"سابك" تعمل على خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 20% بحلول 2030 وتم تحقيق 10% حتى الان أكد علي المشاري، نائب الرئيس الأول للرقابة و التنسيق التقني بارامكو السعودية، أن الوصول الى الانبعاث الصفري يتطلب التركيز على استخلاص الكربون وتخزينه، حيث لا يوجد مشاكل لدينا في عملية تخزين الكربون، من خلال حقن الكربون لأغراض متعددة، معترفا، ان التحدي الوحيد يتمثل في اكتشاف ابتكارات جديدة لتخزين الكربون طويل المدى، بالإضافة الى التكلفة المرتفعة، وكذلك عدم وجود ضريبة على الكربون، مشير في الوقت ذاته إلى أن أرامكو تعمل ان تكون عملية استخلاص الكربون ذات فعالية تجارية عبر تقليل التكاليف بين 60% - 70% ، مبينا، أن عملية حرق الوقود الاحفوري تقلل من كثافة ثاني أكسيد الكربون، بيد ان التكلفة ما تزال مرتفعة. وأوضح خلال الجلسة الحوارية بعنوان ( تغذية المستقبل بالابتكار ) اليوم (الأربعاء) ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لتكنولوجيا البترول الذي تنظمه أرامكو السعودية بمركز معارض الظهران، أن أرامكو تعمل على تخفيض التكلفة في احد المشاريع بنسبة 50%، مما يجعل عملية استخلاص الكربون عملية مقبولة تجاريا، حيث تتراوح التكلفة حاليا بين 30- 150 دولارا للطن الواحد لتخزين الكربون، فيما تكلفة تقليل نسبة الكربون في الهواء تصل الى 600 – 700 دولار لكل طن من الهواء، حيث يجري العمل على تقليل التكلفة للوصول 200 دولار للطن و الوصول الى 100 دولار مع مرور الوقت. وقال المشاري، أن أرامكو السعودية تركز بنسبة 70% على الاستدامة في مجالات التنقيب و الإنتاج، مضيفا، ان أرامكو السعودية نشرت 350 بحثا في المجالات العلمية خلال عام 2023، بهدف تحويل تلك البحوث الى مشاريع تجارية مما يساعد في توطين التقنيات في الشركات الناشئة، موضحا، أن الهيدروجين يصبح احدى مصادر الوقود التي تساهم في الوصول الى الانبعاث الصفري في 2050، بحيث تشكل 25% من الطاقة في العالم، وقد تم وضع العديد من مشاريع الهيدروجين و لكنها في مرحلة التخطيط لارتفاع التكاليف. وطالب المشاري، بنزع الكربون من كافة القطاعات الاقتصادية، مبينا، أن هناك حاجة لاستثمارات ضخمة لخفض الانبعاثات الكربونية بحيث تتراوح بين 6- 9 تريليون دولار، مؤكدا، أن شركات النفط و الغاز تبذل جهودا في نزع الكربون للوصول الى الانبعاث الصفري، مشيرا في ذات السياق إلى أن توليد الطاقة يعتمد على الوقود الاحفوري، فيما لا تتجاوز نسبة الطاقة المتجددة 7%، بيد أن التحدي الكبير يتمثل في الوصول الى الحياد الصفري في الانبعاثات الكربونية، مؤكدا أن نسبة الانبعاثات ستتراجع في غضون الأعوام القادمة، متوقعا ان الأمور ستكون أفضل بحلول 2050. وذكر المشاري، أن الاستهلاك العالمي سيبلغ 270 مليون برميل يوميا خلال الأعوام المقبلة، مؤكدا، أن الطلب على الطاقة في ارتفاع مستمر، بيد الطاقات البديلة غير قادرة على تلبية الطلب العالمي، لافتا إلى أن التوقف عن الاستثمار في مجالات النفط و الغاز سيقود الى تراجع الإنتاج، مما يؤثر على أسعار البترول، مما يعقد الأمور على الجميع، مبينا، أن التحدي الكبير لشركات النفط و الغاز يتمثل في توفير الطاقة بأسعار معقولة و مناسبة، مشددا على اهمية وجود وعي كامل بتوفير طاقة بأسعار مقبولة، فعندما ننظر إلى استهلاك الطاقة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية نجد يتحاوز 100 مرة اجمالي الاستهلاك في الجزء الجنوبي فهناك فوارق كبيرة، فيما توفر أرامكو العديد من الحلول التنقية لتزويد العالم بالطاقة بأسعار مناسبة. وأوضح الدكتور فهد الشريحي، نائب الرئيس للاستدامة المؤسسية بشركة سابك، أن سابك تعمل على رفع كفاءة الطاقة وكفاءة المنشآت على المدى الطويل، بالإضافة الى توليد الطاقة من مصادر بديلة عوضا من حرق المواد الهيدروكربونية لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك، العمل المستمر على تخزين الكربون، مؤكدا، انشاء اول منشأة تجارية لاستخلاص الكربون في عام 2015 بالجبيل، من خلال تجميع 15 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، لاستخدامها في عمليات التسميد و صناعة المشروبات، لافتا