عكس فريق المجزل كل التوقعات الفنية التي كانت تشير إلى ابتعاد الفريق عن المراكز المتقدمة وسجل اسمه ضمن الثلاثة الأوائل في ترتيب هذا العام لدوري الدرجة الأولى وزاحم بقوة على خطف بطاقة الصعود بعدما كان يهدف لضمان البقاء والابتعاد عن وحش المؤخرة وإذا هو يجد نفسه على مرمى حجر من الصعود لدوري الدرجة الممتازة "دوري عبداللطيف جميل للمحترفين"؛ ووصل المجزل للمركز الثالث من 17 مباراة لعبها محققاً 31 نقطة من 8 انتصارات و7 تعادلات وهزيمتين فقط وتفصله نقطتان عن المتصدر فريق "ضمك" ويبتعد عن المركز الرابع "العروبة" بخمس نقاط وتبقى له 13 جولة ليتحدد مصيرة؛ ويسير الفريق في الوقت الحالي بالاتجاة الصحيح ويتطور من مباراة إلى اخرى ويقدم مستوى فنيا رفيعا بالرغم من الميزانية القليلة التي دفعتها الإدارة في تجهيز الفريق عكس الفرق الأخرى التي دفعت أموالا طائلة ومراكزها متأخرة في الترتيب ومهددة بالهبوط، وضرب بذلك أروع الأمثلة في العمل الإداري من حيث التخطيط السليم والتنظيم المثالي والفكر الاحترافي ويتميز النادي بوجود كفاءات إدارية وفنية عالية المستوى لذا انعكس العمل الدؤوب على نتائج الفريق وبأقل المصروفات المالية واكتسح الفرق التي لها باع طويل وخبرة عريضة في دوري الدرجة الأولى؛ "الميدان" يكشف خبايا المجزل ويقلب أوراقة في هذا التقرير إليكم: تخطيط مبكر في بداية الأمر حرصت إدارة المجزل منذ نهاية الموسم الماضي على تلافي الأخطاء السابقة وتجهيز الفريق بشكل جيد لخوض غمار منافسات الموسم الحالي بكل قوة، وركزت الإدارة في المقام الأول على ضمان البقاء كون الفريق صعد لمصاف الدرجة الأولى في الموسم الماضي وتنقصه الخبرة في التعامل مع أجواء الدوري بكافة تفاصيله، وكان التخطيط في البداية على الاستقرار العناصري لبناء فريق متجانس يحقق التطلعات والأهداف لعدة مواسم ومن ثم المنافسة على الصعود؛ إذ تعاقدت إدارة النادي مع العديد من الاسماء الشابة وكذلك اصحاب الخبرة لتكوين خليط من الحيوية والخبرة بالإضافة للأسماء السابقة الموجودة في الفريق كما وقعت مع جهاز فني بقيادة المدرب التونسي الناصر النفزي. تسجيل وتنسيق أبرمت إدارة المجزل وبدعم مع أعضاء الشرف العديد من الصفقات المحلية وصل عددها إلى 8 لاعبين، تم التوقيع معهم وهم الحارسان عمر بدران ونواف العتيبي والظهير الأيسر محمد الدوسري ولاعب المحور نايف منصور ومنصور القميزي والمدافع سعد الديداني والتجديد مع اللاعب ماجد الزهراني بالإضافة لجلب المهاجم البرازيلي ليوناردو الفيز، وفي المقابل تم تنسيق 9 لاعبين من قائمة الفريق الأول بعد التقييم الفني لمستواهم في الموسم الماضي وعدم الحاجة لهم. معسكر الشرقية أقام الفريق معسكر إعدادي قبل بداية الموسم في المنطقة الشرقية واستمر لقرابة الاسبوعين تعرف من خلاله المدرب على إمكانيات اللاعبين وحرص على تجهيزهم من خلال التدريبات الصباحية والمسائية المتنوعة بين صالات الحديد والملاعب وخاض أربع مباريات ودية للثبات على الاسماء النهائية وزيادة الانسجام والتأقلم بينهم، لا سيما بعد أن سجلت في قائمة الفريق اسماء كثيرة، ويعد معسكر الشرقية ناجحاً قياساً بالجاهزية البدنية للاعبين وحضورهم الذهني في المباريات. بداية بحذر وضحت نية المجزل منذ انطلاق صافرة البداية في الابتعاد عن المراكز المتأخرة والوصول لمناطق الأمان، إذ لعب الفريق بحذر وتوازن بين الدفاع والهجوم دون المبالغة الهجومية، وحقق الفريق أول انتصار في أول مواجهة مع الرياض"4-3" وتبعها تعادل سلبي مع الفيحاء وانتصر على النهضة "2-1" وتعادل مع العروبة "2-2" وتعادل سلبياً ضد الشعلة وانهزم أمام ضمك "1-2" وعاد وانتصر على النجوم "3-2" ثم تعادل مع الدرعية"2-2" وهو التعادل الذي فك الارتباط مع المدرب التونسي الناصر النفزي حيث هزت النتائج الماضية ثقة الإدارة في المدرب وسارعت على الغاء عقدة بالتراضي بعدما فشل في توظيف اللاعبين داخل الملعب إذ سادت العشوائية في الفريق واخفق في المباريات التي خاضها خاصةً في الدقائق الأخيرة. تونسي بديل سارعت الإدارة برئاسة أحمد العبدالله في التعاقد مع المدرب التونسي محمد العالج ليقود الفريق الأول، وجاء اختيار العالج بناءً على تاريخة الكبير مع الأندية السعودية إذ عمل كمساعد مدرب لأندية النهضة والخليج والرائد وساهم معهم في الصعود