أسفر انهيار سد أربعات إثر الأمطار الغزيرة في ولاية البحر الأحمر شمال غرب السودان عن مقتل 30 شخصا على الأقل، بحسب ما أعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وأفاد المكتب الأممي نقلا عن وفد حكومي زار الاثنين المناطق المتضررة نتيجة الانهيار بأن "30 شخصا لقوا حتفهم بسبب الفيضانات، لكن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون أعلى من ذلك بك ثير". وأضاف أن "عشرات الأشخاص في عداد المفقودين أو النازحين". ويقع سد أربعات على بعد حوالي 38 كيلومترا شمال غرب مدينة بورتسودان التي أصبحت العاصمة الفعلية للبلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو منذ أكثر من 16 شهرا. وبحسب "أوتشا"، تعرض السد "لأضرار جسيمة بسبب الأمطار الغزيرة، ما أدى أدى إلى تفريغ خزانه بالكامل"، وهو ما أسفر عن تضرر 70 قرية في المناطق المحيطة، دُمّر منها 20 قرية. وترجع أهمية سد أربعات إلى تخزين مياه الأمطار الموسمية وهو الخزان الذي تعتمد عليه بورتسودان في إمدادها بالمياه. وغالبا ما يشهد السودان أمطارا غزيرة تسبب السيول والفيضانات بين شهري مايو وأكتوبر من كل سنة، ما يلحق الأضرار بالبنى التحتية والمحاصيل ويشرّد عائلات بأكملها. والاثنين أعلنت وزارة الصحة مقتل 132 شخصا على الأقل في السودان نتيجة السيول والأمطار الغزيرة في 10 ولايات. وتركزت معظم الأضرار في الولايتين الشمالية ونهر النيل. ومنذ اندلاع المعارك في السودان، يُتّهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك القصف العشوائي لمناطق مأهولة بالسكان خلال النزاع الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص. كذلك اتهم الطرفان بنهب وعرقلة توزيع المساعدات الإنسانية، فضلا عن تدمير النظام الصحي الهش أصلا، وتوقفت الغالبية العظمى من العمليات الإنسانية في حين تغرق البلاد في "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة"، بحسب الأممالمتحدة.