نجحت المملكة العربية السعودية بتوحيد كلمة أكبر تحالف نفطي عالمي مشترك في تاريخ البشرية المتمثل في تحالف أوبك+ الذي ويضم منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، ودول أخرى منتجة رئيسة من خارج المنظمة ليشكل إنتاج المجموعة نحو نصف الإنتاج العالمي للنفط، إذ تسابقت دول التحالف في اجتماع الخميس الماضي لتحذو حذو المملكة في تخفيضاتها الطوعية الكبيرة والمؤثرة في الحفاظ على توازن أسواق البترول واستقرارها، حيث بلغ إجمالي التخفيضات الطوعية 2.2 مليون برميل يوميًا التي اتفقت عليها الدول الأعضاء للربع الأول من عام 2024. ونوهت أمانة أوبك بإعلان العديد من دول أوبك+ عن تخفيضات طوعية إضافية، بهدف دعم استقرار وتوازن أسواق النفط. ويتم احتساب هذه التخفيضات الطوعية من مستوى الإنتاج المطلوب لعام 2024 وفقًا للاجتماع الوزاري الخامس والثلاثين لمنظمة أوبك الذي عقد في 4 يونيو 2023، وهي بالإضافة إلى التخفيضات الطوعية التي تم الإعلان عنها مسبقًا في أبريل 2023 وتم تمديدها لاحقًا حتى نهاية عام 2024. وتم الإعلان عن هذه التخفيضات الطوعية الإضافية من قبل دول أوبك+ في اجتماع الخميس وتشمل السعودية (1000 ألف برميل يوميًا)؛ العراق (223 ألف برميل يومياً)؛ الإمارات (163 ألف برميل يومياً)؛ الكويت (135 ألف برميل يومياً)؛ كازاخستان (82 ألف برميل يومياً)؛ الجزائر (51 ألف برميل يومياً)؛ وعمان (42 ألف برميل يومياً) اعتباراً من 1 يناير وحتى نهاية مارس 2024. وبعد ذلك، ومن أجل دعم استقرار السوق، سيتم إعادة هذه التخفيضات الطوعية تدريجياً وفقاً لظروف السوق. ويأتي ذلك إضافة إلى الخفض الطوعي الذي أعلنته روسيا الاتحادية بمقدار 500 ألف برميل يومياً للفترة نفسها (ابتداء من 1 يناير وحتى نهاية مارس 2024) والذي سيتم من متوسط مستويات التصدير للأشهر مايو ويونيو من عام 2023، وسيتكون من 300 ألف برميل يوميا من النفط الخام و200 ألف برميل يومياً من المنتجات المكررة، وأعلنت السعودية بأنها ستُمدد خفضها التطوعي، البالغ مليون برميل يوميًا، الذي بدأ تطبيقه في شهر يوليو 2023م، حتى نهاية الربع الأول من عام 2024م، وذلك بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+، وبذلك سيكون إنتاج المملكة ما يقارب 9 ملايين برميل يومياً، حتى نهاية شهر مارس من عام 2024م، ودعماً لاستقرار السوق، ستتم إعادة كميات الخفض الإضافية هذه، تدريجياً، وفقاً لظروف السوق. وأن هذا الخفض هو بالإضافة إلى الخفض التطوعي، البالغ 500 ألف برميل يومياً، الذي سبق أن أعلنت عنه المملكة، في شهر أبريل من عام 2023م، والممتد حتى نهاية شهر ديسمبر من عام 2024م. وأن هذا الخفض التطوعي الإضافي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول أوبك+ بهدف دعم استقرار أسواق البترول وتوازنها. رئيس الوزراء الروسي وقال نائب رئيس الوزراء الروسي وكبير مفاوضي أوبك+، ألكسندر نوفاك، يوم الخميس: إن خفض روسيا سيزيد إلى 500 ألف برميل يومياً، بما في ذلك خفض قدره 300 ألف برميل يومياً في إمدادات الخام، و200 ألف برميل يومياً في إمدادات المنتجات. وأضاف أن روسيا ستواصل حساب هذا الخفض من متوسط الصادرات في مايو ويونيو 2023، وقال نوفاك، بحسب بيان للحكومة الروسية: إن "هذه الإجراءات ستساعد في التغلب على فترة انخفاض الطلب في الشتاء، وضمان التشغيل المستقر لأسواق النفط وتوازن العرض والطلب". وقالت البيانات السعودية والروسية وأوبك: "بعد ذلك، ومن أجل دعم استقرار السوق، ستتم إعادة هذه الكميات الإضافية من التخفيضات تدريجياً وفقاً لظروف السوق". وأكدت أوبك+ مجدداً على الحصص بموجب إعلان التعاون الرئيس ووافقت على انضمام البرازيل إلى المجموعة اعتباراً من يناير 2024. وأعلن وزير النفط الكويتي سعد البراك أن الكويت ستقوم بخفض طوعي إضافي مقداره 135 ألف برميل يومياً اعتباراً من الأول من يناير 2024 حتى