للممتاز، كما أنه عمل مع الجهاز الفني للمنتخب السعودي الأولمبي، وقطعت خبرة المدرب ومعرفته باللاعب السعودي والفرق السعودية شوطاً كبيراً في مشواره التدريبي مع المجزل حيث نقل الفريق بشكل لافت وزرع في اللاعبين الروح والقتالية حتى أوجد الفريق في مراكز المقدمة المنافسة على الصعود. الدعم المالي ناشد محبو النادي على ضرورة الدعم المالي لمساعدة الفريق في مواصلة مشوارة وتحقيق حلم الصعود لدوري الممتاز، ولعل النتائج الإيجابية التي حققها وبات على مقربة من خطف احدى بطاقتي التأهل تتطلب من جميع اعضاء الشرف ورجال الأعمال وقفة بجانب الفريق ودعمه مادياً لتسهيل مهمة الإدارة في توفير مبالغ الرواتب والمكافآت لتتكلل المجهودات العظيمة بالفرحة الكبرى وهي الصعود لدوري الكبار ؛ وشهدت الأونة الأخيرة تحركات خجولة من بعض اعضاء الشرف إذ قدم عضو شرف حبيش الحبيش دعما ماليا يقدر ب10 آلاف، وبخمسة آلاف ريال قدم علي الصبيح دعما مالياً ايضاً وبمثل المبلغ ساهم إبراهيم العثمان بتقديم الدعم، إلا أن هذه المبالغ تعتبر متواضعة قياساً بمصروفات النادي إلا أن تحركهم ومساهمتهم لو بالمبالغ البسيطة تشجع البقية على التفاعل؛ يذكر أن عضو الشرف ابراهيم السلطان يقدم سنوياً مبلغ 100 ألف ريال لخزينة النادي. الرئيس لا نفكر في الصعود أوضح رئيس مجلس إدارة نادي المجزل أحمد العبدالله "للميدان" أن الفريق لا يفكر بالصعود في الوقت الراهن إطلاقاً والعمل قائم وفق تخطيط مبني لسنوات قادمة وليس لموسم أو موسمين، مؤكداً أن الإدارة تفكر منذ الصعود للدرجة الأولى في اعداد فريق قوي يحقق كافة الأهداف التي وضعناها في خطتين بعيدة المدى وقريبة المدى لذا تم التعاقد والتجديد مع العديد من اللاعبين الذين سيفيدون الفريق فنياً كما تم تنسيق أكثر من لاعب لعدم الفائدة الفنية منهم. وأضاف: الجولات المتبقية تتغير فيها كافة المراكز وقد يصعد الأخير ويتراجع الأول فدوري الأولى لا يقبل التوقعات وتتغير فيه موازين القوى، ولآخر جولة لا تعلم من الصاعد ومن سيهبط فالدوري هذا العام قوي جداً، ومن اهم اسباب قوة الدوري هم اللاعبون وخاصةً الأجانب فالأندية تفوقت بدرجة كبيرة في استقطاب اللاعبين المؤثرين مما ساهم في قوة الفرق وتقارب النقاط بينها. وشدد العبدالله أنه لا يطالب اللاعبين والمدرب في تحقيق الصعود إذ قال: دائماً أحث اللاعبين والمدرب ان المباريات المقبلة مجرد ثلاث نقاط فقط، ولا نفكر ابداً في الصعود ولا أحبذ أن نعيش مع اللاعبين في دوامة الحسابات وتحت الضغوط؛ هدفنا هو البقاء والحمد لله تحقق، والآن وجدنا أنفسنا في المركز الثالث، وهذا يعطينا دافعا على أن نلعب بعيداً عن الضغوط ولا نحمل اللاعبين فوق طاقتهم وإن قدر لنا وتمكنا من الصعود فالحمد لله، وإن لم يحالفنا الحظ فالمواسم القادمة حافلة بالخير. وقال أيضاً: المدرب السابق لم يوفق في العديد من المباريات وكان يفلت النقاط سواء بالتعادل أو الهزيمة في آخر أوقات المباريات ولا يستطيع المحافظة على النتيجة مما أضر نتائج الفريق وتمت إقالته على ضوء ما ذكرت آنفاً وتعاقدنا مع المدرب القدير محمد العالج الذي نجح لحد كبير والنتائج هي مقياس أي عمل والجميع شاهد التطور في الفريق ومواصلته للانتصارات. منقاش باقي تكة أكد مهاجم الفريق محمد منقاش أن فريقه قطع مسافة كبيرة في مضمار السباق نحو الصعود لدوري جميل ومتبقي 13 جولة بمثابة المنعطف الأخير، وكل الفرق منافسة ولها أمل سواء في الصعود أو البقاء، ودائماً المنافسة تكون صعبة وقاسية في الجولات الأخيرة التي يصعب فيها التعويض وتعتبر اللقاءات أشبه بالنهائيات ومباريات خروج المغلوب. وزاد: في الدوري هناك فرق تتفوق علينا بالاسماء المحلية والأجنبية وكذلك بالدعم المالي الكبير إلا أن كرة القدم لا تعترف بكل هذا العوامل ومقياس النجاح هو المستطيل الأخضر ومن يقدم المستوى ويحترم المنافس سيحقق أهدافه وينال طموحاته. وأردف: ندرك كلاعبين أن الصعود بات وشيكاً وعلى مقربة من الفريق وعلينا أن لا نفرط في الفرصة التي جاءت دون أن نتوقعها؛ كانت البداية في الوصول لمناطق الدفء ولكن بعدما رأينا ان الحلم سيصبح حقيقة لن نتنازل عنه ابداً. واختتم منقاش حديثه "للميدان": نتمنى أن يوفقنا الله ويحالفنا الحظ في قادم المباريات ونسعد جماهير المنطقة ومحبي النادي بالصعود بإذن الله.