلة تتواءم شكلياً وحسياً مع تلك الألحان المبتكرة، مقدماً "فكروني"، "مضّناك"، بشكل أعاد ذكريات التسعينات ونجومية نور مهنا للواجهة، وسرّد من أغانٍ باتت في الوجدان العربي بينها، "وحشتني".. تلك الأضواء الساحرة والأجواء المعتدلة، والألحان الخالدة، اجتمعت الأرواح المحبة للفن الأصيل في ليلة استثنائية للاحتفاء وإرث متجدد، هنا يعود صابر الرباعي ليقدم أسطورية "دارت الأيام"، ثم ميَ فاروق في أغنية "لولا الملامة"، وأمل حياتي"، قبل أن يصعد النجم ماجد المهندس، ليسرح بصوته في عدد من الأغاني منها "فاتت جنبنا"، "أنت عمري"، "من غير ليه". قبل ذلك في وقت الاستراحة، جاء تكريم ابنة الموسيقار محمد عبدالوهاب من الأستاذ زكي حسنين، قدمها الإعلامي الرائع سامي جميل، كانت لحظة مليئة بالشجن وعاطفة الأمس. لتسترجع ذاكرة محمد عبدالوهاب، الذي يُعد ركيزة أساسية من مثقفي العرب الموسيقيين وأكثرهم تأثيراً في القرن العشرين، حيث لعب دورًا جوهرياً خلال أجيال ماضية، في تطوير الموسيقى العربية وتخليدها نغماً، إذ أودع عبدالوهاب أعمالًا غنائية خالدة تُعد من أعمدة التراث الموسيقي العربي، حيث أضفى على الموسيقى لمسات أخرجتها من الإطار التقليدي، وحافظت على روحها العربية الأصيلة. يقول الأستاذ محمد زكي حسنين، الرئيس التنفيذي لبنش مارك: أن نجاح "روائع الموسيقار محمد عبدالوهاب"، وبلوغ صداها على نطاق واسع، لم يكن ليتحقق دون متابعة واهتمام وإشراف مباشر من معالي المستشار الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه"GEA"، وهذا ما يعكس اهتمام معاليه بالفنانين والمبدعين الذين أثروا وساهموا في مسيرة الفن العربي.