نهاية مارس 2024. وجاء ذلك بحسب بيان صادر عن وزارة النفط يوم الخميس عقب ترؤس البراك وفد الكويت المشارك في الاجتماع الوزاري ال187 لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والاجتماع الوزاري ال36 لتحالف (أوبك+) والاجتماع الوزاري ال51 للجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج عبر تقنية الاتصال المرئي. وقال البراك: إن الخفض الطوعي الإضافي يأتي بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك+، مشيراً إلى أن إنتاج الكويت سيكون 413ر2 مليون برميل يومياً حتى نهاية مارس 2024. وأكد أن هذا القرار يهدف إلى دعم استقرار السوق إذ ستتم إعادة كميات الخفض الإضافي هذه تدريجياً حسب أوضاع السوق. وأوضح أن هذا الخفض الطوعي، هو بالإضافة إلى الخفض الطوعي البالغ 128 ألف برميل يومياً الذي سبق أن أعلنت عنه دولة الكويت في أبريل 2023 والذي سيستمر حتى نهاية ديسمبر 2024، من جهتها ذكرت وكالة الأنباء العراقية يوم الخميس أن العراق سيخفض إنتاج النفط طوعياً 211 ألف برميل يومياً في الربع الأول من عام 2024. وقالت الوكالة إن إنتاج العراق سيبلغ 4.009 مليون برميل يومياً في الفترة من أول يناير حتى نهاية مارس. وأضافت أن كميات التخفيضات الإضافية ستعود تدريجياً بعد مارس آذار بحسب حالة السوق. كما أعلنت سلطنة عُمان أنّها ستقوم بخفض طوعي إضافي مقداره 42 ألف برميل يوميًّا من النفط الخام، بداية من يناير المقبل إلى نهاية شهر مارس 2024، بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق "أوبك+". وأوضحت وزارة الطاقة والمعادن أنَّ هذا الخفض الإضافي، مضافٌ إلى الخفض الطوعي السابق البالغ 40 ألف برميل يوميًّا، والذي يستمر حتى ديسمبر 2024، وذلك تعزيزًا للجهود الاحترازية التي تبذلها دول "أوبك+" لدعم استقرار أسواق البترول وتوازنها. وأشارت الوزارة إلى أنّه سيتم إعادة الكميات المخفضة الإضافية تدريجيًّا حسب أوضاع السوق. كما أعلنت الإمارات عن تخفيض إنتاجها النفطي طوعاً بمقدار 163 ألف برميل يومياً ابتداءً من يناير إلى نهاية مارس 2024، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، كما أعلنت روسيا الخميس أنها ستعزز خفضها الطوعي لإنتاج النفط إلى 500 ألف برميل يومياً وتمدده حتى نهاية الربع الأول من عام 2024. وقال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك في بيان عقب اجتماع وزراء أوبك+: إن التخفيضات الإضافية تهدف إلى "الحفاظ على الاستقرار والتوازن في سوق النفط". وأضاف ألكسندر نوفاك أن جميع المشاركين في اتفاق أوبك+ يوفون بالتزاماتهم بخفض إنتاج النفط. وقال في مقابلة مع قناة روسيا-24 التلفزيونية: إن الوضع في سوق النفط العالمية مستقر، والطلب ينمو بمقدار 2.5 مليون برميل يومياً هذا العام. وقال: "أعتقد أن الوضع مستقر تماماً. هذا العام نشهد زيادة كبيرة في الطلب، نحو 2.5 مليون برميل يومياً خلال عام 2023، واليوم تم تأكيد ذلك كجزء من تقييم الوضع والتوقعات للعام المقبل". وبحسب نائب رئيس الوزراء الروسي، فإن قرارات دول أوبك+ بخفض الإنتاج بأكثر من مليوني برميل يومياً تهدف إلى إزالة المخاطر خلال فترة انخفاض الطلب في الربع الأول. وقال: لقد شاهدنا اليوم تقييمات مجموعة العمل التي تقوم بإعداد التقارير والتوقعات للعام المقبل. وقال: إن القرارات التي تم اتخاذها تهدف إلى إزالة المخاطر خلال فترة انخفاض الطلب في الربع الأول من العام المقبل. وأشار نوفاك إلى أن أوبك+ ترى مخاطر مرتبطة بالسياسة النقدية وقرارات البنوك المركزية لعدد من الدول، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العام المقبل. كما قال نوفاك: إن السعودية ستخفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً، وستخفضه روسيا بمقدار 500 ألف برميل يومياً، بينما ستخفض الأطراف المتبقية في الاتفاق الإنتاج بمقدار 700 ألف برميل يومياً.