نعم سيكون الفشل طريقاً للنجاح إذا تم التعامل معه بموضوعية وحكمة في تشخيص أسبابه. الفشل لا يأتي من فراغ سواء بالنسبة للمنظمات أو الأفراد. استمرار الفشل مصدره في الغالب عدم الاعتراف بوجود مشكلة أو تقصير والبحث عن أسباب خارجية تكون شماعة تعلق عليها أسباب الفشل. هذا البحث هو بمثابة جهود ضائعة لأنها بعيدة عن الواقع وتذهب بأصحابها نحو الاحتماء بنظرية (المظلومية). إن إسقاط أسباب الفشل على أسباب خارجية يعني الرضا بالواقع وعدم القناعة بالحاجة إلى التقييم والتطوير وبالتالي يتكرر نفس الأداء ويتكرر الفشل. التقييم الموضوعي والشفافية هما الوسيلة الفعالة لتحديد نقاط الضعف ومكامن الخلل ومسببات الفشل والجوانب التي تحتاج إلى تطوير والمشكلات المعلقة. التقييم ثقافة راسخة وممارسة مستمرة في المنظمات المتطورة وهذا التطور هو نتاج عملية تقييم مستمرة. من الأخطاء التربوية التي يقع فيها الوالدان بتأثير العاطفة تعويد الطفل على لوم أشياء خارجية، إذا لم ينجح في المشي فاللوم يقع على السجادة غير المستوية، إذا كسر شيئاً فاللوم يقع على الطفل الكبير، إذا تأخر على المدرسة فاللوم يوجه للعاملة المنزلية. المنظمات والمؤسسات والأجهزة الإدارية المختلفة قد تتعود على تربية من هذا النوع وتصبح ثقافة ملازمة لها حيث يتوفر لديها بنك من التبريرات الجاهزة للاختيار منها ما يناسب حالات الفشل المختلفة. حين يصبح هذا الإسقاط عادة أو ثقافة يكون الفرد أو المنظمة أسيراً لها لا يحقق أي تقدم بسبب عدم القدرة على الاعتراف بالحاجة إلى التطوير نتيجة عدم وجود استراتيجية واضحة وخطط عمل ذات أهداف محددة قابلة للقياس، وأحياناً تعمل بعض المنظمات من دون أنظمة ولوائح، أو تكون موجودة لكنها قديمة لا تواكب المتغيرات، أو موجودة لكنها لا تطبق! وحين يقع الفشل يرتفع مستوى اللوم إلى مستوى الاتهامات ويتجه نحو جهات مختلفة منها جهات رسمية تعمل بكل إخلاص لمصلحة الجميع.