لم تكن ليلة الروائع العبقرية للملحن محمد الموجي عادية، كانت مترفة بالنغم الشرقي الأصيل والأفكار الموسيقية، التي تنم عن سمت الإبداع. كانت تلك الليلة «روائع الموجي»، برعاية الهيئة العامة للترفيه بالتعاون مع هيئة الموسيقى، وبرنامج جودة الحياة، وتنظيم «بنش مارك» على مسرح «أبو بكر سالم بلفقيه»، والتي تأتي ضمن برنامج «تقويم الرياض»، بحضور معالي المستشار أ. تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، ومعالي نائب وزير الثقافة أ. حامد بن محمد فايز، والرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة خالد البكر، وعدد من نجوم الفن والإعلام وسفراء ومسؤولين ومثقفين وفنانين من الوطن العربي ورجال الإعلام، إضافة إلى الجمهور الغفير الذي ساهم في كمالية نجاح الحفل. ذاكرة الموجي لم تتلخص في التلحين والغناء لمصر، لكنها ساهمت بفعالية في التنوع الراقي على مستوى الفن العربي، حيث كانت ثقافة مليئة بالنجاح. احتضنت من خلالها عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض ذكريات عبقرية سمعية، قدمت من خلالها إرثاً ضخماً من الألحان والموسيقات التي تغنى فيها سبعة فنانين، في حفلة تاريخية تميزت بالاحترافية والدقة ومشاركة «130» عازفاً، مستوحية في ديكورات المسرح طابعاً كلاسيكياً ينتمي في تصميمه إلى عقود ما قبل الثمانينات من القرن الماضي، ليتمكن الجمهور من المواءمة بين الذائقتين السمعية والبصرية. حيث استعرض الموسيقار وليد فايد من خلال فرقته إبداعات أسطورة اللحن وإنتاجه الذي خط به النوتة الموسيقية العربية بمجموعة من الموسيقات والألحان العبقرية، مشتركاً مع عبدالحليم، في فورة التجديد الفني في مصر، وانطلقت بعد هذه التفاصيل أغنية «جبار» بصوت النجم التونسي صابر الرباعي، إضافة إلى «صافيني مرة»، و»كامل الأوصاف»، و»قارئة الفنجان»، وعدد من الأعمال الغنائية المميزة. الموجي الفلاح، الذي اتجه إلى القاهرة ليزرع في القلوب أنغامًا خالدة، عادت في ساعات مليئة بالشجن في حفلة الرياض التي استذكر فيها الجمهور رموز الغناء العربي، مثل «كوكب الشرق» أم كلثوم عبر أغنيتها «اسأل روحك»، للصبر حدود»، والشاعر الأمير عبدالله الفيصل من خلال قصيدته «يا مالكاً قلبي»، وطلال مداح بأغنية «لي طلب» التي كتبها الأمير بدر بن عبدالمحسن، وفايزة أحمد التي اشتهرت بصوتها في رائعة «أنا قلبي لك ميال»، و»يمه القمر عالباب» والتي أجادت فيها الموهوبة السعودية زينة عماد، إضافة إلى مجموعة من الأعمال التي وثقتها الذاكرة بألحانه وكتبها أبرز الشعراء العرب، وتغنى بها أفضل الفنانين. واكتملت لوحة الفن والنغم في الأمسية التي تعد واحدة من أكثر الأمسيات العربية، أهمية خلال الفترة الأخيرة بتسلم أسرة الفنان الراحل درعاً تذكارية من الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه المهندس فيصل بافرط، ومشاركة نجله الموسيقي يحيى الموجي الذي وزع موسيقات الحفل وشارك الموسيقار العالمي رمزي يسّي في وصلة موسيقية أبهرت الجمهور. في تلك الليلة، سادت الأجواء الموسيقية، وارتقت بوجودها في مدية الرياض، مقصد المثقفين والموسيقيين، استعادت فيها ذاكرة الفن الشرقي، وعدداً من الأغاني التي تمثل جزءاً من تاريخه. إذ شكلت ليلة الموجي طابعاً مختلفاً عن بقية الحفلات، بمشاركة صابر الرباعي، وأنغام، وزينة عماد، وعبادي الجوهر، وشيرين عبدالوهاب، وماجد المهندس، ومي فاروق، إضافة إلى قائد الأوركسترا الموسيقار وليد فايد. يذكر أن ليلة الاحتفاء بذاكرة «روائع الموجي» سبقتها مجموعة من الاستعدادات والبروفات التي تمت بقيادة المايسترو وليد فايد، حيث تم تطبيق أكثر من «30» بروفة، وبث مباشر لبقية دول العالم عبر عشر قنوات فضائية، وثلاث إذاعات، ومنصتين رقميتين.