إلى أن تخزين الكربون جزء من برنامج المملكة لاستخلاص الكربون، حيث يجري التنسيق مع أرامكو السعودية في المرحلة الأولى من عملية استخلاص الكربون لنحو 9 مليون طن، بالإضافة إلى وجود برنامج خاص بشركة " سابك " بالتركيز على تخزين الكربون بالكثافة المنخفضة و تحويل غاز ثنائي الكربون الى منتج ذو قيمة العالية، موضحا، أن سابك تعمل منذ 2018 على خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 20% بحلول 2030، حيث تم تحقيق 10% حتى الفترة الحالية، مبينا، أن خفض الانبعاثات الكربونية من اكبر التحديات، حيث يسهم قطاع البتروكيماويات في نشر الانبعاثات الكربونية. وذكر، أن سابك تعمل على مشروع لخفض الانبعاثات الكربونية، حيث سيتم اطلاقه خلال الربع الأول من 2024، بالتعاون مع شركة المانية لتطوير حلول تقنية، بهدف تحويل منتج استخلاص الكربون الى منتج تجاري. وشدد على أهمية يتماشي الابتكار مع التكنولوجيا في الممارسات الحياتية، لافتا إلى أن مفتاح النجاح يكمن في المعرفة الدقيقة المشكلة بهدف البحث عن الحلول المناسبة، فهناك العديد من الاختراعات والابتكارات، ولكن المشكلة تكمن في غياب القدرة على الوصول الى المشاكل التي تعالجها تلك الابتكارات، مطالبا، بضرورة الانفتاح على العالم للاستفادة من المعارف والشركات. واكد أن قطاع البتروكيماويات يسهم بشكل مباشر وغير مباشر بأكثر من 5 تريليون دولار ( 7%) من اجمالي الناتج المحلي، مؤكدا، على أهمية قطاع البتروكيماويات كونه مرتبطا بكافة القطاعات الأخرى، منها التغليف في المواد الغذائية و عبوات المياه و صناعة المنسوجات و النقل و البناء التشييد، مشيرا إلى أن قطاع البتروكيماويات يلعب دورا مهما في مواجهة التحديات، فيما يتعلق بالتغير المناخي للوصول الى الانبعاث الصفري ، مبينا، ان قطاع البتروكيماويات يسهم في عملية تدوير الكربون، بالإضافة إلى الدفع بخطى متسارعة في عملية الابتكار، موضحا، أن 100 مليون شخص يعملون في قطاع البتروكيماويات بشكل مباشر او غير مباشر. وذكر ايان دبليو كامبل نائب الرئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية والمدير التنفيذي للمشاريع الاستراتيجية بجامعة الملك عبدالله، اننا نعول على الجامعات في معالجة الكثير من المشاكل سواء الاقتصادية او التنموية او البيئة، لافتا إلى أن الجامعات تعمل على اجراء البحوث العلمية بالتنسيق مع الجهات الحكومية او الشركات الاهلية، بهدف وضع الحلول المناسبة للعديد من التحديات و المشاكل التي تواجهها، مؤكدا، عدم وجود منافسة سلبية بين الجامعات في مختلف انحاء العالم، فهي عنصر بالغ الأهمية في رفد الحكومات و الشركات بالكثير من المرئيات و الحلول المبتكرة في العديد من المجالات الإنسانية و التنموية و الاقتصادية. ولفت، أن جامعة الملك عبد الله تركز على الأبحاث و كذلك التركيز على الابتكار من خلال الاستفادة من الجانب التكنولوجي، لافتا إلى أن الجامعة حريصة على الاستدامة من خلال التركيز على رأس المال البشري، بالإضافة الى اجراء البحوث في مجالات المياه و الأغذية، مشيرا إلى وجود علاقة وثيقة مع أرامكو السعودية من خلال التعاون المشترك في مجالات البحوث ذات الاهتمام المشترك، مبينا، أن 95% من الأبحاث العلمية في الجامعات بمختلف انحاء العالم غير مستغلة بشكل علمي، موضحا، أن الجامعة تعمل مع وزارة المياه و البيئة و الزراعة على معالجة العديد من المشاكل في المجالات البيئية و الزراعية، حيث يتم التركيز على البحر الأحمر بهدف إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه البحر الأحمر من الناحية البيئية، عبر اجراء البحوث للاستفادة من زراعة الطحالب و التعرف على فائدتها على المملكة، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل تحويل الهيدروجين السائل الى ثاني أكسيد الكربون الى مادة سائلة. وأضاف، أن الجامعات عامل حيوي في توفير الحلول، لذا فإنها حريصة على التواصل مع القطاع الخاص في الحلول على المعلومات المتعلقة بمشاكل السوق، من اجل وضع المعالجات المناسبة وفقا للبيانات المتوافرة لديها، مشيرا إلى أن الجامعات حريصة على الاستفادة من دقة المعلومات في البحوث التي تجريها.