ضمن مبادرات الشريك الأدبي التي ترعاها هيئة الأدب والنشر والترجمة نظم مقهى «دفعة89» أمسية عنوانها: «فن الهايكو»، سماته وارتحالاته، قدمها الشاعر والناقد الدكتور/ أحمد يحيى القيسي. وقد حظي هذا اللقاء بحضور نوعي من المهتمين بالشأن الثقافي من أدباء وأكاديميين لهم حضورهم في المشهد الأدبي. بدأ القيسي حديثه بتوصيف هذا الفن قائلاً: «هو أحد أشكال الشعر الياباني الذي انتشر فيما بعد وأصبح عالميًّا، وهو فن وصفي مكثف ومختزل يعتمد على الصورة الحسية، ويتألف من مشهدين متجاورين أو من مشهد واحد، وتنطلق فكرته من الطبيعة ومظاهر الحياة اليومية». وتتبع القيسي ارتحالات هذا الفن منذ أن نشأ في اليابان حتى وصل إلى أوروبا، وتطوره مع الشاعر الأميركي عزرا باوند، وما طرأ على صيغته وموضوعاته من تغيير، إلى أن وصل إلى عالمنا العربي، مبيناً بعض الأخطاء التي وقعت فيها المحاولات العربية الأولى، والفهم المشوه الذي انتشر عن هذا الفن في بداياته هنا، ثم تطرق إلى أبرز التجارب العربية التي تُعد واجهة حقيقية لهذا الفن، مثل: سامح درويش، وعبدالكريم كاصد، وعلي القيسي، وغصون الطرشة، وهدى حاجي، ومانيا فرح، وغيرهم. وقد تطرق الدكتور أحمد إلى أبرز السمات التي تميز نص الهايكو، ومنها «المشهدية» التي تعد الخاصية الحاسمة لهذا النص، وبها يكون هايكو أو لا يكون، وكذلك السمات الأخرى مثل: الآنية والمفارقة والمنطقية، معززاً حديثه بشواهد من التجربة العربية. وخصص القيسي جزءاً من ورقته عن التجربة السعودية في الهايكو، مبيناً أنها أثبتت نجاحها في هذا المضمار الجديد، حيث أشار إلى تجربة الدكتورة خيرية السقاف بصفتها رائدة لهذا الفن في منطقة الخليج، وإلى التجارب التي ظهرت بعد عام 2010م، ومنها تجربة عبدالله الأسمري صاحب أول مجموعة هايكو صدرت عن نادي الباحة الأدبي عام 2015م، وأشاد القيسي بتجربة حيدر العبدالله، مؤكداً أنها من التجارب المهمة في الهايكو سواء على مستوى التنظير أو الإبداع؛ لأنه تناول الهايكو من زاوية غير مألوفة وهي التصوف، ممعناً النظر في قصائد الشاعر العربي «ذي الرمة» ليبين خصائص الهايكو التي تتوافر عليها، ثم يحاكيها بنصوص من إبداعه. واختتم ورقته بحديث عن الترجمة، مسلطاً الضوء على ترجمات الشاعر محمد عضيمة للنص الياباني، واصفاً إياها بأنها المرجع الذي يفهم منه القارئ طبيعة نص الهايكو الياباني. وفي نهاية اللقاء تحدث الدكتور سعد البازعي عن الورقة التي قدمها القيسي، منوهاً إلى أهميتها وثرائها، ثم أفرد الحديث عن الخصوصية التي تميز فن الهايكو عن سواه لتجعله أثيراً عند اليابانيين. بعد ذلك توالت التعقيبات والمداخلات من قبل الحاضرين التي تحمل في طياتها تساؤلات مهمة عن هذا الفن، وكان أبرز المتداخلين: الدكتورة زكية العتيبي، والأستاذ عبدالله الحسني، والدكتورة مها كلّاب، والدكتور عبدالله القرني، وغيرهم. نصوص من الورقة النقدية: «ساعة موشومة كل ما تبقى على الحائط المدمر» غصون الطرشة «حقل الألغام – بتؤدة يعبر ظل الغيمة» سميرة سلمان «منطقة حدودية – الأعلام ولاؤها للريح» لطيفة أودهو «حتى الجدار المتهالك مر به الربيع» خيرية السقاف «صباح ضبابي – كلانا يبهت لونه يا زهرة النرجس» مانيا فرح د. أحمد القيسي