توفي صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن، الذي كبرنا على قصائده العذبة التي تسللت إلي القلوب قبل الأذهان، وأشعلت فينا الحماس والوعي بحب الوطن، لقد فقدنا إضاءاتك أيها البدر، بوفاتك تنكست الحروف وكسرت الموازين وذبلت القصائد وتحجرت الدموع وكبدت المعاني وتكبدت القوافي تيتما برحيلك يا بدر السمو، جدة تبكي والرياض تفقد خلها فمن ذا الذي سيعزف للقصيدة لحنها ويشعل الأمسيات الأدبية والمهرجانات الوطنية بجمال القول أيها البدر. ذهبت روحك الطاهرة إلى بارئها وغابت عنا هيئتك الجميلة ذات الملامح العربية الأصيلة المكسوّة بابتسامتك العريضة ونظراتك المليئة بالحب والحنان لكل من حوله ومن يحيط به، نعم لقد ذهب دون عودة لكنه أبقى لنا رصيدا من شهد الحروف وهام السحب وما ينقش العصفور في تمرة العذق ورسالة من بدوي ولوحة ربما قصيدة وغيرها الكثير ما يجعله حيا في قلوبنا ما حيينا لقد آن للقمر أن يختفي وراء غيوم الموت وسحب الوفاة.. لقد حان للفارس أن يترجل عن صهوته. وحان للركن الشامخ أن يعانق الثرى وأن يسند ظهره على تراب وطنه الذي تغني ونظم أحلى القصائد وتغني بها كبار الفنانين حتى.. وصل إلى نهاية رحلته. بعد أن ملأ الدنيا شعرا ونثرا وحباً.. وأضاء سماء الوطن العربي ضياءً وإبداعا، أيها الراحل عنا: ها هي الحروف والكلمات يتيمة بعدك. وها هي المعاني والأشعار في مأتمها تبكيك.. وها هم محبوك وما أكثرهم يفتقدونك كما تفتقدك القصيدة، والثقافة ربما استطاع الموت أن يغيبك عنا ولكن حضورك الشعري لا يستطيع أن يغيبه الموت أو الزمن، سيظل خالدا فينا وفي كل الأجيال القادمة. وهي مشيئة الله الذي جعلك قدرا لذلك. وداعا يا بلبل الشعر، وداعا شاعرنا الأمير بدر بن عبدالمحسن، ورحمة الله تغشى روحك الطاهرة. لقد أحبك الناس حيا وميتا، والكل ينعاك ويسرد ذكراك ومسيرتك الطيبة، عزاؤنا لوطننا وخليجنا العربي بفقدانك، وعزاؤنا لأنفسنا ولأهلك، لقد آن للبدر أن يختفي وراء غيوم الموت وسحب الوفاة، لقد حان للفارس أن يترجل عن صهوته وحان للركن الشامخ أن يعانق الثرى وأن يسند ظهره على تراب وطنه الذي طالما دافع عنه، لقد وصل إلى نهاية رحلته. بعد أن ملأ الدنيا شعرا وحباً وأضاء سماء الوطن العربي ضياءً وإبداعا أيها الراحل عنا: ها هي الحروف والكلمات يتيمة بعدك، وها هي المعاني والأشعار في مأتمها تبكيك.. وها هم محبوك وما أكثرهم يفتقدونك.