سجل مهاجم النصر وقائده البرتغالي كريستيانو رونالدو رقماً تاريخياً سلبياً هذا الموسم لأول مرة يسجله طوال تاريخه الرياضي، حيث انخفضت القيمة السوقية للاعب الظاهرة إلى أدنى مستوياتها تاريخياً بوصوله إلى 15 مليون يورو، وهو الرقم الذي لم يصله مسبقاً. بداية رونالدو الكروية عندما كان في عمر ال19 عاماً، بلغت قيمته السوقية 18 مليون يورو في أول مواسمه مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، وهذا المبلغ سجل في أكتوبر 2004م، أي قبل 20 عاماً من اليوم، وسجل رونالدو طوال الأعوام العشرين الماضية سلسلة من القفزات المالية في قيمته السوقية، وصل فيها إلى أعلى قيمة تاريخية له 120 مليون يورو في عدة أعوام مضت. خلال الأربعة أشهر الأولى من مسيرته مع اليونايتد قفزت قيمة رونالدو السوقية أربعة ملايين يورو وانتقل من 18 مليون يورو إلى 22 مليون يورو، وهذه القفزة الكبيرة جاءت في وقت قياسي جداً، لكنها كانت البداية حيث تلتها قفزة أخرى في العام ذاته تجاوزت سابقتها حين وصل إلى 26.5 مليون يورو في أكتوبر 2005م. في أبريل 2007م واصلت قيمة رونالدو السوقية الارتفاع وبلغا 34 مليون يورو وهو رقم عال في وقت وجيز لكن هذا الأمر يعود لتألق البرتغالي الكبير في صفوف «الشياطين الحمر» كما يحلو لعشاق مانشستر يونايتد تسميتهم، وفي فبراير 2008م وصلت قيمة رونالدو 50 مليون يورو، وهذه هي المرة الأولى التي يصل لها اللاعب، أي أن رونالدو استطاع مضاعفة قيمته السوقية مرتين خلال أقل من أربع سنوات فقط. ونجح الدون في إضافة 10 مليون يورو خلال فترة أربعة أشهر فقط على قيمته السوقية ليصل إلى 60 مليون يورو لينهي موسمه بهذا المبلغ، وفي صيف 2008م فتح ريال مدريد الإسباني المفاوضات مع اللاعب وناديه الإنجليزي، ولكي يظفر بخدمات أحد أبرز اللاعبين على مستوى العالم، رفع الريال 10 مليون يورو على قيمته السوقية ليصل إلى 70 مليون يورو، ينتقل بموجبها إلى صفوف النادي «الملكي» في اسبانيا. ولأن ريال مدريد هم أسياد كرة القدم في أوروبا والعالم، أضاف الريال لقيمة رونالدو السوقية والفنية الكثير والكثير وبلغت معه قيمة اللاعب السوقية خلال عام واحد فقط 90 مليون يورو، وهذا حدث في أغسطس 2010م، احتاج بعدها رونالدو عامين فقط ليكسر حاجز 100 مليون يورو ووصلها في أغسطس من عام 2012م. حاجز ال100 مليون لم يكن الأخير لرونالدو في مسيرته وواصل سهمه الصعود بنسب متتالية، وفي أكتوبر 2014م حقق رونالدو أعلى مجد مالي له بعد أن نجح في قيادة فريقه ريال مدريد لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا على حساب جاره في البلد والمدينة أتلتيكو مدريد الإسباني. ولأن الوصول إلى القمة سهل ولكن المحافظة عليها هي الأصعب، حافظ «ألدون» على قيمته لمدة عام قبل أن تهبط إلى 110 مليون يورو وبقي فيها لمدة عامين، ولكنه سرعان ما عاد إلى قمة أمجاده بتحقيقه مع الريال ثلاثة ألقاب دوري أبطال مما أعاد قيمته إلى 120 مليون يورو، وكان هذا في عمر 32 عاماً وهو آخر عهد رونالدو بهذه القيمة العالية. خلال ستة أشهر فقط في عام 2018م انخفضت قيمة رونالدو 20 مليون يورو وهذا الانخفاض جعل الأيام الجميلة بينه وبين الريال توشك على النهاية، حتى دخل يوفنتوس الإيطالي على الخط ونجح في إقناع اللاعب والريال على الانتقال لصفوفه ب100 مليون يورو، أي أن الريال استفاد من خدمات رونالدو لمدة تسع سنوات وربح بعدها 30 مليون يورو في قمة الصفقة إذ اشترى عقده ب70 مليون وباعه ب100 مليون يورو. خروج «كريس» من الريال كان بداية التراجع ومع «اليوفي» كانت قيمته السوقية تنخفض عاماً بعد الآخر وشهراً بعد الآخر، في أول عام انخفضت قيمة رونالدو 10 مليون يورو وفي ثاني وثالث عام انخفضت 15 مليون لكل عام، ليجد قيمته السوقية تقدر في عام 2020 ب60 مليون يورو وهي قيمته ذاتها في عام 2008م حين كان يرتدي شعار مانشستر يونايتد الإنجليزي. في عام 2021م دخلت علاقة رونالدو واليوفي الخطر ووصلت قيمة اللاعب السوقية 45 مليون جراء عدم ارتياحه وعدم قدرته على تقديم الأداء المرضي له ولناديه مما جعل أيامه في صفوف «السيدة العجوز» معدوده، ولأن رونالدو يحب مانشستر يونايتد الإنجليزي ويحمل في ذاكرته وتاريخه الكثير والكثير من الأمجاد التي سطرها في «أولد ترافورد» عاد رونالدو إلى بيته القديم لكن هذه العودة لم تكن موفقه. اصطدم رونالدو بمدرب اليونايتد تين هاج خاصة أن الأخير لم يعامل رونالدو كأسطورة كروية لها تاريخها الكبير بل عامله كباقي اللاعبين مما جعل رونالدو دائماً في وضع المتذمر وأسيراً لدكة البدلاء لتهبط قيمته السوقية في ظرف سنة واحدة 25 مليون يورو، حيث كانت 45 مليون عند خروجه من اليوفي و20 مليون يورو في آخر أيامه مع اليونايتد. اختار رونالدو الرحيل من الدوري الإنجليزي إلى الدوري السعودي وتحديداً نادي النصر الذي يسكن في الجنوب الغربي للعاصمة الرياض، هذا الانتقال صاحبه نزول في القيمة السوقية للاعب بمقدار خمسة مليون يورو، لكن رونالدو حافظ بتألقه ومستوياته الفنية وسجله التهديفي الكبير مع النصر على قيمته السوقية من الانخفاض بشكل أكبر حسب بيانات موقع التقييمات الشهير «ترانسفير ماركت».