قتل شخص وأصيب عشرات آخرون بجروح الثلاثاء في قصف صاروخي روسي طال مناطق عدة في أوكرانيا من بينها العاصمة كييف، في استمرار لتصاعد القصف المتبادل عبر الحدود بين البلدين. وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس عن سماع دوي انفجارات عدة صباح الثلاثاء في كييف، ترافقت مع إطلاق صفارات الانذار للتحذير من هجمات مقبلة. وفي خاركيف بشمال شرق البلاد، قتل شخص وأصيب 20 على الأقل جراء "أربع ضربات على الأقل" أدت الى تضرر مبانٍ مؤلفة من عدة طوابق، إضافة الى بنى تحتية مدنية وسط المدينة، وفق رئيس الإدارة العسكرية أوليغ سينيغوبوف. وكانت القوات الجوية الأوكرانية أعلنت في وقت مبكر صباحا، رصد عدد من الصواريخ المتجهة نحو العاصمة بعد تحذيرها من خطر وقوع ضربات روسيّة. وأشارت الى أن التهديد يطال كذلك مناطق في جنوبأوكرانيا وشرقها. وأتت هذه الهجمات غداة تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا "ستكثف" ضرباتها على أهداف عسكرية في أوكرانيا، ردّا على هجوم أوكراني غير مسبوق على مدينة بيلغورود الروسية. وفي كييف، أفاد مراسلو فرانس برس عن سماع دوي أكثر من عشر انفجارات قوية في كييف هزت مباني وسط العاصمة. وأشار رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو الى أن عشرة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح في مجمع سكني في مقاطعة سولوميانسكي "حيث اندلع حريق جراء الهجوم الصاروخي". وأكدت الإدارة العسكرية في العاصمة الأوكرانية أن شظايا من حطام صواريخ روسية تمّ اعتراضها، سقطت في عدد من مناطق كييف وطال بعضها مباني سكنية. وفي منطقة بتشرسك، أصاب الحطام مبنيين مرتفعين، بينما اندلع حريق في متجر ومستودع، وفق ما أفادت الادارة العسكرية ومسؤول محلي. كييف تسقط مسيرات وترفع حال التأهب الجوي وفي منطقة بوديل بشمال كييف، أشار كليتشكو إلى تعرض "محيط بنية تحتية مدنية" للقصف، مشيرا الى أن بعض البنى التحتية المدنية ومبانٍ سكنية في أربع مناطق في العاصمة عانت انقطاعا في التيار الكهربائي ومشكلة في ضغط المياه، بينما تعرض أنبوب لنقل الغاز الى بعض الأضرار. وشددت الإدارة العسكرية على أنه "بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك، ستتم بالتأكيد إعادة التيار الكهربائي الى الجميع". وكانت القوات الجوية الأوكرانية توجهت في وقت سابق الى سكان العاصمة بالقول على تيليغرام "كييف، ابقوا في ملاجئكم. العديد من الصواريخ متجهة نحوكم". وأشارت الى أن الجيش الروسي يقوم بإطلاق صواريخ بعضها من طراز كينجال، في اتجاه العاصمة. من جانبه أعلن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أن "تسرب المعلومات سمح لروسيا بالحصول على ميزة عسكرية". وقال زيلينسكي، في مقابلة مع مجلة "إيكونوميست" البريطانية، "إن تسرب المعلومات قبل الهجوم المضاد، في الصيف الماضي، ساعد روسيا على إعداد دفاعاتها"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وفي 4 يونيو الماضي، شنت القوات المسلحة الأوكرانية "هجوماً مضاداً" في اتجاهات جنوب دونيتسك وأرتيموفسك وزابوريجيا، وشارك في المعركة ألوية دربها حلف شمال الأطلسي "الناتو" ومسلحة بمعدات أجنبية، لكنهم لم يتمكنوا حتى من التغلب على الدفاع التكتيكي للقوات الروسية، وتكبدوا خسائر فادحة. وعلى هذه الخلفية، تكتب وسائل الإعلام الغربية بشكل متزايد أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أصبحا يشعران بالضجر من الأزمة الأوكرانية، وأن الدعم لفلاديمير زيلينسكي، آخذ في الضعف. ووفقا لشبكة "إن بي سي"، يناقش المسؤولون الأميركيون والأوروبيون مع سلطات كييف العواقب المحتملة لمحادثات السلام مع روسيا، بما في ذلك ما قد يتعين على الجمهورية السوفيتية السابقة التخلي عنه للتوصل إلى اتفاق، بحسب سبوتنيك. كما رفع الجيش الأوكراني حال التأهّب الجوّي الثلاثاء، محذرا من وجود تهديد بضربات صاروخيّة روسيّة. وأكدت القوات الجوية الأوكرانية، إن روسيا استخدمت عدة صواريخ "كينجال"، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لمهاجمة كييف الثلاثاء، حيث تعرض سكانها لقصف عنيف خلال أحدث هجوم شنته روسيا. وقالت القوّات على تيليغرام "خطر صاروخي في المناطق التي صدر فيها إنذار جوّي! تهديد بإطلاق صواريخ كروز من طائرات تو-95MS. ويوجد إجمالي 16 قاذفة استراتيجية من طراز Tu-95MS في الجو".