نخطئ حينما نحسب أن الأهلي الحالي ذلك الفريق التاريخي العظيم، ولكن بالواقع والمنطق الأهلي بعدما عاد من دوري الدرجة الأولى أصبح فريقاً جديداً يحتاج بكل تأكيد إلى بناء وصبر على حسب الخطة الموضوعة له تكون كمثال طويل المدى أو حتى قصيرة المدى. كما هو معلوم عن الجمهور أنه عاطفي، ويريد من إدارته ومدربه النهوض بفريقه ولو بطريقة سريعة توصله لطريق النتائج الإيجابية، وهذا شيء غير صحيح البتة، الوضع يحتاج إلى استقرار حتى يأخذ العمل وقته لكي ينضج تدريجياً، ومن بعدها تأتي النجاحات على حسب الخطط المرسومة. مشكلة الأهلي الحقيقية بالوقت الراهن هو عدم وضوح الرؤية حتى الآن، وتشعر أن الوضع القائم يسير بالتجارب «يا تصيب يا تخيب»، بمعنى أنهم لا يفكرون بالبناء الذي يستغرق منهم وقتاً لحصد ثماره، ولا هُم الذين يضعون خطة واضحة المعالم لكي يتشربها الجمهور على أنهم في مرحلة البناء، وليس فريقهم السابق الجاهز للمنافسة. الوضع الإداري في النادي الأهلي تائه وضائع ما بين شركة ربحية لم تقدم ما يرضي المشجع الأهلاوي الحزين، ولا شركة ربحية قائمة بدورها كما ينبغي، وكل هذه الأمور لها تأثيرها السلبي على المدرب واللاعبين، ونتائجهم المتأرجحة شاهدة على ذلك. حتى يعود الأهلي فريقاً بطلاً كما يتمنى عشاقه فعلى إدارته أن تتحلى بالواقعية أنهم لن يحققوا شيئاً إذا لم يبدؤوا من الصفر، ويفكروا من الآن وصاعداً بالبناء الصحيح وعدم الاستعجال على النتائج، من غير العمل بهذه القواعد سيراوح قلعة الكؤوس مكانه وستمتد فترة غيابه عن تحقيق البطولات ربما لسنوات عديدة ومريرة! معاناة الأهلي في هذا الموسم بدأت من معسكره الإعدادي المتواضع والذي جعلوه سيئاً على الصعيد الفني والبدني والنقص العناصري، بدايةً بالتفريط بالعنصر الأجنبي المؤثر مكسيمان وعدم تعويضه بلاعب يماثله بالمستوى والأداء، وبيع عقد لاعب محلي لنادي القادسية بحجم إمكانات وموهبة هيثم عسيري وهو يحتاجه في ظل رحيل الأول، وأصبح الأهلي خاليا من الاثنين وغدا مركزهما الجناح الأيسر شاغراً ويشغله مهاجم صريح مثل الدولي فراس البريكان! ختاماً: الخسارة من الجندل أحد الأندية التي تقبع بالمراكز الأخيرة بدوري يلو لأندية الدرجة الأولى التي كلفت الأهلي الخروج مبكراً من بطولة كأس الملك هي نتاج عمل وفكر إداري وفني وتخطيطي مبعثر! حسين البراهيم - الدمام