ما الذي حدث لها، ما المرض الذي أصابها، ومتى بدأ، يعنيني فيما أقول كلمات الأغاني، متى اختفى الشعر من أغانينا، ولماذا أصبحت سطحية ومباشرة، خالية من الاستعارة والصور الشعرية، هل أنا وحدي من يشعر بذلك، لست من الذين يعشقون البكاء على الماضي ويكرهون التجديد، وحين غنت فيروز لزياد أحببت فيروز زياد أكثر من فيروز عاصي. أتحدث اليوم عن الكلمات، فقط، بعيدا عن الأصوات والألحان، الأصوات دائما جميلة، هناك دائما أصوات جميلة، لكن الفقر في الكلمات هو ما يحزنني، وهو ربما ما يجعلني أعزف عن سماع الأغنيات الجديدة، هل تريدون أمثلة، لست بحاجة، أكبر المطربين والمطربات أصبحوا يغنون كلمات فجة وساذجة، معان تطرقت لها أغنيات قديمة، وكتبها شعراء عرفوا كيف يصلون إلى أعماقنا بكلمات تبدو سهلة لكنها كانت في غاية العذوبة والشاعرية. نعم هناك أغنيات قديمة كانت في غاية البساطة في كلماتها، لكنها لم تكن السائدة أو الرائجة على غيرها من الأغاني، والمطربون الذين كان العالم العربي كله يستمع إليهم غنوا لأكبر الشعراء وكان الرجل العامي في الشارع يردد تلك القصائد، لا أتحدث عن الشعر الفصيح فقط، ربما لذلك كانت الناس تتحدث برقة وبهدوء، طالعوا التسجيلات القديمة التي يتحدث فيها الناس العادية، لا أتحدث عن المثقفين أو الكتاب، أتحدث عن الألفاظ التي كان يستخدمها رجل الشارع وكيف تغيرت الآن وكيف أصبحت تعبيرات الجميع الآن، بعيدة عن الشعر، بعيدة عن الطراوة والحلاوة. لا أحب الحديث عن المؤامرات ولكن، لو أن هناك مؤامرة يمكن أن تعيد لنا بعض التعقيد في شعر أغانينا سأكون أول المشجعين والمعاونين. لا أبكي على الأطلال، وهناك الكثير من الشعر، لكنه متوار، بعيد، كتابه يقفون خارج مرمى النظر، لأن العيون لم تعد تراهم، من المسؤول..؟ لا أعرف. أريد أن أوضح أن لا يزال هناك أغان في منتهى الرقة والشعر والجمال بالرغم من بساطتها، الكلمات التي تكتبها منة عدلي القيعي بالنسبة لي مثل على ذلك، الطبلة دي، لا دا قلبي، بيدق ورا المقسوم. هل تختلفون معي، يمكنكم ذلك، وحتى في المثل الذي كتبته، يمكنكم أيضا، أنا أكتب وأنا أجادل نفسي أساسا، وإذا رجعت في كلامي سأعود وأعترف. لكن الآن أريد أن أرجو شركات الإنتاج، والمطربين الكبار الذين يمكنهم أن يختاروا، والملحنين الكبار أيضا أن يبحثوا عن الشعر في كلمات الأغاني التي تقدم لهم، وأن يعيدوا لنا الشعر في حياتنا عبر أغانيهم.