قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة من الناحية الفنية لحرب نووية وإنه إذا أرسلت الولاياتالمتحدة قوات إلى أوكرانيا فسيعتبر ذلك تصعيدا كبيرا للصراع. وقال بوتين، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية المقررة من 15 إلى 17 مارس والتي من المؤكد أنه سيفوز من خلالها بفترة رئاسية جديدة لست سنوات، إنه ليس "كل شيء يدفع باتجاه" سيناريو الحرب النووية وإنه لا يرى حاجة لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا. وقال بوتين لتلفزيون روسيا-1 ووكالة الإعلام الروسية ردا على سؤال عما إذا كانت البلاد مستعدة حقا لحرب نووية "من وجهة نظر عسكرية فنية نحن بالطبع مستعدون". وذكر بوتين أن الولاياتالمتحدة تدرك أنها إذا نشرت قوات أمريكية على الأراضي الروسية أو في أوكرانيا فإن روسيا ستتعامل مع هذه الخطوة على أنها تدخل. وأضاف "(في الولاياتالمتحدة) يوجد ما يكفي من المتخصصين في مجال العلاقات الروسية الأمريكية وفي مجال ضبط النفس الاستراتيجي. ولذلك لا أعتقد أن كل شيء يدفع باتجاهها (المواجهة النووية)، لكننا مستعدون لذلك". وجاء تحذير بوتين مصحوبا بعرض آخر لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا كجزء من إعادة رسم خريطة الأمن الأوروبي بعد الحرب الباردة. وتقول الولاياتالمتحدة إن بوتين غير مستعد لإجراء محادثات جادة بشأن أوكرانيا. وأثارت الحرب في أوكرانيا أعمق أزمة في علاقات روسيا مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وحذر بوتين عدة مرات من أن الغرب يخاطر بإثارة حرب نووية إذا أرسل قوات للقتال في أوكرانيا. وأرسل بوتين عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في فبراير شباط 2022، ما أدى إلى اندلاع حرب واسعة النطاق بعد ثماني سنوات من الصراع في شرق أوكرانيا بين القوات الأوكرانية من جهة والأوكرانيين الموالين لروسيا ووكلاء روسيا من جهة أخرى. وقال الرئيس فلادمير بوتين إن روسيا سوف تطلب ضمانات أمنية من أجل بحث إجراء محادثات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفا في مقابلة مع وكالة أنباء ريا نوفوستي أن "الوقائع على الأرض" يجب أن تكون أساس أي مفاوضات. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن بوتين تأكيده فى المقابلة التى نُشرت اليوم الأربعاء استعداد روسيا لحل "هذا الصراع بالطرق السلمية". وكانت الحكومة الأوكرانية قد رفضت في السابق أي اتفاق يتضمن تنازلات إقليمية. وقال بوتين" في هذه الحالة، نحن مهتمون بصورة أساسية بأمن روسيا". وأضاف "سوف نمضى من هذه النقطة". ولدى سؤاله عما إذا كان من الممكن عقد "اتفاق عادل" مع الغرب، أجاب بوتين" لا أثق بأي شخص، ولكننا نحتاج إلى ضمانات". وأشار بوتين إلى أنه لم يكن هناك مطلقا حاجة لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية خلال الحرب في أوكرانيا، مضيفا أن هذه الفكرة لم تخطر على باله مطلقا، وأنه لا يعتقد أن روسياوالولاياتالمتحدة متجهان نحو صراع نووي. مع ذلك، أوضح أن الدول التي أعلنت أنه لا توجد خطوط حمراء تجاه روسيا يجب أن تدرك أن روسيا سوف ترد بالمثل. إلى ذلك اتهم الرئيس الروسي أوكرانيا بمهاجمة مناطق روسية في محاولة لتقويض الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في روسيا خلال الفترة من 15 إلى 17 مارس. تتعرض العديد من المناطق الروسية، لا سيما بيلغورود وكورسك الحدودية مع أوكرانيا، لهجمات بطائرات مسيرة أوكرانية لليوم الثاني على التوالي، مع استهداف مواقع للطاقة. أعلن متطوعون روس يقاتلون لصالح أوكرانيا الثلاثاء أنهم تسللوا وسيطروا على قرية حدودية روسية في منطقة كورسك، وأكد الجيش الروسي صد هذا التوغل. قال بوتين في مقابلة مع قناة روسيا 1 ووكالة ريا نوفوستي، تم نشر مقتطفات منها صباح الأربعاء إن هذه الهجمات يمكن تفسيرها بطريقة "بسيطة جدا. كل هذا يحدث على خلفية الإخفاقات (الأوكرانية) في الجبهة". وأكد الرئيس الروسي "مع ذلك، فإن الهدف الرئيسي وليس لدي أدنى شك في ذلك، إذا فشلوا في تقويض الانتخابات الرئاسية في روسيا، فهم على الأقل يحاولون منع المواطنين بطريقة ما من التعبير عن إرادتهم". وفلاديمير بوتين الذي يتولى السلطة منذ أكثر من عقدين والمرشح لإعادة انتخابه، هو الأوفر حظا للفوز في الانتخابات، في غياب أي معارضة. ومن المتوقع أن تبقي الانتخابات بوتين في السلطة حتى عام 2030، أي حتى يبلغ من العمر 77 عاما، مع احتمال فوزه بولاية إضافية حتى عام 2036 بفضل تعديل للدستور تم إجراؤه قبل أربع سنوات. يجري الاقتراع في الوقت الذي يحقق فيه الرئيس الروسي نجاحات نسبية في ساحة المعركة الأوكرانية، توجت بالسيطرة على مدينة أفدييفكا الاستراتيجية. بوتين يتهم أوكرانيا بمهاجمة مناطق روسية لتقويض الانتخابات الرئاسية