برزت اخيراً في الأغنية الشبابية ظاهرة الرجوع الى الأغاني القديمة فذهب بعض المغنين الشباب الى اعادة احياء تلك الأغاني عبر إدخال آلات عزف معاصرة وأدائها بطريقة مجددة، ما جعلها اغاني تبدو جديدة عند الشبان الصغار. والسؤال هو لماذا عاد البعض باتجاه الماضي لناحية سماع الأغنية، ما جعل الكثير من المغنين الشباب "يحدّث" ويحيي القديم، فهل هي الكلمات الجميلة التي خلدت تلك الأغاني ام هو التعب الذي اصاب الشباب من فوضى الصورة في الأغنية الشبابية؟ "مايز الضاهر" طالب في الثانوية العامة قال: "الأغنية الناجحة اسمعها في كل وسائل الإعلام وبشكل يومي، ولكني لا اعرف لماذا بعد فترة من ظهورها لا استطيع ان اسمعها وأحياناً اشعر بالكره تجاهها وكل هذه المدة تكون شهراً او شهرين، مع ان والدي يستمع الى اغانٍ قديمة بمتعة غريبة وقال لي انه سمعها في صغره، فما هي مشكلتنا لا اعرف". "سمر سليمان" طالبة في كلية الحقوق سنة ثانية قالت: "ان الأغنية هذه الأيام متشابهة من ناحية الألحان والكلمات وحتى بشكل المطربين الذين يعتمدون على الفوضى بالحركات واللباس، أو المطربات اللواتي يتشابهن بالماكياج، فأغنية هذه الأيام ليست بالكلمات والألحان كما الأغاني القديمة بل تعتمد على المطرب وشطارته بجذب اكبر عدد من المشاهدين قبل المستمعين. وأضافت: "أستمع حالياً الى بعض المطربين الشباب منهم فضل شاكر الذي اعاد ذكرى اغاني صباح والفنانة عفاف راضي بكلمات رائعة وألحان جديدة تخصه، فنكون امام مطرب شاب ولكن بكلمات قديمة لها حضورها ودفئها وتأثيرها في النفس". "جمال نوفل" صاحب محل لبيع الكاسيت والسي دي قال "جرت العادة انه حين يصدر الى السوق شريط جديد لأحد المطربين يتهافت عليه الصبايا والشباب لفترة معينة وخصوصاً عندما يتألق في الإذاعات او التلفزيون، وبعد فترة ينسى ويقل الطلب عليه، ونفتش نحن أصحاب المحال على الدارج والمطلوب لدى الشريحة الكبرى التي تشتري لتهدي او لتستمتع". وأضاف نوفل "في الآونة الأخيرة غنى بعض المطربين والمطربات اغاني قديمة لمطربات لم يعد الطلب على اغانيهن جارياً الآن وحققوا بالفعل مبيعات لا بأس بها حتى ان بعض الشبان الصغار لا يعرفون بالأصل ان تلك الأغاني قديمة وعادة ما اخبرهم ليعود بعضهم يسألنا عن المطربة او المطرب القديم صاحب الأغنية". "منال حبيب" صاحبة مكتبة لبيع القرطاسية وعمرها لا يتجاوز العشرين عاماً اخبرتنا "في السنوات الماضية كنت استمع لأي اغنية جديدة وأرددها رغماً عني في كثير من الأحيان نتيجة كثرة سماعها، ولكن الآن وفي هذه الزحمة من الأغاني لا استطيع التفريق بين الجيد والرديء وأحياناً قليلة تستطيع ان تميز، فعلى سبيل المثال اغنية "جرح تاني" للمطربة شيرين لا احد ينكر ان تلك المطربة تمتلك صوتاً جميلاً ومختلفاً عن الموجود فحتى ولو غنت من دون موسيقى تشعر ان لديها صوتاً جميلاً مثل المطربات القديمات". وأضافت "يقال عنا بأننا جيل الوجبة السريعة او جيل "السندويش" وهذا الكلام مشروع كوننا بالفعل لا نحب التفاصيل او "طولة السيرة" ويمكن ان ينطبق التشبيه على معظم حياتنا، ولكن في الأغنية المتعلقة بالذوق لا اعتقد ان الوجبة السريعة تمشي لأننا نمتلك ذوقاً رفيعاً، والعيب ليس فينا، فأنا استمع الى فيروز وزياد الرحباني ووديع الصافي أو مارسيل خليفة وفي منزلي كل اغانيهم. احياناً اردد اغنية دارجة اسمعها ولكن ليس بالضرورة ان اقتنيها في البيت، وحتى صديقاتي الآن يفتشن عن مطربين ومطربات غنوا في الماضي وبقيت كلمات اغانيهم خالدة حتى هذه اللحظات يرددها من يريد الشهرة من المطربين الشباب". اما "مجد عيدو" 25 عاماً معلم في إحدى مدارس التعليم الأساسي قال: "أستمع الى بعض الأغاني المميزة والتي تثبت حضوراً وطلباً دائماً من قبل الجمهور، ولكني لاحظت اخيراً رجوع بعض المطربين الشباب الى اعادة الأغاني القديمة لأنها اثبتت جدارتها من حيث الكلمات واللحن وبالفعل لاقت رواجاً عند الجميع".