قتل 16 عنصراً من مجموعات موالية لإيران على الأقل جراء قصف إسرائيلي استهدف فجر الاثنين معملاً في شمال سورية، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد عن "ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على معمل في بلدة حيان في ريف حلب الغربي إلى 16 قتيلاً موالين لإيران، من جنسيات سورية وغير سورية". وكانت حصيلة أولية للمرصد أفادت عن مقتل 12 شخصاً على الأقل، جراء القصف الذي أحدث انفجارات متتالية في المنطقة الخاضعة لنفوذ مجموعات موالية لطهران، ينضوي ضمنها مقاتلون محليون. وأفادت وزارة الدفاع السورية عن "شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه جنوب شرق حلب مستهدفاً بعض المواقع في محيط حلب" بعد منتصف ليل الأحد الاثنين. وأدى القصف، وفق المصدر ذاته، إلى "ارتقاء عدد من القتلى ووقوع بعض الخسائر المادية"، من دون تفاصيل أخرى. وبقيت محافظة حلب بمنأى عن الاستهداف الإسرائيلي، منذ الضربات التي طالت في 30 مارس مواقع عدة قرب مطار حلب الدولي، وأسفرت عن مقتل 52 مقاتلاً، وفق حصيلة للمرصد حينها. وأسفرت ضربات إسرائيلية على غرب سورية ووسطها الأربعاء عن مقتل سبعة أشخاص، هم طفلة وستة مقاتلين سوريين يعملون لحساب حزب الله، وفق المرصد. وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سورية طالت بشكل رئيس أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري. وتزايدت الضربات منذ بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل. لكن وتيرة الضربات "تراجعت بشكل لافت" وفق المرصد، منذ القصف الذي استهدف مبنى ملحقاً بالسفارة الإيرانية في دمشق في أبريل وأسفر عن مقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران. ونادراً ما تعلّق إسرائيل على ضرباتها في سورية، لكنّها تكرر الإشارة الى أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سورية. من جهة اخرى أعلن حزب الله اللبناني أنه قصف بلدتين في شمال إسرائيل ردا على مقتل مدنيين اثنين في جنوب البلاد وسط تصعيد متواصل للضربات بينه وبين اسرائيل. وقال حزب الله في بيانين منفصلين إنه استهدف "كريات شمونة والمطلة بعشرات صواريخ الكاتيوشا". وأوضح الحزب أن ضرباته جاءت "ردّاً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية والمنازل الآمنة وخصوصاً بنت جبيل وحولا" ما أدى إلى "استشهاد مدنييَن عزل". وفي وقت سابق الأحد قتل مدنيَّان بقصف إسرائيلي استهدف بلدة حولا في جنوبلبنان، كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية. وذكرت الوكالة الحكومية أن " قيلين مدنيّين سقطا في الغارة" على بلدة حولا "والتي استهدفت منزلهما". وأكّد مصدر في غرفة عمليات الهيئة الصحية الاسلامية التابعة لحزب الله لفرانس برس حصيلة الغارة التي شنتها "طائرة حربية اسرائيلية" على حولا. وقال مسؤول محلي من جهته إن القتيلين هما "شقيقان يعملان في رعي الاغنام"، مضيفاً أن الغارة "أدت إلى تدمير المنزل" الذي يقطنان فيه "بالكامل". وكان حزب الله أعلن السبت إسقاط مسيرة اسرائيلية من نوع "هيرمس 900"، فيما أكّد الجيش الإسرائيلي أن "صاروخ أرض - جو أطلق باتجاه طائرة مسيّرة كانت تعمل في المجال الجوي اللبناني"، مشيرا في بيان إلى أن "الطائرة أصيبت وسقطت في الأراضي اللبنانية". وفي أعقاب ذلك، قال الجيش الاسرائيلي في بيان الأحد إن طائراته قصفت "مجمّعاً عسكرياً" يستخدمه حزب الله "في منطقة البقاع" في شرق لبنان. وكان حزب الله قد أعلن في وقت سابق الأحد أنه قصف الجولان السوري المحتل للمرة الثانية خلال ساعات قليلة، بعد غارات إسرائيلية على شرق لبنان أدت لإصابة اثنين من عناصره بحسب مصدر مقرّب من الحزب. وأتى هذا الإعلان غداة قصف الجيش الإسرائيلي مواقع لحزب الله في منطقة بعلبك في شرق لبنان، بعيدا من الحدود. وأدّى القصف إلى إصابة شخصين بجروح، وفق مصدر مقرب من حزب الله. وقال الجيش الإسرائيلي إنه "تم رصد إطلاق نحو 15 قذيفة نحو منطقة كتسرين في الجولان سقطت في مناطق مفتوحة بدون وقوع إصابات". وأشار في بيان إلى أن حرائق اندلعت في مناطق عدة وفرق الإطفاء تعمل على إخمادها. وتشهد مناطق في جنوبلبنان قصفاً كثيفاً منذ ليل الجمعة، وفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام. وقتل أربعة أشخاص الجمعة هم امرأة ومسعف في هيئة تابعة لحزب الله ومقاتلان من الحزب. وقُتل 451 شخصاً على الأقلّ في لبنان حتّى الآن منذ بدء التصعيد، بينهم أكثر من 80 مدنياً و291 مقاتلاً من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية. ومن بين القتلى نحو 20 مسعفا، عشرة منهم من الهيئة الصحية الإسلامية.